fbpx

السكتة الدماغية | كل ما تود معرفته عن الأسباب والأعراض وطرق العلاج

   تحدث السكتة الدماغية عندما يقل تدفق الدم إلى جزء من الدماغ أو ينقطع تمامًا؛ مما يعيق خلايا الدماغ من الوصول إلى الأكسجين والعناصر المغذية؛ فيسبب موت خلايا الدماغ في خلال دقائق، وتُعد السكتة الدماغية حالة طبية طارئة تتطلب التدخل العلاجي فورًا؛ إذ يمكن للعلاج المبكر أن يقلل تلف الدماغ والمضاعفات الخطيرة التابعة لها.

ما أنواع السكتات الدماغية؟

   تنقسم أنواع السكتة الدماغية إلى ثلاث أنواع رئيسة:

1. السكتة الدماغية الإقفارية (Ischemic Stroke)

   تٌعد أكثر أنواع السكته الدماغية شيوعًا؛ إذ تُمثِّل حوالي 80% من السكتات الدماغية، وتحدث عندما تصبح الأوعية الدموية التي تمد الدماغ بالدم ضيقة أو مسدودة؛ مما يسبب انخفاض شديد في تدفق الدم، ويحدث ضيق الأوعية الدموية أو انسدادها نتيجة تراكم الرواسب الدهنية بها أو حدوث جلطات دموية فيها.

   كما تشير بعض الأبحاث الأولية أن عدوى فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) قد تكون سببًا محتملًا للسكتة الدماغية الإقفارية، ولكن ما زالت تحتاج إلى مزيد من الأبحاث.

2. السكتة الدماغية النزفية (Hemorrhagic stroke)

   تحدث السكتة الدماغية النزفية عندما يحدث تسريب من الأوعية الدموية في الدماغ أو عندما تتمزق الأوعية الدموية في الدماغ؛ فقد تنتج حالات النزف في الدماغ عن عديد من الحالات التي تؤثر في الأوعية الدموية، مثل:

  • ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط.
  • الإصابات الجسدية، مثل: حادث سيارة.
  • تناول جرعات زائدة من الأدوية المضادة للتخثر.
  • رواسب بروتينية في جدران الأوعية الدموية تتسبب في ضعف جدارها.
  • تؤدي السكتة الدماغية الإقفارية إلى نزيف.
  • تمدد الأوعية الدموية.

3. النوبة الإقفارية العابرة (Transient Ischemic Attack):

   تُعرف أحيانًا باسم السكتة المصغرة، وتنتج عن الانخفاض المؤقت في تدفق الدم لجزء من الدماغ، وتستمر مدة الجلطة الدماغية إلى خمس دقائق، ولا تؤدي إلى التلف الدائم للدماغ.

ما أسباب السكتة الدماغية؟

   تُعد الأسباب الرئيسة للسكتة الدماغية ما يلي:

  • انسداد أحد الشرايين التي تمد الدماغ بالدم والمواد المغذية.
  • تسرب أو انفجار أحد الأوعية الدموية.

ما أعراض السكتة الدماغية؟

   تشمل الأعراض ما يلي:

  • صعوبات في التحدث، مثل: عدم القدرة على التحدث بوضوح، وعدم فهم الآخرين والتواصل معهم.
  • حدوث شلل في الوجه، أو الذراع، أو الساق، وغالبًا ما يحدث ذلك في جانب واحد من الجسم.
  • صداع مفاجئ وشديد قد يكون مصحوبًا بالقيء، أو الدوخة، أو تغيُّر في الوعي.
  • صعوبات في المشي أو فقدان التوازن.
  • مشكلات الإبصار قد تحدث في عين واحدة أو كلتا العينين، فقد تشعر فجاءةً بتغيم الرؤية أو رؤية مزدوجة.
  • ما الأعراض التي تنفرد بها النساء عن الرجال في أعراض السكتة الدماغية؟

   يمكن أن تظهر بعض أعراض الجلطة الدماغية عند النساء ولا توجد عند الرجال، مثل:

  • الغثيان أو التقيؤ.
  • النوبات.
  • صعوبة التنفس.
  • فقدان الوعي.
  • ضعف عام.
  • الإحساس بالألم.

ما عوامل الخطر التي تزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية؟

   تشمل العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالسكتات الدماغية مايلي:

  • السن: الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم فوق 55 عامًا.
  • العرق: يتعرض الأمريكان من أصول أفريقية لخطر السكتات الدماغية أكثر من الأعراق الأخرى.
  • الجنس: الرجال أكثر عرضةً للسكتات الدماغية عن النساء، ولكن النساء أكثر عرضةً للوفاة بالسكتات الدماغية من الرجال.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع الكوليسترول.
  • مرض السكري.
  • زيادة الوزن أو السمنة المفرطة.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • تاريخ شخصي أو عائلي من النوبات القلبية، أو السكتات الدماغية.
  • قلة النشاط البدني.
  • عدوى فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
  • الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
  • التدخي أو التعرض للتدخين السلبي.
  • تناول العقاقير الممنوعة، مثل: الكوكايين أو الميثامفيتامين.
  • يزيد استخدام أدوية منع الحمل أو العلاجات الهرمونية التي تحتوي على هرمون الإستروجين من خطر الإصابة.

ما المضاعفات التي تنتج عن حدوث السكتة الدماغية؟

   قد تسبب الجلطة الدماغية إعاقات مؤقتة أو دائمة بناءًا على المدة التي يفتقر فيها المخ لتدفق الدم والجزء المصاب، وتشمل المضاعفات ما يلي:

  • الشلل أو فقدان حركة العضلات.
  • فقدان الذاكرة أو صعوبة التفكير.
  • صعوبات في البلع أو التحدث.
  • المشكلات الانفعالية فقد يواجه الأشخاص المصابين بالجلطة الدماغية الصعوبة في السيطرة على انفعالاتهم، أو قد يصابوا بالاكتئاب.
  • تغيُّرات في السلوك.
  • الآلام فقد يشعر الأشخاص الذين أُصيبوا بالسكتات الدماغية بالألم والتنميل في بعض أجزاء الجسم.
السكتة الدماغية

كيف يمكنني الوقاية من الإصابة بالسكتة الدماغية؟

   يجب اتباع بعض طرق الوقاية للوقاية من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية، مثل:

طرق وقائية حياتية

   يجب اتباع نمط حياة صحي، مثل:

  • الحفاظ على وزن الجسم؛ لأن زيادة وزن الجسم تتسبب كثير من المشكلات الصحية.
  • الحفاظ على مستوى ضغط الدم؛ لأن ارتفاع ضغط الدم يزيد خطر التعرض للسكتة الدماغية.
  • مراقبة مستوى السكر في الدم بانتظام خاصةً عند مرضى السكري.
  • الإقلاع عن التدخين والمشروبات الكحولية.
  • اتباع نظام غذائي صحي غني بالفاكهة، والخضراوات، والحبوب الكاملة، والمكسرات، والبقوليات.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل: المشي، أو الجري، أو ركوب الدراجات، أو السباحة.
  • معالجة الضغوط النفسية.
  • تجنب تناول المخدرات، مثل: الكوكايين، والميثامفيتامين.

طرق الوقاية بالأدوية

   دائمًا ما يصف الطبيب بعض الأدوية في حالة تعرضك للإصابة بالسكتة الدماغية من قبل، تتمثل هذه الأدوية فيما يلي:

  • أدوية مضادة للصفيحات (مثل: الأسبرين)تساعد هذه الأدوية على جعل الصفائح الدموية أقل لزوجةً وأقل احتمالًا للتخثر؛ مما يقلل خطر تكوين جلطات دموية.
  • مضادات التجلط (مثل: الوارفارين (Warfarin)): تقلل هذه الأدوية من تخثر الدم.

هل تصيب السكتة الدماغية الأطفال؟

   لا تصب كبار السن فقط، بل يصاب حوالي 400 طفل في المملكة المتحدة كل عام وفقًا للإحصائيات.

هل السكتة الدماغية تسبب الوفاة؟

   تُعد السكتة من أكثر أسباب الوفاة عالميًا، لكن قد يساعد التدخل المبكر للعلاج في تقليل احتمالية الوفاة، وتقليل المضاعفات الأخرى.

كيفية تشخيص السكتة الدماغية

   يبدأ التشخيص فورًا عندما يصل المريض إلى المستشفى، ويحاول الطبيب تحديد نوع السكتة لبدء العلاج، فيخضع المريض للعديد من الاختبارات تتمثل فيما يلي:

١. الفحص البدني

   يُجري الطبيب مجموعة من الفحوصات، مثل: قياس ضغط الدم ،والاستماع إلى ضربات القلب، كما يحتاج المريض -أيضًا- إلى فحص عصبي؛ لتحديد مدى تأثير السكتة الدماغية في الجهاز العصبي.

٢. اختبارات الدم

   يخضع المريض إلى مجموعة من الاختبارات، مثل:فحص مدى سرعة تجلط الدم، وقياس سكر الدم، ومستوى الكوليسترول في الدم.

٣. الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب

   يستخدم في هذا الفحص الأشعة السينية لتكوين صورة مفصلة للدماغ، فقد يظهر التصوير المقطعي المحوسب نزيف في المخ أو ورم أو سكتة دماغية إقفارية، وفي بعض الأحيان يحقن الأطباء صبغة في مجرى الدم؛ لرؤية الأوعية الدموية في العنق والدماغ بصورة أكثر تفصيلًا.

٤. التصوير بالرنين المغناطيسي

   يستخدم في هذا الفحص موجات راديوية ومغناطيسية قوية؛ لتكوين رؤية مفصلة للمخ، وكذلك يستطيع التصوير بالرنين المغناطيسي الكشف عن أنسجة المخ المتضررة؛ بسبب السكتة الإقفارية والنزيف داخل الدماغ.

٥. الموجات فوق الصوتية للشريان السباتي

   في هذا الفحص تُبين الموجات فوق الصوتية صورًا مفصلةً للشرايين السباتية في العنق، وتُوضح إذا كان يوجد ضيق أو انسداد في الشرايين أم لا.

٦. مخطط صدى القلب

   يستخدم في هذا الفحص الموجات الصوتية لتكوين صورة مفصلة للقلب، إذ يستطيع المخطط إيجاد مصدر الجلطات في القلب التي ربما انتقلت من القلب إلى الدماغ، وتسببت في حدوث السكتة الدماغية.

٧. اختبارات البلع

   يُعد اختبار البلع اختبارًا ضروريًا لأي شخص تعرض للإصابة بالسكتة الدماغية، إذ غالبًا ما تتأثر القدرة على البلع بعد مدة قصيرة من الإصابة بالسكتة الدماغية؛ مما يتسبب في وصول الطعام والشراب إلى القصبة الهوائية والرئتين؛ فيسبب الالتهاب الرئوي.

كيفية علاج السكتة الدماغية؟

   يعتمد العلاج على نوع السكتة الدماغية التي أُصيب بها المريض سواء كانت إقفارية أم تتضمن نزيف في الدماغ:

  • علاج السكتة الدماغية الإقفارية:

   في حالة الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية يحاول الأطباء استعادة تدفق الدم سريعًا إلى المخ، وذلك من خلال ما يلي:

١. أدوية الحقن الوريدي

    إذ يبدأ العلاج باستخدام أدوية تفتيت الجلطات خلال 4 إلى 5 ساعات من ظهور الأعراض، فيساعد العلاج السريع على تحسين فرص النجاة وتقليل حدوث المضاعفات.

   الدواء المستخدم في الحقن الوريدي هو دواء (ألتيبلاز)، إذ يُعد العلاج الرئيس لعلاج السكتة الدماغية الإقفارية، وتُعطى حقن دواء (ألتيبلاز) عادةً عبر الوريد في خلال الثلاث ساعات الأولى من الإصابة، إذ يعيد هذا الدواء تدفق الدم من خلال إذابة الجلطة الدموية المسببة للسكتة الدماغية.

٢. العلاج داخل الأوعية الدموية

    أحيانًا يعالج الأطباء السكتة الدماغية الإقفارية بإجراءات تتم مباشرةً داخل الوعاء الدموي المسدود، إذ أظهر العلاج داخل الأوعية الدموية تحسنًا ملحوظًا في النتائج وتقليل مدة الإعاقة الطويلة التي تحدث عقب السكتة الدماغية الإقفارية، ويتمثل العلاج داخل الأوعية الدموية عن طريق ما يلي:

  • توصيل الأدوية مباشرة إلى المخ من خلال إدخال أنبوبًا طويلًا رفيعًا عبر أحد الشرايين إلى الدماغ؛ لتوصيل الدواء مباشرةً إلى مكان حدوث السكتة الدماغية.
  • إزالة الجلطات باستخدام الدعامة المستخرِجة للجلطات، إذ يستخدم الأطباء جهازًا لإزالة الجلطات مباشرةً من الوعاء الدموي المسدود في المخ، ويُعد هذا الإجراء مفيدًا للأشخاص الذين لديهم جلطات دموية يُصعب إذابتها كليًا باستخدام الدواء.

  • علاج السكتة الدماغية النزفية

   يتمثل علاج السكتة الدماغية النزفية في وقف النزيف وتقليل الضغط الناتج عن السوائل الزائدة في المخ، يتضمن العلاج ما يلي:

  • إذا كان المريض يتناول أدوية لمنع تجلط الدم فيُعطي الطبيب للمريض أدوية لمواجهة آثار سيولة الدم، وأيضًا أدوية لتقليل ضغط الدم، ومنع التشنجات داخل الأوعية الدموية.
  • الجراحة: يلجأ الطبيب إلى الجراحة إذا كانت منطقة النزيف كبيرة الحجم، فقد يقرر الطبيب إجراء عملية جراحية لإزالة الدم، وتخفيف الضغط، وإصلاح مشكلات الأوعية الدموية المرتبطة بالسكتات الدماغية.
  • جراحة القص: تستخدم هذه الجراحة إذا كان تمدد الأوعية الدموية هو المسبب لحدوث السكتة الدماغية، فيقوم الطبيب بقص تمدد الأوعية الدموية؛ لمنع تسرب الدم، ومنع الأوعية الدموية من الانفجار مرةً أخرى.
  • جراحة لإزالة التشوه الشرياني الوريدي: يُعد التشوه الشرياني الوريدي مجموعة متشابكة من الشرايين والأوردة التي يمكن أن تتمزق داخل الدماغ؛ لذا تستخدم الجراحة لإزالة هذا التشوه الذي يسبب حدوث السكتات الدماغية.
  • الجراحة الإشعاعية: تُعد الجراحة الإشعاعية علاج متقدم يستخدم لإصلاح تشوهات الأوعية الدموية، إذ يستخدم أشعة متعددة من الإشعاع شديد التركيز.

هل يمكن علاج السكتة الدماغية بالأعشاب؟

   لا يوجد علاج للسكتة الدماغية بالأعشاب، لكن يمكن لبعض الأعشاب تحسين الدورة الدموية في المخ، كذلك تساعد على منع حدوث السكتات الدماغية،  مثل:

  • الثوم: يمنع تجلط الدم.
  • الكركم: يقلل مستويات الكوليسترول في الدم؛ مما يساعد على منع انسداد الشرايين.
  • التوت: يحسن الكوليسترول، وانخفاض نسبة السكر في الدم. 
  • الجنكو بايلوبا: تحسن من وظائف المخ.
  • الجنسنج الآسيوي: يُعد عنصر أساس في الطب الصيني، ويحسّن الذاكرة.
السكتة الدماغية

التعافي من السكتة الدماغية وإعادة التأهيل

   بعض الأشخاص قد يتعافون بسرعة والبعض الآخر قد يحتاج إلى دعم طويل؛ للمساعدة على استعادة حالتهم الصحية قبل حدوث السكتة الدماغية، ويعتمد برنامج إعادة التأهيل على الأعراض وحجم الإعاقة الناتجة عن السكتة، وغالبًا ما يبدأ برنامج التأهيل قبل الخروج من المستشفى ويستمر في المنزل.

يشمل برنامج إعادة التأهيل على حل كلٍ من المشكلات الآتية:

  • مشكلات الحركة، والتحدث.
  • التأثير النفسي، مثل: الاكتئاب، والقلق.
  • مشكلات البلع.
  • وكذلك مشكلات الإبصار، وممارسة الجنس.

ختامًا تُعد الإصابة بالسكتة الدماغية تجربة صعبة، ويحتاج المريض إلى مزيد من الدعم النفسي والدعم الأسري؛ لتخطي هذه المرحلة بنجاح، كما يمكننا الوقاية من الإصابة بها من خلال تناول طعام غذائي صحيّ، وممارسة الرياضة، وتقليل العادات السيئة، مثل: التدخين، وتناول المشروبات الكحولية.

يمكنك الاطلاع أيضًا على:

المصادر: mayo clinicNHSCdCmedlineplus

تعليقات