fbpx

ما سر حدوث ضرر بالدماغ عند بعض مرضى فيروس كورونا؟

وجد باحثون بالمعهد الوطني للصحة آثارا لوجود ضرر ناتج عن تسرب وتهتك الأوعية الدموية بالمخ في عينات من الأنسجة التي جمعت من المرضى الذين توفوا بعد فترة قصيرة من الإصابة بفيروس كورونا. بالإضافة إلى أنه لم تكن هناك أي علامات على وجود فيروس كورونا SARS-CoV-2 في تلك العينات, مما يشير إلى أن الضرر لم يكن ناتجا عن هجوم مباشر من الفيروس. وكان الهدف من دراستهم التعرف على كيفية تأثير فيروس كورونا على المخ, ونُشرت الدراسة في مجلة The New England Journal of Medicine

قال دكتور أفيندرا ناث, الطبيب بالمعهد الوطني للإضطرابات العصبية والسكتة الدماغية التابع للمعهد الوطني للصحة: ” وجدنا أنه ربما تتعرض أدمغة بعض المرضى الذين أصيبوا بعدوى فيروس كورونا لضرر في الأوعية الدموية الصغيرة. و تشير نتائجنا إلى أنه يمكن أن يكون ذلك ناتجا عن الإستجابة المناعية للجسم ضد الفيروس عن طريق الالتهاب. ونأمل أن تساعد هذه النتائج الأطباء على فهم حيز المشاكل التي يمكن للمرضى أن يمروا بها؛ لكي نكون قادرين على الخروج بعلاجات أفضل”. 

وبالرغم من أن فيروس كورونا يصيب الجهاز التنفسي بشكل أساسي إلا أن بعض المرضى يمكن أن يمروا بمشاكل عصبية والتي تتضمن: الصداع, والهذيان, والاختلال السلوكي, والدوار, والإجهاد, وفقدان حاسة الشم . ويمكن أن يتسبب أيضا في حدوث السكتة الدماغية وأمراض عصبية أخرى. أظهرت العديد من الدراسات أن الفيروس يمكنه التسبب بالتهاب وضرر في الأوعية الدموية, حيث وجد الباحثون في إحدى هذه الدراسات أدلة تُظهر وجود كميات صغيرة من فيروس كورونا SARS-CoV-2 في أدمغة بعض المرضى . ومازال العلماء يحاولون فهم كيفية تأثير المرض على الدماغ. 

وفي هذه الدراسة أجرى الباحثون دراسة متعمقة من خلال فحص عينات من أنسجة المخ من 19 مريض توفي بعد الإصابة بفيروس كورونا بين مارس ويوليو 2020 . وتراوحت أعمار المرضى بين 5 وحتى 73 عاما. وتوفوا بين ساعتين إلى شهرين بعد ظهور الأعراض. وكان لدى بعض المرضى عامل خطر واحد أو أكثر مثل: السكري, والسمنة, وأمراض القلب. وٌجد ثمانية من المرضى متوفين في المنزل أو مكان عام. بينما انهار ثلاثة فجأة وتوفوا في الحال. 

image_transcoder.php?o=bx_froala_image&h=2301&dpx=1&t=1609881349اقرأ المزيد: أداة جديدة تساعد على وصف أدق للمضادات الحيوية

استخدم الباحثون في البداية أشعة ذات قوة عالية من الرنين المغناطيسي, وهي أقوى من النوع المنتشر من 4 إلى 10 مرات؛ وذلك لفحص عينات جذع الدماغ, وتجمع أعصاب مركز الشم عند كل مريض. ويٌعتقد أن هذه الأماكن هي الأكثر عرضة لفيروس كورونا, حيث يتحكم جذع الدماغ في التنفس ونبضات القلب. كشفت نتائج الأشعة عن وجود عدة مناطق فاتحة, تشير إلى وجود التهاب, ومناطق أخرى داكنة، تشير إلى حدوث نزيف. استخدم الباحثون الأشعة كمرجع لهم لفحص تلك المناطق بشكل أدق تحت الميكروسكوب. ووجدوا احتواء المناطق الفاتحة على أوعية دموية رفيعة أكثر من الطبيعي, وفي بعض الأحيان تسرب بروتينات مثل: الفايبرينوجين, في المخ. وأوضح هذا حدوث استجابة مناعية. فالبقع كانت محاطة بالخلايا المناعية التائية من الدم, وبالخلايا المناعية الخاصة بالمخ. وعلى النقيض فالبقع الداكنة احتوت على أوعية دموية متجلطة ومتسربة, لكن بدون حدوث استجابة مناعية. 

قال دكتور ناث: كنا متفاجئين بشكل كبير؛ لأننا كنا نعتقد رؤية ضرر ناتج عن نقص الأكسجين, لكن بدلا من ذلك رأينا العديد من مناطق الضرر التي ترتبط غالبا بالسكتات الدماغية والأمراض الالتهابية العصبية . وفي الختام لم يجد الباحثون أي علامات على وجود عدوى بعينات المخ, حتى مع استخدام وسائل عديدة لتحديد المواد الجينية أو البروتينات الخاصة بالفيروس. 

المصدر : اكسبرس

Responses