fbpx

عملية تكميم المعدة بالمنظار | المميزات، والمخاطر، والنتائج

   تعاني إحدى صديقاتي من السمنة المفرطة، وقد جربت العديد من الحميات والعلاجات لإنقاص الوزن لكن دون فائدة؛ لذلك نصحها البعض بإجراء عملية تكميم المعدة بالمنظار، إلا أنها تعاني من مرض السكري من النوع الثاني مع بعض الأمراض الأخرى المرتبطة بالسمنة؛ لذلك تتساءل السيدات عن.. كيف تتم العملية بدون جراحة؟ وما مميزات، وعيوب هذه العملية؟ 

وهل هناك مخاطر ومضاعفات؟ وهل نسبة نجاح هذه العملية كبيرة؟ أيضًا كيف تستعد السيدات لمثل هذه العملية؟، ولمعرفة الإجابة عن هذه الأسئلة وأكثر تابعنا في هذا المقال.

محتويات المقال:

كيف تتم عملية تكميم المعدة بالمنظار بدون جراحة؟

    إذا كنتِ تعاني من السمنة المفرطة، ومؤشر كتلة الجسم (BMI) أكبر من 40، والوزن يتعدى 100 باوند فتُعد هذه العملية من أكثر الحلول المناسبة التي يقترحها الأطباء في هذه الحالة.

تُجري عملية تكميم المعدة بالمنظار في المستشفى وتحت تأثير التخدير العام؛ إذ يقوم الجراح بعمل 5 فتحات صغيرة في البطن وذلك باستخدام منظار رفيع موضوع في نهايته كاميرا صغيرة، ثم تُدفع الأدوات التي تستأصل حوالي 80% من المعدة من خلال الفتحات الصغيرة، ثم يقوم الجراح بإجراء العملية مستخدمًا الصور الظاهرة على شاشة التليفزيون في غرفة العمليات.

تستأصل هذه الجراحة قاع المعدة وهو الجزء المنحني للخارج، وبعد إخراج هذا الجزء يغلق الجراح المعدة في شكل أنبوب يشبه الموزة أو كم القميص؛ لذا سُميت العملية بتكميم المعدة، ويحتوي قاع المعدة على معظم المنطقة التي تفرز هرمون الجريلين وهو المسئول جزئيًا عن عملية الشعور بالجوع، وبالتالي يُعد استئصال هذا الجزء من المعدة مساعدًا في فقدان الوزن؛ وذلك بتقليل عملية الشعور بالجوع.

ونظرًا لأن حجم المعدة أصبح أصغر بكثير ستمتلئ بسرعة وبكميات أقل أثناء تناول الوجبات، كما تستغرق هذه الجراحة حوالى ساعتين، ويظل المرضى في المستشفى لمدة يومين تقريبًا بعد الجراحة، وبعد معرفتنا بكيفية إجراء تكميم المعدة بالمنظار يأتي السؤال.. ما الحالات التى تحتاج لإجراء هذه العملية؟

تكميم المعدة بالمنظار

مَن المرشح لإجراء تكميم المعدة بالمنظار؟

    توجد بعض الحالات التي يكون فيها تكميم المعدة بالمنظار هو الاختيار الأمثل، ومن هذه الحالات:

  1. إذا كان مؤشر الكتلة (BMS) أكبر من 60: فإن تكميم المعدة بالمنظار يعد الخيار الأول لإنقاص الوزن، كما يمكن بعدها إجراء جراحات أخري لإنقاص الوزن، ولكن في هذه الحالة فإن مخاطر هذه العملية أقل بكثير من الجراحات الأخرى لعلاج السمنة.
  2. إذا كان مؤشر الكتلة (BMS) من 30-40: فقد يقترح الطبيب عملية تكميم المعدة بالمنظار؛ وذلك لأن احتمالية حدوث الآثار الجانبية، مثل: قرح المعدة أو سوء امتصاص الغذاء في هذا الإجراء أقل بكثير من جراحات إنقاص الوزن الأخرى.
  3. إذا كنتِ أكبر سنًا، أو تعاني من الحالات المرضية المرتبطة بالسمنة، مثل:

تعد تكميم المعدة بالمنظار في هذه الحالات هي الأكثر أمانًا من الجراحات التى تستغرق وقت أطول وتكون أكثر تعقيدًا، وبعد ذكرنا لكيفية إجراء هذه العملية، والحالات الأكثر ترشيحًا لهذا الإجراء.. فما مميزات وعيوب عملية تكميم المعدة؟

ما مميزات، وعيوب عملية تكميم المعدة؟

كل نوع من جراحات علاج السمنة لديه مزاياه، وعيوبه المحتملة:

أولـًا: المميزات

  1. وقت الجراحة قصير وأسهل تقنيًا.
  2. يمكن إجراؤها لبعض المرضى الذين يعانون من حالات مرضية عالية الخطورة.
  3. تُعد خيار الجراحة الأول في حالات السمنة المفرطة.
  4. يمكن استخدامها كجسر جراحي لعمليات جراحة السمنة الأخرى، مثل: المجازة المعدية، وتحويل مسار الاثنى عشر بشكل العروة (SADI-S).
  5. تعد من الإجراءات الفعالة في إنقاص الوزن، وتحسين الحالات المرضية المرتبطة بالسمنة.
  6. على الرغم من تصغير حجم المعدة إلا أنها تعمل بشكل طبيعي، وتتحمل معظم الأطعمة، ولكن بكميات صغيرة.
  7. استئصال جزء المعدة الذي يُنتج هرمون جريلين (المسئول عن الشعور بالجوع)؛ فتقل الشهية.
  8. يقل إفراز الحمض المعوي؛ لذلك تقل فرصة حدوث قرح المعدة.
  9. تظل الأمعاء سليمة؛ لذلك تقل فرصة حدوث انسداد معوي، وفقر الدم، وهشاشة العظام، ونقص البروتين، والفيتامينات.
  10. لا يوجد تعديلات أو إضافة أي أجسام غريبة قد تسبب الإعاقة، أو الانزلاق، أو التآكل.

ثانيًا: العيوب

  1. الجزء الذي يتم قصّه واستئصاله لا يتم إعادته مرة أخرى.
  2. فقدان الوزن أكثر صعوبة بدون إجراء المجازة المعدية؛ لأن تأثير تكميم المعدة بمفرده على التمثيل الغذائي أقل.
  3. لا يزال الجسم يتحمل الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، والدهون؛ لذا يمكن إبطاء عملية فقدان الوزن.
  4. قد يظهر ارتجاع في المرئ، أو حرقان القلب.
  5. حدوث متلازمة الإغراق نتيجة انتقال الأطعمة الغنية بالسكريات بسرعة من المعدة للأمعاء، وتظهر الأعراض في صورة: تقلصات البطن، والإسهال، والقيء.

بعد معرفة مميزات وعيوب تكميم المعدة يظل التساؤل عن نسبة نجاح هذا الإجراء ونتائج فقدان الوزن المتوقعة.

ما نسبة نجاح عملية تكميم المعدة؟ وما نتائج فقدان الوزن المتوقعة؟

   يعد تكميم المعدة بالمنظار من العمليات الناجحة؛ إذ تبلغ نسبة النجاح من 80-90%، أما بالنسبة لنتائج فقدان الوزن كالتالي:

  • يفقد المرضى خلال سنة لسنتين بعد العملية حوالي 40- 50% من وزنهم.
  • إذا كان مؤشر الكتلة (BMS) أكبر من 60 قبل إجراء الجراحة فقد يفقد المريض حوالي 125 باوند.

كما أثبتت الدراسات أنه إذا كنت تعاني من بعض الأمراض المرتبطة بالسمنة، مثل: ارتفاع الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري من النوع الثاني، وتوقف التنفس أثناء النوم؛ فإن هذه الحالات تتحسن بنسبة حوالي 75%، وبعد معرفتنا بنسبة نجاح تكميم المعدة.. فما المخاطر المحتملة لهذا الإجراء؟

تكميم المعدة بالمنظار

ما أكثر مخاطر عملية تكميم المعدة بالمنظار شيوعًا؟

    أي جراحة تُجرى تحت تأثير التخدير العام تحمل بعض المخاطر لتلف القلب والدماغ، ولكن هذه المخاطر منخفضة في حالة تكميم المعدة بالمنظار؛ إذ يُعد إجراء هذه العملية أقصر من أنواع جراحات المجازة المعوية الأخرى، كما تعد احتمالية حدوث المخاطر والمضاعفات حوالي 5 – 10%، وتكون كالتالي:

  • تسرُّب عصارة المعدة من المكان الذي تمت إزالته.
  • نزيف.
  • قد تتشكل جلطة دموية في الساق، ثم تنتقل إلى الرئتين والقلب.
  • ضيق القطر الداخلي للمعدة الجديدة.
  • العدوى.
  • سوء امتصاص المواد المغذية.

كما ينبغي الاستمرار في المتابعة الدقيقة مع الطبيب وذلك حتى السنة الثالثة من الجراحة؛ للحماية من مشاكل الجهاز الهضمي، وعدم استعادة الوزن مرة أخرى بعد فقدانه.

ينخفض معدل فقدان الوزن بعد بضع سنوات، وقد تتمدد المعدة وتنمو؛ لذلك ولكي نضمن نجاح أي عملية جراحية لعلاج السمنة علينا تغيير نمط الحياة، مثل: نمط التغذية، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

    وقد يصاب بعض المرضى بمضاعفات طويلة الأمد بسبب الجراحة، لكن عادةً ما يكون من السهل علاجها، والتي تشمل:

  • الندبات بعد العملية: ويمكن أن تجعل المعدة ضيقة مما يبطئ حركة الطعام فيها، ويتسبب في الغثيان، والقيء، وصعوبة تناول الطعام.
  • نقص التغذية: فمن الصعب الحصول على ما يكفي من المواد الغذائية عندما نأكل كميات أقل؛ لذا غالبًا ما يوصف لمرضى جراحات علاج السمنة مكملات غذائية يومية مدى الحياة.
  • ارتجاع المرئ: لبعض المرضى الذين كانوا يعانون من ارتجاع الحمض قبل العملية سيشعرون أنه ازداد سوءًا بعدها، وبعض المرضى الآخرين الذين لم يصابوا به من قبل قد يصابوا به أيضًا، لكن غالبًا ما يتم علاجه بالأدوية.
  • حصوات المرارة: وتظهر نتيجة فقدان الوزن السريع ومعالجة الكبد لمزيد من الدهون في وقت قصير؛ إذ تتراكم الدهون في المرارة في شكل حصوات كوليسترول، كما قد تحتاج لإجراء استئصال المرارة.

بعد معرفتنا بالمخاطر، والنتائج، والمميزات، والعيوب يبقى السؤال الأهم؛ وهو: ما سعر هذه العملية؟

ما سعر عملية تكميم المعدة بالمنظار؟

   وُجدت دراسة قد أجريت عام 2017 أن متوسط تكلفة هذه العملية حوالي 14400 دولار بأسعار تتراوح من 7400 – 33500 دولار، في حال إذا لم يكن لدى المريض تأمين أو أن تأمينه لن يغطي التكلفة كاملة فيكون هو المسؤول عن تكلفة العملية.

تقدم العديد من المراكز أشكال من المساعدة المالية، بالإضافة إلى أنه يمكن للتأمين أن يغطي جزء أو كل تكاليف عملية تكميم المعدة، كما يوجد متطلبات للتأمين يجب استيفاؤها قبل الموافقة على تغطية التكاليف، مثل:

  • خطاب توصية واحد على الأقل من طبيب أو أخصائي رعاية صحية.
  • تاريخ طبي موثق يثبت تجربة علاجات أخرى لإنقاص الوزن.
  • وجود واحد أو أكثر من الأمراض المرتبطة بالسمنة.
تكميم المعدة بالمنظار

كيف تستعد لعملية تكميم المعدة بالمنظار؟

   يوصي الطبيب بعمل بعض الفحوصات قبل 3 أسابيع من العملية، والتي تشمل: 

  1. تحليل الدم.
  2. الأشعة السينية.
  3. رسم القلب الكهربائي.

يبدأ المريض حمية البروتين السائل قبل العملية بأسبوعين، كما يطلب الطبيب التوقف عن تناول أي أدوية دون وصفة طبية تعمل على حدوث النزيف، وذلك في الأسبوع الذي يسبق العملية، وتشمل: الإيبوبروفين، والأسبرين.

إذا كنت تتناول أدوية لسيولة الدم فلا تتوقف عن تناولها إلا بعد استشارة الطبيب لتحديد إذا ما كان ينبغي الاستمرار في تناولها أو تقليل جرعتها، كذلك قد يطلب الطبيب -أيضًا- تجنب تناول الطعام أو الشراب قبل 12 ساعة على الأقل من إجراء العملية.

   وفي النهاية عزيزي القارئ؛ فإن عملية تكميم المعدة بالمنظار من العمليات الآمنة التي تُجرى لإنقاص الوزن، ومعالجة بعض الأمراض المرتبطة بالسمنة، مثل: ارتفاع الكوليسترول، وضغط الدم، كذلك فهي تُعد الخيار الأول في حالات السمنة المفرطة؛ خاصةً إذا كان مؤشر الكتلة (BMS) أكبر من 60، وعلى الرغم من كونها تتم تحت تأثير التخدير العام إلا أن احتمالية حدوث المخاطر والمضاعفات تكون قليلة، كما يمكن علاجها بالأدوية بعد ذلك.

ولكن مع ذلك عزيزي القارئ.. يجب استشارة الطبيب؛ لإجراء الفحوصات اللازمة، وتحديد إذا ما كانت هذه العملية تناسب حالاتك أم لا، دمتم بصحة وعافية.

مقترحات القراءة

Responses