التخدير

التخدير يعني فقدان الإحساسويُستخدم بشكل أساسي لإجراء العمليات الجراحية وبعض الفحوصات الطبية لتخدير الإحساس في مناطق معينة من الجسم أو لتحمل إجراء معين كالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي في الأطفال علي سبيل المثال.

ويمكن تقسيم التخدير الي قسمين كبيرين وهما التخدير الموضعي والتخدير العام .

• التخدير الموضعي :  حيث يتم تخدير منطقة صغيرة من الجسم علي حسب نوع الجراحة وتظل واعيًا تمامًا أو ممكن اضافة مهديء معه حتي يتحمل المريض فترة العملية بدون قلق او اضطراب نفسي.
• التخدير العام : هو الذي يتطلب ان يكون المريض فيه فاقدًا للوعي تماما وغير مدرك للعملية أو ما يحدث اثناء هذه الفترة فلا يري أو يسمع أو يحس. واذا حدث ان أحس المريض اثناء التخدير فهذا خطأ جسيم. 

آلية عمل التخدير؟

يعمل التخدير العام عن طريق إيقاف الإشارات العصبية ، التي تبقيك مستيقظًا ومدركًا ، من الوصول إلى عقلك ، خلال فترة التخدير ،  وفقط بشكلٍ مؤقت ينتهي ذلك بانتهاء الجراحة أو السبب المتطلب للتخدير.

بعد ايقاف ادوية التخدير وزوال أثرها من المخ تتمكن الإشارات العصبية من الوصول إلى مراكز الاحساس مجددا ، ويعود الوعي والاحساس لما قبل التخدير وهذا ما يجعل التخدير العام مختلفًا عن مفهوم الغيبوبة والنوم الطبيعي.

أنواع التخدير

بالإضافة إلى التخدير الموضعي والعام ، هناك عدد من أنواع التخدير الأخرى . على عكس التخدير العام ، فهذه لا تجعلك فاقدًا للوعي – إنها تمنعك فقط من الشعور بالألم في منطقة معينة من جسمك.

الأنواع المختلفة للتخدير هي:

• التخدير الموضعي – وهو مخدر موضعي يُعطى لمنطقة معينة من الجسم ، والمثال الشهير هو التخدير الموضعي للجروح السطحية الصغيرة.
• التخدير فوق الأم الجافية – نوع من التخدير الموضعي يستخدم عادة لتخدير او تسكين الألم في النصف السفلي من الجسم ؛ على سبيل المثال ، اثناء الولادات الطبيعية والقيصرية في كثير من الأحيان.
• التخدير تحت الأم العنكبوتية ( والشهير باسم التخدير النصفي) – نوع من التخدير الموضعي يحقن في السائل الشوكي حول الحبل الشوكي ، لتخدير اعصاب النصف السفلي من الجسم ويستمر ما يقارب 3 ساعات ، والنموذجين الشهيرين هنا هما عمليات الولادة القيصرية واستئصال البروستاتا. ويجب ان تعلم كمريض أن من حقك رفض نوع معين من التخدير اذا تساوي الاختيارين. ومن واجب طبيب التخدير وحقك أن تعلم المخاطر والأضرار الناجمة عن التخدير كالجراحة تمامًا.
• التخدير الواعي – وهو مفهوم حديث نسبياً حيث يتم اعطاء أدوية تهديء المريض دون الدخول في حالة تخدير عام فالمريض هنا يستطيع الحفاظ علي مجري التنفس مفتوح بنفسه ويستخدم كاضافة للتخدير الموضعي في بعض الحالات المنتقاة بعناية بين طبيب التخدير والجراح.
• يمكن دمج  أنواع مختلفة من التخدير معًا. على سبيل المثال ، يمكن استخدام التخدير بفوق الجافية مع التخدير العام لتخفيف الألم بعد العملية.

كيف يتم إعطاء المخدر؟

يمكن بدء التخدير العام بطريقتين وهما:

• كحقن في الوريد
• كغاز تتنفسه

أطباء التخدير

أطباء التخدير هم أطباء تلقوا تدريبًا متخصصًا في التخدير وسوف يعطونك مخدرًا وسيكونون مسؤولين عن سلامتك أثناء الإجراء.

قبل الإجراء ، سيناقش طبيب التخدير معك عددًا من الأشياء ، بما في ذلك:

• أنواع التخدير المناسبة للعملية التي تخضع له
• أي مخاطر أو آثار جانبية مرتبطة بأنواع مختلفة من التخدير.
• الاحتياج لنقل الدم ومشتقاته وأضراره.
• اعلامك كيف ستكون الية علاج ألم ما بعد الجراحة 
• يجب أن تطلب من طبيب التخدير توضيح أي شيء لست متأكدًا بشأنه.
• كما أن علي طبيب التخدير مسئولية تجاه المريض، فعلي المريض مسئولية أيضًا كبيرة وهي أن يوضح تاريخه المرضي بالكامل ودون اي مداراة للأمراض او الأدوية التي يتناولها ( مثل السكر والضغط ) كما يجب أن يُعلمه اذا كان مدخن او يستخدم أي أدوية مخدرة او منشطات او ما إلي ذلك وهذا هام للغاية لما لهذة الأدوية من تاثيرات أو تفاعلات بالإيجاب او السلب مع أدوية التخدير.
•  من المهام الرئيسية لطبيب التخدير أن يراقبك  بعناية طوال العملية ويتأكد من استيقاظك بشكل مريح بعد ذلك. 

الآثار الجانبية

تتكون أدوية التخدير من عدد من الأدوية التي يمكن أن تسبب آثارًا جانبية لدى بعض الأشخاص. سيخبرك طبيب التخدير الخاص بك عن أي آثار جانبية قد تواجهها بعد إجراء نوع معين من التخدير والإجراءات التي سيتم اتخاذها لتقليلها.

تشمل بعض الآثار الجانبية الشائعة التي يمكن أن تحدث بعد التخدير العام أو بعض التخدير الموضعي ما يلي:

• الشعور بالتعب 
• الدوخة والشعور بالإغماء
• الشعور بالبرد أو الارتعاش
• الصداع
• الحكة
• صعوبة التبول
•  ألم خصوصا في موضع الجراحة أو بالحلق بعد التخدير العام.

عادة لا تستمر الآثار الجانبية للتخدير لفترة طويلة، ويمكن علاج بعضها إذا لزم الأمر.

المخاطر والمضاعفات

في السنوات الأخيرة ، أصبح التخدير آمنًا جدًا. نظراً للتطور في الأدوية والأجهزة الطبية وكما يتم تدريب الأطباء علي أعلي درجات محاكاة الواقع بسيناريوهات مشابهة للمشاكل الكبري أثناء التخدير مما يمنح طبيب التخدير القدرة علي التحرك بسرعة وبشكل منظم لإنقاذ حياة المرضي في حالة حدوث اي مشكلة طارئة أثناء الجراحة أو بعدها.  

تعد مضاعفات التخدير المذكورة أدناه نادرة جدًا.

تلف الأعصاب المؤقت/الدائم

يمكن أن يسبب ذلك تنميلًا أو شللًا (عدم القدرة على تحريك جزء من الجسم)، على الرغم من أن هذا قد يكون نتيجة الجراحة نفسها , يحدث تلف في الأعصاب الطرفية ، التي تمتد بين النخاع الشوكي وبقية الجسم ، في منطقة الشرق الأوسط حوالي 1 من كل 1000 شخص يخضعون للتخدير.

الحساسية تجاه دواء مخدر

على الرغم من أن رد الفعل التحسسي (الحساسية المفرطة) يمكن أن يكون شديدًا ، إلا أن العلاج المناسب يمكن ان يتعامل مع هذا بشكل فوري وفعال.
ليس من الواضح بالضبط عدد المرات التي تسبب فيها أدوية التخدير الحساسية المفرطة ، ولكن أفضل تقدير هو أن رد الفعل التحسسي الذي يهدد الحياة يحدث بين 1 من 10000 و 1 من 20000 مخدر. وكما قلنا سابقًا ان أطباء التخدير يتلقوا تدريب متكرر علي التعامل مع مثل هذه الحالات من خلال دورات محاكاة الواقع.

الوفاة

إذا كنت مريضًا بصحة جيدة وتجري جراحة غير طارئة ، فإن الموت نادر جدًا عند حوالي 1 من كل 100000 شخص يخضعون للتخدير العام. ومع ذلك ، قد يزيد هذا اعتمادًا على العوامل المذكورة أدناه.

يعتمد خطر إصابتك بمضاعفات على عدد من العوامل ، بما في ذلك:

1. تاريخك الطبي – على سبيل المثال ، ما إذا كان لديك أي حالات طبية أو أمراض خطيرة أخرى.
2. العوامل الشخصية – على سبيل المثال ، ما إذا كنت تدخن أو تعاني من زيادة الوزن ؛ إذا كنت تدخن ، فإن التوقف قبل العملية بعدة أسابيع سيقلل من خطر إصابتك بمشاكل في التنفس ، كما أن فقدان بعض الوزن سيساعد أيضًا في تقليل المخاطر.
3. نوع الإجراء – على سبيل المثال ، ما إذا كان إجراءً مخططًا أو إجراءً طارئًا ، أو ما إذا كان إجراءً كبيرًا أو بسيطًا
4. نوع التخدير – يمكن أن يكون للتخدير الموضعي مزايا أكثر من التخدير العام في بعض الاحيان وسيعلمك طبيبك بهذا.

 النصيحة الأخيرة هنا هي ان كانت لديك اي أسئلة أو مخارف يجب مناقشتها مع طبيب التخدير قبل الجراحة.

د. وليد الحبشي

استشاري التخدير والعناية المركزة 
مدير موقع انقاذ الحياة Saving Lives Academy