fbpx

8 علامات للمعالج النفسي السيّئ | متى يجب أن تنهي علاقتك بمعالجك؟

   في ظل انتشار الضغوطات النفسية والحياتية المختلفة تزداد الحاجة إلى زيارة متخصص نفسي؛ من أجل مساعدتنا في تجاوز هذه الضغوطات بصورة صحية وسليمة. هنا تأتي عملية اختيار معالج نفسي كفء ومهني، وهذا يتطلب الكثير من الوقت والجهد؛ لإيجاد المعالج النفسي المناسب. 

   يعتمد الكثير من الأشخاص على ترشيحات المعارف والأصدقاء للمعالجين النفسيين الذين يتعاملون أو تعاملوا مسبقًا معهم، ولكن لا ينجح دائمًا نهج اتباع خطى الآخرين في الوصول إلى اختيار المعالج النفسي الملائم لاحتياجاتنا. 

   مع بداية رحلتك لزيارة معالج نفسي -خاصةً إذا كانت تلك الزيارة الأولى لك لعيادة معالج نفسي- قد تشعر بالتخبط، والارتباك، وصعوبة في تقييم التجربة، وأحيانًا ما يشعر بعض الأشخاص بعدم إحراز تقدم مع المعالج النفسي دون تفسير واضح؛ لذلك من الأمور الهامة تقييم المعالج النفسي من البداية؛ حتى لا تضيع وقتك ومالك مع معالج نفسي غير مناسب لك أو غير مهني. 

   لذلك سنتناول في السطور القادمة كل ما تحتاج معرفته عن العلامات السلبية للمعالج النفسي، والتي من المفترض أن تنهي علاجك معه فورًا دون ندم خلال التعرض للنقاط التالية: 

محتويات المقال

من المعالج النفسي Therapist؟

المعالج النفسي هو لفظ وظيفي عام يطلق على مَن يمارس العلاج النفسي بصورة احترافية ومهنية، قد يكون المعالج النفسي طبيبـًا نفسيـًا Psychiatrist خريج كلية الطب البشري وحاصل على درجة علمية في تخصص الطب النفسي، وقد يكون المعالج النفسي هو أخصائي نفسي Psychologist، خريج كلية الآداب أو التربية تخصص علم النفس وحاصل على درجة علمية في العلاج النفسي الإكلينيكي. 

   لكن هناك أشخاص يمارسون نوعًا قد يشابه العلاج النفسي وهو الإرشاد النفسي أو المهني، مثل: المرشدين النفسيين counselors، أو مرشد حياتي، أو مهني life coaches، وكثير منهم لا يملك شهادات تخصصية في العلاج النفسي الاحترافي. 

متى يجب أن أزور المعالج النفسي؟

   هناك حالات متعددة لزيارة المعالج النفسي سواء الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي لكن ليس كل الحالات تحتاج علاج نفسي فقط؛ لذلك هناك حالات تحتاج زيارة الطبيب النفسي أولـًا؛ بسبب حاجتها لوصف علاج دوائي، ثم تحديد ما إذا كان هناك حاجة لجلسات علاج نفسي مع معالج. 

   هناك العديد من المعالجين  النفسيين متخصصون في صور مختلفة من العلاجات النفسية والتي تناسب بعض الاضطرابات والمشكلات النفسية أفضل من غيرها، فهناك أنواع من العلاجات النفسية، منها: العلاج السلوكي، والعلاج التحليلي، والعلاج المعرفي السلوكي، والعلاج الجدلي السلوكي، وعلاج الصدمات النفسية، وبرنامج تأهيل المدمنين،.. وغيرهم. 

ما أهم الحالات التي تستدعي زيارة معالج نفسي كفء؟

   يستطيع أيّ شخص يظن حاجته إلى استشارة متخصص في الطب النفسي أن يذهب لزيارة الطبيب أو الأخصائي النفسي، ثم يرشده إلى حاجته من عدمها إلى العلاج النفسي، ولكن من ضمن أشهر المشكلات النفسية التي تستلزم العلاج النفسي المتخصص هي: 

ما أهم المعلومات التي يجب معرفتها عن المعالج النفسي؟

عند البحث عن معالج نفسي جيد يجب أن تهتم بمعرفة بعض المعلومات عن طريق البحث أو سؤال المعالج مباشرة، مثل: 

  • هل لدى المعالج ترخيص لمزاولة العلاج النفسي؟ 
  • ما نوع التدريب الذي تلقاه المعالج النفسي؟ 
  • ما تخصص المعالج النفسي أو مدرسته العلاجية؟ 
  • ما نوع العلاج النفسي المقدم؟ 
  • كم تكلف جلسة العلاج النفسي؟ 
  • كم تستغرق فترة العلاج النفسي؟ 

أين أجد المعالج النفسي الجيد؟

هناك الكثير من الطرق التي يمكنك من خلالها أن تجد المعالج النفسي المناسب لك، من بينها: 

  • البحث في محيط سكنك عن مستشفيات الصحة النفسية، أو العيادات النفسية الجيدة. 
  • ترشيحات الأصدقاء والمعارف عن تجاربهم الناجحة مع المعالجين النفسيين. 
  • ترشيحات أو تحويل من الأطباء المعالجين لك. 
  • البحث عبر منصات العلاج النفسي عبر الانترنت. 

8 علامات للمعالج النفسي السيء عليك الحذر منهم:

   كما يقال” بالتضاد تٌعرف الأشياء” هناك علامات سلبية واضحة يجب أن تضعها نصب عينيك خلال بحثك وزيارتك للمعالج النفسي؛ حتى تتجنبها، وتنجح في اختيار المعالج النفسي المناسب لك. 

1. معالجي النفسي لا يُعتمد عليه!

   لا يمكن إغفال حقيقة أن معظم المعالجين النفسيين لديهم جدول عمل مزدحم، هذا بالإضافة إلى حياة بها مشكلات قد تتشابه تعقيداتها مع مشكلات مرضاهم؛ لذلك قد تدفعهم هذه الضغوطات إلى الاعتذار -أحيانًا- عن مواعيد الجلسات، أو تغيير موعدها، أو عدم التزامهم في موعد الحضور قليلًا. 

رغم ذلك هناك علامات تنذر بأن معالجك النفسي من النوع الذي لا يُعتمد عليه، مثل: 

  •  إذا كان معالجك النفسي يتأخر كثيرًا عن موعده.
  •  يكرر طلب تغيير مواعيد الجلسات. 
  •  يلغي موعد جلستك العلاجية.
  •  الأسوء من ذلك.. أن يسهو عن موعدك نهائيًا. 

   تُظهر تكرار هذه السلوكيات حقيقة أن المعالج النفسي لم يعطك قليلًا من الأولوية، ولم يلتزم برعايتك التي تحتاجها. 

لكن ينصح قبل أن تتخذ قرار التوقف عن زيارة هذا المعالج النفسي: أن تحاول مناقشة هذه السلوكيات معه، مع إبداء انزعاجك من عدم التزامه معك، هذا بفرض أنها العلامة السيئة الوحيدة في معالجك النفسي، وأنك ما زلت تتمسك بمواصلة العلاقة العلاجية الناجحة معه.

2. معالجي النفسي غير مهني وغير أخلاقي!

   يشعر بعض المرضى بالثقة المفرطة في تعاملهم المعالج النفسي ولكن ليس كل المعالجين النفسيين يستحقون هذا القدر من ثقة عملائهم، فهناك فئة من المعالجين النفسيين تنتهك قواعد العلاقة العلاجية المهنية داخل غرف العلاج النفسي بقصد أو بجهل مهني؛ ما قد يعرضهم إلى فقدان عملائهم من المرضى، وخسارة حياتهم المهنية، وأحيانًا قد ينتهي بهم الأمر إلى السجن. 

لذلك يجب عليك أن تحذر السلوكيات الممنوعة من معالجك النفسي، مثل:

  • أن يلمسك المعالج بصورة غير لائقة. 
  • أن يعرض عليك إقامة علاقة حميمية بوضوح.
  • أن يطلب منك القيام بخدمات شخصية له (مثل: أن تنهي بعض مصالحه الشخصية). 
  • أن يثرثر معك في تفاصيل حالة مريض أخر، ويفشي أسراره العلاجية. 
  • أن يعاملك بمثابة صديق أكثر من معاملتك باعتبارك عميل أو مريض؛ فيضيع وقتك، ومالك دون فائدة.
  • أن يتلاعب بك لارتكاب جريمة ما (مثل: المعالجة النفسية التي تلاعبت واستعانت بمريضها؛ لقتل طليقها).
  • أن يخوض المعالج في تفاصيل حياتك الخاصة، والجنسية دون ضرورة في الخطة العلاجية المقررة لك.

3. معالجي النفسي يصدر أحكامًا مسبقة!

   كل شخص حرّ في آرائه كذلك المعالجون النفسيون لكن ينبغي ألا تشعر بحكم معالجك النفسي عليك مسبقًا سواء بسبب عقيدتك، أو مهنتك، أو ميولك الجنسية، أو أيّ سبب آخر، فإذا كان معالجك كذلك فمن الأفضل أن تنهي التعامل معه فورًا. 

   يجب ألا يفرض المعالج النفسي آرائه الدينية والشخصية على عملائهم لكن يجب عليه أن يساعدك على اكتساب نظرة ثاقبة في حياتك واتخاذ قرارات واعية مستنيرة، فمن الصعب أن تحرز تقدمًا في العلاج النفسي دون أن تشعر بحرية كونك أنت وليس التظاهر بما يفضل أن يراه معالجك. 

   لذلك تخلص من التعامل مع الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي الذي يحكم عليك بناءًا على سوابق أعمالك، مثل: إدمان المخدرات، أو العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، أو عاداتك السيئة، أو مرضك النفسي وأعراضه المخجلة.

4. معالجي النفسي متعنت الفكر ونمطي!

   هناك بعض المعالجين النفسيين ليسوا من الفئة السابقة الذين يصدرون الأحكام المسبقة لكنهم في نفس الوقت يحملون آراءًا نمطية أوحتى متعصبة للأشخاص الذين لا يشاركونهم خلفياتهم وأيدولوجياتهم؛ هذا يجعل المضي قدمًا في العلاقة العلاجية صعبًا مع هذه الشخصيات.

من ضمن علامات التعنت والنمطية لدى المعالج النفسي: 

  • أن يدلي المعالج النفسي بملاحظات حول ميولك الجنسية، أو خلفيتك العرقية، أو الدينية. 
  • أن يصرّح بعبارات عدائية صريحة حول هويتك(عادةً ما يراك هذا المعالج على هيئة فكرة وليس كونك إنسانًا).
  • أن يعرب المعالج عن دهشته من هويتك، أو تعليمك، أو أيّ نقطة تخصّ حياتك الشخصية. 
  • أن يتعامل المعالج معك بتعجرف، أو يسخر من لكنتك اللغوية، أو تلعثمك مثلًا. 
  • أن يتحدث إليك المعالج وعلى وجهه علامات استياء، أو نفور منك. 

5. معالجي النفسي غير متفهم!

   قد يكون معالجك النفسي مؤهلـًا ومدربًا جيدًا لكنه لا يستطيع مساعدتك كما تود؛ بسبب انه غير متفهم لمشكلتك التي أتيت لمعالجتها، فقد يقع المعالج النفسي أحيانًا في معضلة اختلاف الهوية بينه وبين العميل ولكنه يأبى أن يعتذر عن علاجه، ويرفض أن يلجأ لتحويله إلى زميل آخر؛ هذا يؤدي إلى استمرار علاقة علاجية ربما قد تكون محكوم عليها بالفشل. 

   على سبيل المثال: قد يفشل المعالج في تقبل بعض مشكلات العملاء من النساء والعكس صحيح أيضًا، وقد يفشل المعالج المتحفظ في تفهم مشكلة مراهق يسعى إلى التخلص من قيود أسرية، أو مجتمعية. 

   لذلك من الأفضل أنك إذا شعرت بأن معالجك غير متفهم لمعضلتك النفسية أن تناقشه في هذا التخوف داخل الجلسة قبل الاعتذار عن استكمال العلاج النفسي معه، ففي بعض الأحيان قد يكون العثور على معالج نفسي مناسب لهويتك هو كل ما تحتاجه؛ لتشعر بمزيد من التواصل أثناء جلساتك معه.

6. معالجي النفسي غير متخصص!

   عندما تبدأ العلاج النفسي لأول مرة قد لا تفهم احتياجاتك النفسية أو تشخيصك لكن بمرور الوقت قد تجد أن مشكلتك النفسية نابعة عن الحادث الأسري الذي تعرضت له في الصغر ولم يدر به أحد، والذي تسبب لك في اضطراب ما بعد الصدمة؛ لذلك إذا لم يكن معالجك متخصصًا في علاج الصدمات النفسية فقد لا يكون هو المعالج النفسي الذي يستطيع إرشادك في رحلة التعافي النفسي، فإذا كنت تعاني من أحد اضطرابات الشخصية يجب عليك البحث عن معالج نفسي متخصص في علاج هذا النوع من الشخصيات وأن يجيد العلاج النفسي السلوكي، أو الجدلي السلوكي، أو المعرفي السلوكي.

7. معالجي النفسي مُلحّ وانتهازي!

   إذا كنت ممن يخجل أن تخبر معالجك بأنك لا تود الخوض في بعض تفاصيل حياتك فأنت معرّض لهذا النوع من المعالجين النفسيين، وينبغي على المعالج النفسي الجيد أن يحترم رغبات العميل ولا يضغط عليه للحكي عما يرفضه بل يلزم عليه استئذانه، والتثبت من رغبته قبل البوح بأيّ حديث. 

   لكن يجب أن يميز المريض أيضًا بين ما يحتاجه المعالج لمعرفته ضمن إطار الخطة العلاجية وبين ما يلحّ عليه المعالج لمعرفته بسبب فضوله الشخصي. 

8. معالجي النفسي سلبي!

   على عكس الانتهازية السابقة قد نجد سلوك سلبي من بعض المعالجين النفسيين تجاه مرضاهم، فقد يلاحظ المريض على معالجه النفسي بعض علامات السلبية المهنية، مثل: 

  • إذا تردد المعالج في إعطائك أيّ نصيحة على الإطلاق. 
  • إذا خشِيَ المعالج أن ينبهك بشأن تحسين حياتك. 
  • إذا وضح من المعالج أنه ليس لديه خطة علاجية واضحة لمساعدتك على حل مشكلاتك.
  • إذا لم يوضح المعالج صورة العلاج النفسي الذي يمارسه معك.
  • إذا لم تشعر بأنك تحرز أيّ تقدم في العلاج فقد يكون حان الوقت للبحث عن معالج آخر. 

   يجب أن يكون العلاج النفسي تجربة ثرية ومفيدة من خلال العلاقة العلاجية المهنية والفعالة؛ لذا ننصحك عزيزي القارئ بأن تقم بتدوين قائمة من الصفات اللازم توافرها في المعالج النفسي المناسب لك، كما نرجو أن نكون قد ساعدناك من خلال هذا المقال في زيادة وعيك عن مواصفات المعالج النفسي المناسب وغير المناسب لك، وأخيرًا.. لا تتردد في ترك المعالج النفسي السيّئ؛ فأنت تستحق الأفضل دائمًا. 

قد يهمك أيضًا: 

المصادر:

verywellmind 

Responses