fbpx

التشاؤم | سمةٌ شخصية أم مرضٌ نفسيّ؟

في ظل التغيرات السريعة التي يشهدُها العالم بات الكثيرون منا يمرون بظروفٍ نفسيةٍ متعددة، وبعضها قد تكون قاسية؛ مما يدفعهم للنظر إلى الحياة نظرةً تشاؤمية بعض الشيء؛ وهو ما قد يدفعنا للتساؤل عن طبيعة التشاؤم.. هل هُو مُجرّد سمةٍ شخصية، أم مرضٌ نفسي؟

في هذا المقال نتناول معكم نظرةً شاملة عن مفهوم التشاؤم.. ما أعراض التشاؤم، وأسباب الإصابة بالتشاؤم؟ وهل التشاؤم مرضٌ نفسي أم مُجرد سمةٍ من سمات الشخصيّة؟ وما سبل التغلب على التشاؤم، واكتساب نظرة حياتية مُشرقة؟ إلى جانب العديد من المعلومات والنصائح التي قد تُهمك.

محتويات المقال:

هل التشاؤم مرضٌ نفسيّ؟

على عكس المعتقد الشائع بين الناس فالتشاؤم هو سمة شخصية وليس مرضًا نفسيًا أو اضطرابًا عقليًا، كما أنه سمة شخصية تتسم بالنظرة السلبية أو كما يُشير البعض إليها بأنها نظرة واقعية تجاه الحياة، فغالبًا ما يتوقع المتشائم نتائج سيئة، ويصيبه الشك عندما تسير أموره بشكلٍ جيد أو على ما يُرام.

وكما أسلفنا فالتشاؤم ليس مرضًا يُصاب به الأشخاص، وإنما هو عادةً ما يترافق مع نظرة الأشخاص للحياة، وقد يرتبط أحيانًا ببعض الأمراض النفسية، مثل: الاكتئاب، واضطراب القلق العام، واضطرابات المزاج الأخرى، وعلى عكس المعتقد الشائع كذلك فإن النظر للأمور بظرةٍ إيجابيةٍ طوال الوقت قد لا يكون أمرًا مفيدًا؛ فالتفكير التشاؤمي البسيط الذي يدفع إلى أخذ الحيطة والحذر قد يكون في بعض الأحيان أمرًا إيجابيًا.

ما أبرز أعراض التشاؤم؟

هناك العديد من الأعراض التي يمكن إدراجها تحت مظلة إصابة التشاؤم، والتي يمكن -أيضًا- من خلالها وصف شخصٍ ما بأنه متشائمٌ، ومن أبرزها مورد لكم ما يلي:

  1. شعور الإنسان بالدهشة عندما تسير الأمور على ما يرام أو بشكلٍ جيد.
  2. عدم سعي الإنسان لما يُريد نظرًا لاعتقاده وتوقعه الفشل على الأرجح.
  3. الميل إلى التركيز على المواقف السلبية أو الذكريات السيئة والمُحرجة.
  4. الاعتقاد الدائم بأن المخاطر والسلبيات تفوق المزايا أو المنافع في كل الأمور.
  5. ميل الإنسان إلى التركيز على عيوبه أو نقاط ضعفه بدلًا من التركيز على نقاط قوته.
  6. الشعور بالانزعاج والغضب الشديد من الأشخاص أو الأصدقاء المتفائلين.
  7. الانخراط طوال الوقت في حديثٍ ذاتي سلبي عن النفس، مثل: أنا فاشل.
  8. الافتراض الدائم بأن كل الأشياء الجيدة سوف تنتهي في النهاية.
  9. الاعتقاد بضرورة التعايش مع الأوضاع الراهنة السيئة دون السعي للتغيير.
التشاؤم

ما أسباب الإصابة بالتشاؤم؟

يوجد العديد من الأسباب التي من شأنها أن تدفع الأشخاص للنظر إلى الأمور بطريقة سلبية، أو ربما بها نوع من التشاؤم بشكلٍ كبير يفوق غيرهم، ومن أبرزها نورد لكم ما يلي:

  1. العوامل الوراثية والجينية: تلعب العوامل الوراثية دورًا ملحوظًا في انتقال السمات الشخصية، وحيث أننا قد اتفقنا على كون التشاؤم سمةً شخصية فقد أثبتت الدراسات احتمالية انتقالها من جيلٍ لآخر عبر الجينات حالها كحال مُعظم السمات الشخصية الأخرى.
  2. الظروف العائلية والأسرية: تلعب العوامل والظروف الأسرية دورًا كبيرًا كذلك في الإصابة بالتشاؤم، حيث أن الأشخاص الذين يعيشون ضمن بيئةٍ أسرةٍ قاسية ومُحبطة عادةً ما يُصبحون أكثر تشاؤمًا من غيرها، وينظرون دائمًا للأمور من منظورٍ سلبي.
  3. الخبرات الحياتية السابقة: لا شك بأن الخبرات الحياتية السابقة -خاصةً الخبرات الحياتية السلبية- تترك دائمًا انعكاساتها على حياة الإنسان وطريقة نظره للأمور وتعامله مع الأشياء، حيث يمكن أن تحول الظروف الحياتية الإنسان المتفائل إلى شخصٍ سلبي ومتشائم.
  4. البيئة والظروف المُجتمعية: تترك البيئة دورها كذلك -بلا شك- بالظروف المجتمعية القاسية (الفقر، والبطالة، والجريمة) من شأنها أن تخلق إنسانًا سلبيًا متشائمًا، على عكس الظروف المُجتمعية الإيجابية التي تتسم بالرفاهية، والتي من شأنها أن تخلق أشخاصًا أكثر إيجابيةً وتفاؤلا.

ما أضرار التشاؤم على صحة الإنسان؟

على الرغم من كونه ليس مرضًا نفسيًا وإنما هو سمةً شخصية، إلا أن التشاؤم من شأنه أن يتسبب في الكثير من التأثيرات الصحية السلبية على صحة الإنسان، ومن أبرزها نورد لكم ما يلي:

  1. العُزلة، وفشل العلاجات الاجتماعية: يُمكن أن يترك التشاؤم آثاره السلبية على حياة الإنسان الاجتماعية، حيث يدفعه للعزلة وفقدان الرغبة في التواصل مع الآخرين بشكلٍ فعال؛ مما يتركه في نهاية المطاف وحيدًا منعزلًا.
  2. الإصابة بالاكتئاب المُزمن: عادةً ما يتسبب التشاؤم في الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية، وعلى رأسها: الاكتئاب حيثُ أن قضاء فتراتٍ طويلة في حالةٍ من الحزن والتشاؤم من شأنه أن يدفع الشخص نحو الاكتئاب.
  3. الضغط العصبي الدائم: من المُحتمل أن تتسبب النظرة التشاؤمية الدائمة في إصابة الإنسان ابالضغوط العصبية المستمرة؛ نتيجةً للخوف من المستقبل وتوقع الأسوأ دائما.
  4. التأثير على الصحة الجسدية: يترك التشاؤم آثاره السلبية على صحة الجسم كذلك حيث أن الضغط العصبي المُستمر، والحزن، والاكتئاب من شأنه أن يتسبب في العديد من الأعراض الجسدية غير المُبررة.

كيف نُبعد التشاؤم عن حياتنا؟

قد يظن البعض بأن تغيير نظرتنا للأمور والعيش بإيجابية والتخلص من التشاؤم هو أمرٌ صعب أو مستحيل، ولكن العكس صحيح؛ فتغيير النظرة التشاؤمية وعيش حياة صحية إيجابية أكثر إشراقًا ليس أمرًا بالغ الصعوبة، وفي هذا الإطار توجد بعض النصائح التي من شأنها مساعدتك في تحسين حياتك، ومن أبرزها:

  1. تحدي الأفكار السلبية: مع مرور الوقت يمكن أن تتسبب الأفكار السلبية بالعديد من التشوهات المعرفية الخطيرة في تفكير الإنسان؛ مما يجعل حياته أكثر صعوبةً وتعقيدًا مع مرور الوقت؛ لهذا السبب يُنصح بالسعي والمحاولة الدائمة للتغلب على الأفكار السلبية أولًا بأول، وهو ما سينعكس إيجابيًا على حياتك.
  2. تحدّث مع نفسك بإيجابية: يُعد حديث الذات الإيجابي من أهم الأمور التي من شأنها أن تساعدنا على التخلص من النظرة التشاؤمية، وتحسين الصورة للذات؛ لذلك اجعل حديثك مع نفسك مفعمًا دائمًا بالأفكار البناءة، مثل: اليوم سيكون يومًا جميلًا، أو سوف أتخطى المصاعب التي أواجهها في العمل، أو سوف أنجح في آداء المهام الدراسية.
  3. اختلط بالأشخاص الإيجابيين: تعد البيئة الإيجابية والمحفزة من أهم الأمور التي تساعد على التخفيف من القلق والتشاؤم، والأعراض المصاحبة له، وتغيير السلوك المتشائم تدريجيًا إلى سلوكٍ أكثر إيجابية.

في نهاية المقال؛ نأمل أن نكون قد أجبنا لكم عن كافة الأسئلة التي تشغل أذهانكم حول هذا الموضوع، ووضحنا الفرق بين بعض الأمراض النفسية والسمات الشخصية التي يمكن أن يتسم بها الإنسان، ونذكركم بخدمة الاستشارات الطبية المجانية التي يُتيحها لكم موقع صحة سكاي، والتي تتيح لكم سؤال الطبيب حول كل ما يشغل أذهانكم مجانًا، والحصول على الإجابة الطبية الدقيقة في أسرع وقتٍ وبمنتهى الثقة والأمان.

مقترحات القراءة

  1. ما فوائد الصيام على الصحة النفسية وعلاج الاكتئاب؟
  2. هل يمكن تشخيص الاكتئاب من خلال الأيض الغذائي؟
  3. تناوُل الألياف يقي من الاكتئاب.. ما مدى صحة ذلك؟
  4. الاكتئاب السريري | الأسباب والأعراض وطرق العلاج
  5. ضعف الحواس عند النساء قد يضاعف من خطر إصابتهم بالاكتئاب والقلق
  6. سم التيتانوس قد يعالج الاكتئاب وباركنسون والتصلب الجانبي الضموري!

Responses