العلاج بالصدمات الكهربائية يحمي من انتحار مرضى الاكتئاب من كبار السن

اكتسب  العلاج بالصدمات الكهربائية  سمعة سيئة بين معظم الأشخاص؛ بسبب التصوير الخاطئ له خلال الأعمال الدرامية على مدار سنوات طويلة. لكن العلاج المسمى طبيًا  بتنظيم إيقاع المخ  له مزايا عديدة في الطب النفسي.

أفاد باحثون خلال تقرير نشر في المجلة الأمريكية للطب النفسي أن  لعلاج بالصدمات الكهربائية ECT  يقلل من الوفيات الناجمة عن الانتحار بين مرضى الاكتئاب السريري من كبار السن في الأشهر التالية مباشرة لدخول المستشفى . نظرًا لأن مخاطر الانتحار تكون أعلى بعد دخول المستشفى مباشرة بين المصابين بالاكتئاب ، فقد ينقذ العلاج بالصدمات الكهربائية الكثير من الأرواح. 

يعمل العلاج بالصدمات الكهربائية Electroconvulsive Therapy عن طريق تحفيز الدماغ كهربيًا، بإحداث نوبة تشبه  الصرع تستمر دقيقة أو دقيقتين . على الرغم من أنه قد يبدو للعامة وحشيًا، إلا أن  هذا النوع من العلاجات يجرى تحت تأثير المخدر ودون ألم على الإطلاق . 

وأظهرت الأبحاث المكثفة منذ الأربعينيات أن جلسات تنظيم إيقاع المخ  من شأنه أن يخفف الاكتئاب الشديد الذي يهدد الحياة. في الولايات المتحدة، يقتصر العلاج بالصدمات الكهربائية حاليًا على الأشخاص المصابين بالاكتئاب الشديد أو حالات الذهان (مثل  اضطراب الفصام أو الشيزوفرينيا  Schizophrenia ) الذين لم يستجيبوا للعلاجات الأخرى. على الرغم من الأدلة على فعاليته في علاج الاكتئاب، فإن الأدلة التي تثبت أنه يمنع الانتحار غير متوفرة. يذكر أنه قد أجريت العديد من الدراسات ولكن دون جدوى؛ بسبب القيود في عدد المرضى المشاركين، أو الأسئلة الموجهة للمرضى لمقارنة فعالية جلسات إيقاع تنظيم المخ من عدمها في تخفيف الأفكار الانتحارية. 

 

اقرأ أيضًا :  كيف يُستثمر مخدر الكيتامين في صنع ثورة بعلاج مرض الاكتئاب؟

لذلك قرر  دكتور جريج ري ، عالم الأوبئة النفسية في كلية الطب بجامعة أوكون، وزملاؤه من جامعة كولومبيا وجامعة روتجرز وجامعة ييل- تقصي  حقيقة ما إذا كان العلاج بالصدمات الكهربائية قد قلل بالفعل من حالات الانتحار  باستخدام قاعدة البيانات الهائلة لسجلات الرعاية الطبية الأمريكية. 

يغطي برنامج  Medicare تقريبًا كل شخص فوق سن 65 عامًا في الولايات المتحدة. وجد الفريق البحثي 10460 مريضًا تلقوا العلاج بالصدمات الكهربائية داخل مصحة نفسية بين عامي 2011 و 2015، وقارنهم بـ 31160 شخصًا آخر من نفس العمر والجنس والتشخيص النفسي وحالات طبية أخرى لم يتلقوا العلاج بالصدمات الكهربائية. ثم قارن ري النتائج، بما في ذلك الانتحار وكذلك الوفاة من أي سبب آخر، بين المجموعتين على مدار 90 يومًا وستة أشهر وسنة واحدة.

أظهرت البيانات بوضوح ، أن الأشخاص الذين نُقِلوا إلى المستشفى بسبب الاكتئاب الشديد أو مشاكل نفسية أخرى وتلقوا العلاج بالصدمات الكهربائية- كانوا أقل عرضة للوفاة انتحارًا في أول 90 يومًا بعد مغادرة المستشفى؛ مقارنة بالأشخاص المتشابهين في الظروف ولكنهم لم يتلقوا العلاج بالصدمات الكهربائية. تلاشى التأثير على مدار عام – وبحلول نهاية العام، كان عدد حالات الانتحار بين المجموعتين هو نفسه. لكن الوفيات الناجمة عن الأسباب المختلفة، أي الموت لأي سبب، كانت لا تزال أقل في مجموعة العلاج بالصدمات الكهربائية.

أظهرت النتائج أن  العلاج بالصدمات الكهربائية الذي يقدم لكبار السن أثناء علاجهم داخل  مستشفيات الصحة النفسية  فعال في حمايتهم من الوفاة بسبب الانتحار في الأشهر الأولى بعد الخروج من المستشفى . قد يؤدي أيضًا إلى تحسين صحتهم العامة، وخاصة الأداء الإدراكي، وبالتالي منع الوفاة من أسباب أخرى أيضًا.

وجد دكتور ري البيانات المتعلقة بالصدمات الكهربائية عند كبار السن مثيرة للاهتمام لسبب آخر أيضًا؛ حيث من المعروف أن  العلاج بالصدمات الكهربائية يُكبّر منطقة المادة الرمادية في الدماغ. هذا يعني أن هناك خلايا جديدة تنمو في الدماغ . تتمثل الخطوة التالية في بحثه في معرفة ما إذا كان العلاج بالصدمات الكهربائية يمكن أن يساعد مرضى الخرف على الاحتفاظ بمهاراتهم وإنتاجيتهم ؛ حتى يتمكنوا من البقاء خارج دور رعاية المسنين.

ما أسباب العصبية عند كبار السن؟

توجد عدة أسباب تُسبّب العصبية الزائدة عند كبار السن، والتي تتمثل فيما يلي:

الأمراض الجسدية

 يؤدي تقدّم السن إلى الإصابة بكثير من الأمراض وآلام الجسم، مثل آلام الظهر أو ضعف البصر، ويُعانون أيضًا من آلام مزمنة تؤثر سلبًا على قدرة تحمّلهم؛ مما يؤدي إلى صعوبة في المشاركة بالأنشطة البدنية والقيام والاستمتاع بها، مثل الرياضة.

التعب

يُعاني كبار السنّ من التّعب والإرهاق بشكل سريع، وكذلك قد يعانون من اضطرابات النوم التي تزيد من الشعور بالإرهاق؛ مما يجعل مشاعرهم غير متوازنة، ويؤدي إلى حدوث نوبات غضب.

عدم الراحة

 يحتاج كبار السنّ في أغلب الأوقات إلى من يقدّم لهم الرّعاية ويلبي احتياجاتهم، وقد يحتاج بعض كبار السنّ إلى مساعدة مستمرّة لا تستطيع عائلتهم تقديمها؛ مما يؤدي إلى شعورهم بالعصبية الزائدة.

صعوبة التواصل مع الآخرين

 قد لا يستطيع بعض كبار السنّ التعبير عمّا يدور في خاطرهم، وقد يلجأون للصراخ للتعبير؛ مما يزيد من عصبيتهم.

الإحباط

 قد يكون بعض كبار السن معتادين على إنجاز أمورهم الشخصية مثل ارتداء الحذاء أو القميص، ويصاب كبار السنّ بالإحباط عندما يجدون أنفسهم غير قادرين على فعل هذه الأمور.

عدم قبول تغير الزمن

 يجد كبار السن أنفسهم غرباء عن العالم الجديد مع تقدّم الزمن، وكذلك يُعانون من صعوبات في تعلّم الأشياء الجديدة مع تطور التكنولوجيا وغيرها؛ مما يُسبب الإزعاج لهم.

التغيّرات الهرمونية

يعاني الرجال والنساء من تغيرات هرمونية مثل انخفاض هرمون التستوستيرون عند الرجال، الذي يسبب بعض الأمراض الجسدية مثل ضعف الانتصاب أو الصلع.

الإصابة بالسكتة الدماغية من قبل

 ترتبط إصابات الدماغ بجلطة أو سكتة دماغية بتغيرات في الشخصية؛ مما قد يُسبب العصبية الزائدة عند كبار السن.

الإصابة بالخرف

 قد يسبب الخرف سلوكيات عدوانية عند كبار السنّ مثل الصراخ أو الشتائم أو رمي الأشياء، ويعتقد البعض أن هذه السلوكيات من أعراض الخرف.

بعض النصائح للتغلب على العصبية الزائدة عند كبار السن

• استشارة الطبيب للتأكد من عدم الإصابة بأي أمراض جسدية أو نفسية تزيد من الشعور بالعصبية.
• مشاركة كبار السن في أنشطتهم اليومية ومحاولة تسلية أوقاتهم وعدم تركهم فترة طويلة بمفردهم.
• السماح لهم بالتعبير عن مشاعرهم والصبر على عصبيتهم الزائدة.

• عدم أخذ عصبيتهم على محمل شخصي، ومحاولة تفهم أن تصرفاتهم نابعة عن مُعاناة بداخلهم.
• حاول أن تُساير كبير السن، خاصةً في أوقات العصبية الشديدة، وحاول أن تتفادى زيادة المُشكلة أو الرد بنبرة صوت مرتفعة؛ لأن ذلك يزيد من حدة العصبية لديهم.
• محاولة تهدئة كبار السن عند حدوث نوبات العصبية قدر المُستطاع وطمأنته دائمًا بأن الأمور ستسير على ما يُرام.
• لا تُشعر كبير السن أنه غير مقبول، يجب تقبّله كما هو ومساعدته على التغيير للأحسن أو أن يُقلل عصبيته بنفسه دون انتظار مُساعدة من الخارج.

المصدر