fbpx

مقابلة مع د/ محمد الحسيني جراح المخ والأعصاب

جراح المخ والأعصاب

جراح المخ والأعصاب هو طبيب يعمل على تشخيص وعلاج الحالات التي تؤثر على الجهاز العصبي، منها: الدماغ، والحبل الشوكي والأعصاب، وبالرغم من كلمة “جراح” إلا أن جراحو المخ والأعصاب يُقدموا للمرضى علاجات جراحية وغير جراحية.

محتويات المقال

لماذا قد تحتاج إلي استشارة جراح المخ والأعصاب؟

إذا كنت تُعاني حالة عصبية ففي الغالب سيحيلك الطبيب العام أو طبيب الأعصاب الخاص بك إلى جراح المخ والأعصاب، فإن أساس عمل جراحو المخ والأعصاب هو الإلمام بأمراض الدماغ، والجهاز العصبي المركزي، والمحيطي، والعمود الفقري، والظروف التي قد تؤثر عليهم.

ولكن لا تقلق! ليس بالضرورة توصيتك بزيارة جراح الأعصاب أن الجراحة أصبحت على الأبواب.

التقى د/ أحمد العوضي (أخصائي الطب النفسي وعضو الجمعية الملكية ببريطانيا) مع د/ محمد الحسيني عبر الزووم لاستعراض أهم وأحدث التطورات في جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، بالإضافة إلي نصائح وإرشادات من واقع خبرة د/ الحسيني في مجاله.

بداية: اذكر لنا د/ محمد الحسيني نبذة تعريفية عنك، وعن تخصصك.

اسمي: محمد إبراهيم الحسيني.

  • جراح المخ والأعصاب والعمود الفقري.
  • عملت في مستشفى تعليمي لمدة (٤-٥ سنوات)، ثم عملت في مركز طبي يضم العديد من الأطباء المتخصصين في مجالات مختلفة، ثم تركته وحاليًا أعمل بمستشفى دار الفؤاد، ومستشفى المقاولون العرب.
  • أدير عيادتي الخاصة في مصر الجديدة، وشبرا الخيمة، بالإضافة إلى إدارة كشوفات طبية في العديد من المحافظات، منها: سوهاج، وسيناء، والشرقية مرة في الشهر.
  • أؤمن بضرورة الاستزادة من علوم الطب الحديث، وتعلُّم كل جديد في مجالي؛ لذلك لم يقتصر عملي الجراحي علـى الحوادث، والنزيف، وكسور الجمجمة، وإنما أجريت جراحات العمود الفقري، وكسوره، والانزلاق الغضروفي أيضًا.
  • درست العديد ممن الدورات لعلَّ أهمها: جراحات الميكروسكوب للعمود الفقري، بالإضافة إلى جراحات توصيل الأعصاب الطرفية، وأيضًا المنظار فهذه الجراحات الحديثة أثبتت فعالية كبيرة لدى مرضى الانزلاق الغضروفي، والعمود الفقري خاصةً، والشلل الرعاش أيضًا كان لا يمتد مفعول العلاج الخاص به، أما الآن بفضل الجراحات الحديثة المتخصصة، مثل: الكي أو تركيب جهاز داخل المخ أصبح مريض الشلل الرعاش أفضل بكثير عن ذي قبل.
جراح المخ والأعصاب

سؤال: د/ محمد ما الفرق بين طبيب المخ والأعصاب وجراح المخ والأعصاب؟

طبيب الأعصاب هو طبيب يُعالج الحالات التي تؤثر على الجهاز العصبي (الدماغ، والحبل الشوكي، والأعصاب) ولا تتطلب الجراحة، وأما جراح المخ والأعصاب فيعمل على تشخيص وعلاج حالات المخ والأعصاب بالعلاجات الجراحية وغير الجراحية.

على سبيل المثال: مريض عنده صرع أو كهرباء يذهب لطبيب المخ والأعصاب أما عند توصية طبيبه له بالجراحة فيحيله إلى جراح المخ والأعصاب.

هناك نوعان من الأمراض

١. الأمراض التي ليس لها جراحة، مثل: الجلطات، وبعض أنواع النزيف، والصرع، والتشنجات، والأمراض المناعية، وهذه الحالات يُفضل ذهابها إلى طبيب المخ والأعصاب.

٢. الأمراض التي لها جراحة، مثل: أمراض العمود الفقري، والنزيف في المخ (يحتاج جراحة)، والأورام، والالتهابات.

انطلاقًا من كلام حضرتك يا دكتور تبين أن جراحات المخ والأعصاب تطورت كثيرًا خلال السنوات القليلة الماضية.

سؤال: كيف تطورت وإلى أي مدى سيستفيد المريض من هذا التطور؟

بالفعل من أهم التطورات التي حدثت في مجال جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري (من وجهة نظري) هو: الميكروسكوب والمنظار، فعادةً عندما تكون الجراحة في مكان صغير في المخ فإن الجراحة تكون صعبة في السنوات العشر الماضية، أما الآن فإن الجراحة أسهل بكثير ومخاطرها أقل عن ذي قبل.

هناك أيضًا العديد من الأمراض لم يكن لها جراحة سابقًا والآن أصبحت الجراحات لها دواء، بالإضافة إلى أنه كانت نسبة الخطورة في معظم جراحات المخ والأعصاب ٨٠-٩٠٪، والآن أصبحت أقل بكثير قد تصل إلى ٢٠-٣٠٪، والفكرة أنك تستطيع الوصول إلى أماكن حساسة كان صعب الوصول إليها بدون إمكانات حديثة، وبخطورة أقل؛ لأن في مجالنا نتعامل مع شرايين المخ والخطوة الخاطئة قد تؤثر على حاسة من حواس المريض، أو تُصيب يده ولا يستطيع حركة يده مثلًا.

هناك أيضًا أجهزة جديدة أثبتت أهميتها، مثل: جهاز الملاح الجراحي Surgical Navigation فهو يُساعد على تحديد مكان الورم بنسبة خطأ وخطورة أقل بكثير، كذلك الضرر الذي قد يحدث للأجزاء السليمة أقل بكثير، ونسبة إزالة الورم أعلى من الماضي كثيرًا، بالإضافة إلى نوع من الإشعاع يُسمى “سايبر نايف” وهذا مخصص فقط لجراحات المخ، ويفيد في علاج نوع معين من الأورام حينها قد لا يحتاج المريض للدخول إلى العمليات، ولكنه فقط يأخذ جلسة إشعاع ويُعالج.

أصبحت عمليات الصرع أسها بكثير عن ذي قبل ولا يحدث تشنجات مثل السابق، وكذلك المريض الذي لديه انحناء أو تقوس في العمود الفقري لم يكن له حل قديمًا، أصبحت الآن جراحات العمود الفقري أسهل، وخاصةً بعد استخدام جهاز قياس توصيل الأعصاب بداخل غرفة العمليات؛ حيث يُساعد على قياس كل الأعصاب التي من المحتمل تضررها عند جراحة عصب أو إزالة ورم في الحبل الشوكي، أو جراحة في العمود الفقري وكل هذه الجراحات ما زالت خطرة ولكن نسبة خطورتها أقل بكثير.

لا شك أن هذه المعلومات عن تطورات جراحات المخ والأعصاب ستعطي أملًا كبيرًا للمرضى في الشفاء أكثر من السنوات السابقة، اذكر لنا د/ محمد الحسيني قصة نجاح حدثت مع مريض أثناء مسيرتك المهنية؟

بدايةً تُعد التحديات التي تواجه التعليم في مصر كبيرة، فعليك كطبيب في مصر أن تتعلم كثيرًا، وتكتسب خبرات أكثر أولًا بأول؛ لمساعدة المرضى وخاصةً في مجال دقيق مثل: جراحة المخ والعمود الفقري.

تكمن أهمية جراحات المخ أنك تُساعد المريض على أن لا يكون مُعاقًا نتيجة للعملية أو متوفيًا، فتُنقذ حياته بهذه الجراحة فهذه سعادة لا توصف ونجاح في حد ذاته.

كلما زاد التعمق في هذه الجراحات زاد التحدي والرغبة في مساعدة المرضى أكثر، وخاصةً مع الاستعانة بالله فقد يظل جراح المخ والأعصاب في غرفة العمليات حوالي ١٠ ساعات أو أكثر لجراحة في جزء لا يتعدى ٢ سم في ٢ سم، وبفضل توفيق الله يفيق  المريض ويتحسن، فهذه أيضًا سعادة تُنسينا التعب والإرهاق فقد يوفقك الله ويتغير مسيرة حياة إنسان تمامًا بعد أن كان عالة أصبح طبيعيًا ومُنتجًا.

سؤال: د/ محمد الحسيني ما التخصص الذي تحبه وتُفضله في جراحات المخ والأعصاب والعمود الفقري؟

حاليًا معظم الجراحات يكون لها فريق خاص، وليس طبيب واحد، وهذه الطريقة مفيدة فهي تُعوِّض استحالة إتقان جميع المجالات في تخصصك.

أنا شخصيًا أميل إلى نوعين من جراحات العمود الفقري، وهما:

١. تثبيت العمود الفقري، والاعوجاج، وتصحيح العيوب الخلقية.

٢. الجراحات الميكروسكوبية.

بالفعل أعمل على باقي أنواع جراحات المخ والأعصاب إلا أن هذان النوعان هما أكثر الجراحات التي أحب أن أتطور بها؛ لقدرتهم على توفير مجهود كبير على المريض، فمثلًا: إذا كانت الجراحة قديمًا تتطلب عمل فتحة بطول ١٠ سم مثلًا، فحاليًا تصل الفتحة إلى طول ٥ أو ٢ سم لنفس الجراحة ولكن بدقة أكثر ومخاطر أقل.

سؤال: د/ محمد ما القيم التي تتبناها وحريص عليها مع مرضاك دائمًا؟

أولًا: أعتقد أني مستمع جيد للمريض فأنا أحب أن أسمع شكواه جيدًا؛ فتساعدني هذه الميزة على تشخيص الحالة جيدًا، فقد تُغيِّر معلومة واحدة مسار التشخيص تمامًا ويترتب عليها الجراحة أو العلاج.

ثانيًا: أنا لا أستعجل في الجراحة فأنا لا أراها غير أنها حل من ضمن الحلول، وليست كل الحلول فمع تقدم العلم ظهرت أدوات جراحية جديدة تُساعد على العلاج بدون جراحة، بل وتكون النتائج أفضل بكثير.

فعلى سبيل المثال: مريض الانزلاق الغضروفي (في معظم الحالات) لا تتطلب الحالات عمليات على عكس الشائع بين الناس.

جراح المخ والأعصاب

سؤال: د/ الحسيني ما النصيحة التي تحب أن توجهها للناس للعيش بصحة جيدة بعيدًا عن جراحات المخ والأعصاب؟

هناك بعض الأمراض لا نستطع منعها، مثل: الأورام، والأمراض المناعية، ولكن هناك أمراض أخرى نستطيع منعها، مثل: النزيف، والجلطات التي تحدث بسبب ارتفاع الضغط، حينها عند التحكم في الضغط تتحكم في عدم حدوث جلطات أو نزيف قدر الإمكان، إليك بعض النصائح التي أحب أن أوجهها خاصةً للشباب هذه الأيام، وهي:

١. ابتعد عن مصادر الضغط العصبي قدر الإمكان.

٢. النوم جيدًا.

٣. ممارسة الرياضة أو المشي.

٤. عدم الجلوس أو القيادة لفترات طويلة؛ حيث يجب التحرك كل نصف ساعة تقريبًا لمدة خمس دقائق، فهي قد تبدو بسيطة، ولكنها قد تحمي العمود الفقري من جراحات خطرة.

في النهاية يوجه د/ محمد الحسيني كلمة لكل مريض بأنه يجب أن يسأل طبيبه أكثر ويعرف حالته المرضية، فهذا حقه، الطبيب ينصح ولكن قرار الجراحة من عدمها في يد المريض وحده.

ولمشاهدة اللقاء كاملا برجاء النقر هنا

Responses