fbpx

متلازمة الأبنية المريضة | أسبابها وعلاجها

   هل سبق أن أدى تواجدك في مبنى معين إلى ظهور أعراض المرض عليك بدون سبب واضح؟ والأغرب من ذلك هو اختفاء تلك الأعراض ما إن تغادر هذا المبنى! على الأرجح إذًا أنك تعاني من متلازمة الأبنية المريضة.. فما هذه المتلازمة؟ وما أهم أسبابها؟ وكيف نعالجها؟ هذا ما سنتناوله في مقالنا التالي.

محتويات المقال:

ما متلازمة المباني المريضة SBS؟

 يطلق مصطلح “متلازمة المباني المريضة” على مجموعة الأعراض التي تشعر بها عند تواجدك في مبنى مريض، ويندرج تحت تعريف المباني المريضة جميع الأماكن التي تفتقر نوعًا ما إلى الشروط الصحية المناسبة؛ مما يؤدي إلى ظهور أعراض مرضية على الأشخاص الذين يقضون فتراتٍ طويلة داخلها، وعادةً ما تختفي هذه الأعراض بعد مغادرة الشخص للمبنى المعني، وفي معظم الأحيان تصيب هذه المتلازمة الأشخاص الذين يعملون ضمن المكاتب أو في الأماكن المشابهة.

ما أسباب متلازمة البناية المريضة؟

هناك العديد من البواعث التي قد تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة الأبنية المريضة؛ لذلك قد يكون تحديد السبب الدقيق الذي أدى إلى الإصابة بهذه المتلازمة أمرًا صعبًا، وعادةً ما يكون السبب مزيجًا من عدة عوامل، أبرزها: 

  1. سوء تهوية المكان. 
  2. عدم صيانة أنظمة التكييف بشكلٍ دوري.
  3. دخان السجائر، والأبخرة، وألياف النسيج الموجودة في الجو.
  4. وجود كميات كبيرة من الغبار في المكان.
  5. المشاكل في الإضاءة: أن تكون الإضاءة قوية وساطعة أو أن تكون ضعيفة.
  6. استخدام شاشات الحاسوب القديمة والتي تسبب إجهادًا للعين.
  7. أن يكون هناك نمو للفطريات أو للعفن في المكان.
  8. تلوث الجو بالمواد الكيميائية الناتجة عن مستحضرات التنظيف.
  9. مادة الفورم ألدهيد التي قد تتواجد في خشب الأثاث وفي الأرضيات.
  10. استخدام المبيدات الحشرية.
  11. وجود غاز أحادي أكسيد الكربون.
  12. غاز الأوزون المنبعث من استخدام آلات الطباعة أو الفاكس.
  13. ارتفاع درجة الحرارة في المكان أو انخفاض الرطوبة.
  14. الشعور بالضغط عند تواجد الشخص في هذا المكان.
  15. انخفاض الروح المعنوية عند التواجد في هذا المكان. 
  16. وجود عدد كبير من الأشخاص ضمن المكان. 
  17. الضجيج وافتقار بيئة المكان إلى الهدوء.
الأبنية المريضة

ما أعراض متلازمة الأبنية المريضة؟

قد تؤثر متلازمة العمارة المريضة على بشرتك أو على جهازك التنفسي أو على جهازك العصبي، كما تتشابه أعراضها مع العديد من الأمراض الأخرى؛ لذا عادةً ما يخطئ الكثير من الأشخاص ويظنون للوهلة الأولى أنهم مصابون بالزكام أو بالإنفلونزا، ومن أهم الأعراض التي قد يتم ملاحظتها على المصابين بهذه المتلازمة:

  1. تعب وصعوبة في التركيز.
  2. جفاف في الجلد، وحكة، وطفح جلدي. 
  3. انسداد أو سيلان في الأنف بالإضافة إلى الشعور بالحرقة فيه.
  4. جفاف والتهاب العينين.
  5. ألم في الحلق.
  6. الشعور بضيق في الصدر وصعوبة في التنفس.
  7. ظهور أعراض شبيهة بالحساسية، مثل: العطاس.
  8. السعال.
  9. صداع.
  10. غثيان ودوار.
  11. ألم في الجسم. 
  12. قشعريرة وارتفاع حرارة. 

إذا كان لديك حساسية أو أي أمراض تنفسية فستزداد حدة الأعراض التي تعاني منها عند الإصابة بهذه المتلازمة؛ لذا من المهم الإشارة إلى أن ظهور هذه الأعراض على المصابين يختلف من شخص لآخر، فقد تظهر العديد من هذه الأعراض على بعض الأشخاص كما أنها لا تظهر بشكلٍ واضح عند البعض الآخر، كذلك قد يعاني بعض الأشخاص من هذه الأعراض حتى بعد مغادرة المبنى المعني إما بسبب البقاء فيه بشكلٍ متكرر أو إمضاء أوقاتٍ طويلة بداخله.

ما المضاعفات التي قد تؤدي إليها متلازمة الأبنية المريضة؟

غالبًا ما تتحسن أعراض متلازمة الأبنية المريضة عند مغادرتك المبنى المعني، كما تتحسن الأعراض بشكلٍ مستمر إما عند بقائك بعيدًا تمامًا عن هذا المبنى أو عند إزالة الأسباب التي تسببت في هذه المتلازمة، وفي بعض الحالات قد يؤدي التعرض بشكلٍ مطوّل إلى الهواء الرديء داخل المبنى إلى الإصابة بالأمراض الرئوية، مثل: مرض الربو.

كيف يتم تشخيص متلازمة الأبنية المريضة؟

إن تشخيص الإصابة بهذه المتلازمة ليس أمرًا سهلًا وذلك بسبب كثرة أعراضها وتنوعها، هذا بالإضافة إلى تشابهها مع أعراض أمراض أخرى (مثل: نزلات البرد)، إن العلامة الفارقة الوحيدة التي تميز هذه المتلازمة عن غيرها من الأمراض، هي: ظهور الأعراض في مكان محدد واختفاؤها بعد مغادرته. غالبًا ما سيلجأ طبيبك إلى تشخيص المرض عن طريق استبعاد إصابتك بأي أمراض أخرى قد تؤدي إلى ظهور نفس هذه الأعراض، مثل: الحساسية، الربو، نزلة البرد؛ لذا حاول أن تكون محددًا ودقيقًا في شرح الأعراض التي تعاني منها، وما المكان الذي تظهر فيه بالضبط؟ ومتى تختفي؟ 

ما علاج متلازمة الأبنية المريضة؟

تعالج متلازمة الأبنية المريضة عن طريق:

  1. التخفيف من الأعراض التي تعاني منها: يتم تخفيف حدة الأعراض عن طريق الاستعانة بالمعالجة الدوائية، على سبيل المثال: يمكن أن تساعدك أدوية الحساسية التي تعطى بدون وصفة طبية في التخفيف من بعض الأعراض، مثل: الحكة التي تصيب العينين أو الأنف أو الجلد، كما قد ينصحك طبيبك باستخدام أدوية الربو لعلاج الأعراض التنفسية، مثل: ضيق التنفس، كذلك قد يتم اللجوء إلى استخدام أجهزة الاستنشاق عند ازدياد الأعراض سوءًا.
  2. التقليل من التعرض إلى المسببات: حيث يتم الابتعاد قدر الإمكان عن البقاء في المكان الذي أدى إلى حدوث المتلازمة في المقام الأول، ولأن البقاء بعيدًا تمامًا عن المكان الذي سبب لك المتلازمة قد لا يكون أمرًا سهلًا؛ خاصةً إذا كنت مضطرًا للتواجد فيه لفتراتٍ طويلة -كمكان عملك أو سكنك-؛ لذلك إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في التخفيف من تعرضك إلى مسببات المتلازمة:
  • حاول فتح النوافذ من أجل تهوية المكان.
  • اضبط درجة الحرارة على الدرجة19 °م، وتجنب تغييرها عدة مرات خلال اليوم. 
  • حاول أن تسترخي وأن تخفف من الضغط الذي تشعر به أثناء تواجدك في هذا المكان.
  • إذا كنت تستخدم جهاز الحاسوب فخذ عدة استراحات من النظر إلى الشاشة وقم بإراحة عينيك قليلًا.
  • لا تبقَ جالسًا لفتراتٍ طويلة، حاول أن تقف بين الحين والآخر أو أن تتجول قليلًا في أنحاء الغرفة.
  • اخرج لاستنشاق بعض الهواء النقي خلال فترة الغذاء أو خلال الاستراحات الأخرى.

كما يمكنك مناقشة الأمر مع الشخص المسؤول عن البناء (مديرك في العمل – صاحب العمارة التي تقطنها)، ومن ثم اتخاذ بعض الإجراءات التي من شأنها حمايتك أنت والأشخاص الآخرين المتواجدين في المبنى من آثار متلازمة المباني المريضة، ومن أهم الإجراءات التي يمكن اتخاذها بهذا الصدد:

  • التنظيف بشكلٍ دوري من أجل إزالة الغبار المتراكم.
  • تغيير فلاتر الهواء مرة كل بضع أشهر.
  • ضبط درجة الرطوبة داخل المكان -حيث تتراوح درجة الرطوبة المثالية بين (40-70%)-. 
  • استخدام مواد تنظيف بدون رائحة، ولا تطلق كمية كبيرة من الأبخرة.
  • إجراء اختبارات للكشف عن حدوث نمو للفطريات أو العفن داخل المكان.
  • استبدال شاشات الحاسوب القديمة بالشاشات الحديثة. 
  • تعديل الإضاءة حسب الحاجة، ومراعاة استخدام المصابيح التي تقلل من انبعاث الطاقة، مثل: المصابيح من نوعLED (مصباح ثنائي باعث للضوء). 

وفي الختام؛ وبعد أن تعرفنا إلى متلازمة الأبنية المريضة، وأهم أعراضها، كذلك آثارها لا تتردد في استشارة طبيبك إن شككتَ أنك قد تكون مصابًا بها، كذلك حاول مناقشة الأمر مع الأشخاص المعنيين المسؤولين عن المبنى، ثم البحث عن حلول فعالة لجعله مكانًا أكثر صحة وأمانًا لك ولجميع الأشخاص الذين يتواجدون فيه.. مع تمنياتنا لكم بدوام الصحة والعافية.  

مقترحات القراءة

Responses