fbpx

ما استخدامات القسطرة القلبية وتصوير الأوعية التاجية وكيفية إجراؤها؟

هل تساءلت يومًا ما الفائدة من القسطرة القلبية، فالأغلب قد يطلبها الطبيب لفحص القلب لدى كبار السن على وجه الخصوص، فهي إجراء تشخيصي مهم يوفر معلومات هامة حول بنية القلب ووظائفه.

القسطرة القلبية وتصوير الأوعية التاجية هما طريقتان لدراسة القلب، والأوعية الدموية التي تُغذيه (الشرايين التاجية)، وذلك دون اللجوء إلى إجراء جراحة، ويلجأ إليها الأطباء عادةً عندما لا تُعطي باقي الفحوصات الأخرى معلومات كافية، أو عندما تشير التحاليل والفحوصات إلى وجود مشكلة في القلب أو الأوعية الدموية.

لكن عزيزي القارئ هل القسطرة القلبية خطيرة؟ وماذا يحدث في أثناء تصوير الأوعية التاجية؟ ولماذا يكون إجراؤها ضرورة طبية؟ استمر معنا عزيزي القارئ في قراءة هذا المقال لتعرف أجوبة على جميع التساؤلات التي قد تخطر في ذهنك.

محتويات المقال:

  1. القسطرة القلبية وتصوير الأوعية التاجية
  2. لماذا قد تحتاج إلى إجراء القسطرة القلبية وتصوير الأوعية التاجية؟
  3. كيفية إجراء القسطرة القلبية وتصوير الأوعية التاجية
  4.  ماذا بعد القسطرة القلبية وتصوير الأوعية التاجية؟
  5. خطوات التعافي بعد القسطرة القلبية وتصوير الأوعية التاجية
  6. بعض النصائح للمساعدة الذاتية في التعافي
  7. مخاطر إجراء القسطرة القلبية وتصوير الأوعية التاجية

1. القسطرة القلبية وتصوير الأوعية التاجية

القسطرة القلبية

تُستخدم القسطرة القلبية على نطاق واسع لتشخيص وعلاج أمراض القلب المختلفة، ويمكن استخدامها لقياس كمية الدم التي يضُخَّها القلب في الدقيقة (النتاج القلبي) لاكتشاف العيوب الخلقية للقلب بالإضافة إلى اكتشاف أورام القلب وأخذ خزعة منها (على سبيل المثال: الورم المخاطي)

يُعد هذا الإجراء هو الطريقة الوحيدة لقياس ضغط الدم مباشرةً في كل غرفة من غرف القلب، وفي الأوعية الدموية الرئيسية التي تنتقل من القلب إلى الرئتين.

2. لماذا قد تحتاج إلى عملية القسطرة القلبية وتصوير الأوعية التاجية؟

يحتوي القلب على أربع حجرات (الحجرتان الصغيرتان في الأعلى تسمى الأذينين، والغرفتان الأكبر في الأسفل تسمى البطينين)، كما يحتوي كل بطين على صمامين أحادي الاتجاه؛ للتحكم في تدفق الدم داخل وخارج البطين.

تُوفِّر الشرايين التاجية إمداد الدم لعضلة القلب، ولكن قد يحدث تضيُّق في هذه الحالة يسمى التصلب العصيدي (بقع دهنية أو “لويحات” تتطور داخل بطانة جدران الشرايين)، وقد تتكون هذه على مدى عدد من السنوات، وفي بعض الأحيان تؤدي إلى تضيُّق واحد أو أكثر من الشرايين في القلب؛ مما قد يتسبب في ظهور الأعراض. 

تُّوفِّر القسطرة القلبية بالإضافة إلى تصوير الأوعية التاجية معلومات مهمة عن القلب، والأوعية الدموية التي تحيط به وتزوده به، فإن عملية القسطره القلبية تُفيد طبيب القلب في معرفة مدى جودة عمل صمامات وغرف القلب، وأيضًا الحصول على معلومات مهمة حول ضغط الدم داخل القلب.

لماذا قد تحتاج إلى إجراء القسطرة القلبية؟

تشمل الإجراءات الشائعة التي يحدث إجراؤها من خلال القسطرة القلبية، ما يلي:

تصوير الأوعية التاجية:

تُستخدم القسطرة لحقن عامل تباين ظليل للأشعة في الأوعية الدموية التي تغذي القلب (الشرايين التاجية) بحيث يمكن رؤيتها بالأشعة السينية.

تصوير البطينات:

تُستخدم القسطرة لحقن عامل تباين ظليل للأشعة في غرفة واحدة أو أكثر من غرف القلب بحيث يمكن رؤيتها بالأشعة السينية.

التدخل التاجي عن طريق الجلد (PCI):

تُدخل القسطرة ببالون متصل بطرفها في الشريان التاجي الضيق، ويُنفخ البالون لفتح المنطقة الضيقة، كما يستخدم الأطباء عادةً القسطرة لإدخال أنبوب شبكي سلكي (دعامة) في الشريان لإبقائه مفتوحًا.

رأب الصمام:

تُستخدم القسطرة لتوسيع فتحة صمام القلب الضيقة.

استبدال الصمام:

تٌستخدم لاستبدال الصمامات في القلب دون إزالة الصمام القديم أو إجراء عملية جراحية.

لماذا قد تحتاج إلى تصوير الأوعية التاجية؟

القسطرة القلبية

بينما يفيد تصوير الأوعية (شرايين القلب التاجية) في توفير صورًا تُظهر ما إذا كانت الأوعية الدموية التي تُغذِّي عضلة القلب ضيقة أو مسدودة (الشرايين هي الأوعية الدموية التي تنقل الدم من القلب إلى باقي أجزاء الجسم يعود الدم إلى القلب عبر عروقك)، ويساعد هذا الإجراء على اتخاذ القرارات المهمة بشأن العلاج الأفضل لك.

يستخدم تصوير الأوعية التاجية لفحص الشرايين التاجية، وتشخيص عدد من أمراض القلب والمساعدة في توجيه العلاج، فعلى سبيل المثال يمكن استخدامه: 

بعد نوبة قلبية: حيث يحظر إمداد القلب بالدم 

للتحقيق في تشخيص محتمل للذبحة الصدرية (حيث يحدث الألم في الصدر بسبب إمداد القلب بالدم). 

لتخطيط الإجراءات التدخلية أو الجراحية: مثل رأب الأوعية التاجية والدعامات؛ حيث يحدث توسيع الأوعية الدموية الضيقة أو المسدودة أو جراحة مجازة الشريان التاجي.

تشخيص مرض الشريان التاجي (الحالات التي تؤثر على الشرايين التي تغذي عضلة القلب). 

3. كيفية إجراء القسطرة القلبية وتصوير الأوعية التاجية

تحدث عملية قسطره القلب وتصوير الأوعية التاجية في مستشفى أو مركز قلب متخصص، وعادةً يضم الفريق المسؤول طبيب قلب، وممرضة، وفني أشعة، ومتخصص في استخدام تكنولوجيا التصوير، وعادةً يحدث هذا الإجراء في غرفة الأشعة السينية أو مختبر القسطرة.

قبل إجراء العملية

يجب إخبار طبيب القلب إذا كان لديك أي حساسية، أو إذا كنت تتناول أدوية معينة (إما خاصة بمرض القلب أو حالة مرضية أخرى).

قد يطلب منك الطبيب التوقف عن تناول دواء مضاد لتخثر الدم قبل 3 إلى 5 أيام من الإجراء.

يجب ألا تُوقف تناول الأدوية الموصوفة لك ما لم يُنصح بذلك. 

في بعض الأحيان قد يُطلَب منك أيضًا عدم تناول أو شرب أي شيء لمدة 6 ساعات قبل الإجراء. 

في أثناء الإجراء

الأوعية التاجية

يحدث إجراء العملية تحت تأثير مخدر موضعي وقد يُعطيك الطبيب خيار تناول المسكنات.

ستشعر بالنعاس والاسترخاء إذا كنت مخدرًا، ولكنك ستبقى متيَّقظًا ولديك وعيٍ كافٍ للاستجابة للتعليمات، فعلى سبيل المثال قد يُطلَب منك أن تأخذ نفسًا عميقًا وتحبسه في نقاط معينة في أثناء الإجراء.

سيحدث توصيلك بجهاز مخطط كهربية القلب (ECG)، ويسجل إيقاعات قلبك ونشاطك الكهربائي ويوضع عدد من الأقطاب الكهربائية (أقراص معدنية صغيرة) على ذراعيك وساقيك وصدرك ثم توصَّل الأقطاب الكهربائية بجهاز يسجل الإشارات الكهربائية لكل نبضة قلب.

تستغرق عملية قسطره القلب وتصوير الأوعية التاجية حوالي نصف ساعة بشرط عدم احتياجك إلى إجراء آخر مثل: رأب الوعاء بالبالون، أو الدعامات.

سيُطلَب منك الاستلقاء على طاولة خاصة بعد دخول معمل القسطرة، وعند إدخال القسطرة في الفخذ فقد يحلق الفخذ ويُنظَّف بسائل مطهر.

كيفية الإجراء

  • سيحدث تغطيتك بغطاء معقم وإعطائك حقنة مخدر موضعي؛ لتخدير جلد الفخذ أو الذراع لذلك يجب ألا يكون الإجراء مؤلمًا. 
  • ثم إدخال القسطرة من خلال أنبوب دقيق يسمى الغمد. 
  • ثم نقل القسطرة عبر الأوعية الدموية إلى قلبك باستخدام توجيه الأشعة السينية. 
  • سيحقن كمية صغيرة من صبغة خاصة من خلال القسطرة، ثم قياس الضغط في قلبك. 
  • قد تشعر في أثناء حقن الصبغة بإحساس حار بالتورد سريعًا، وقد تشعر بإحساس دافئ في الفخذ بالإضافة إلى أنه قد يكون لديك أيضًا طعم معدني في فمك، لكن لا داعي للقلق بشأن هذا الأمر.
  • لن تشعر بتوجيه القسطرة عبر الأوعية الدموية، ومع ذلك قد تكون على دراية بضربات القلب الغريبة أو الزائدة. 
  • سيحدث التقاط سلسلة من صور الأشعة السينية لقلبك، والأوعية الدموية المحيطة به “تسمى الصور الوعائية” ثم تخزينها رقميًا (على جهاز كمبيوتر). 
  • قد يقرر طبيب القلب الخاص بك (في ظروف معينة فقط) فعلى سبيل المثال: إجراء رأب الوعاء بالبالون والدعامات (إجراء تدخلي لتوسيع الشرايين المسدودة) في حالة انسداد الشرايين، وسيحدث تنفيذ ذلك على الفور وسيضيف حوالي نصف ساعة إضافية إلى الإجراء، كما يجب عادةً مناقشة هذا الأمر معك مسبقًا ما لم يكن ذلك مطلوبًا كإجراءٍ طارئ. 

بعد اكتمال الإجراء سيحدث إزالة القسطرة. 

عند إدخال القسطرة في الفخذ فقد تضغط الممرضة أو طبيب القلب على موقع الدخول لمدة 10 دقائق تقريبًا لوقف أي نزيف، ويمكن استخدام عدد من السدادات أو المشابك المختلفة كبديل لإغلاق الجرح أو إغلاقه. 

عند إدخال القسطرة من خلال ذراعك فسيوضع ضمادة ضيقة لمدة 2 إلى 3 ساعات تقريبًا. 

4. ماذا بعد القسطرة القلبية وتصوير الأوعية التاجية؟

ستتمكن عادةً من مغادرة المستشفى بعد إجراء تصوير الأوعية التاجية في نفس اليوم بعد فترة من الراحة والمراقبة، فقد لن تكون قادرًا على القيادة وستطلب من شخص ما مرافقتك.

يكون معظم الناس بخير في اليوم التالي للعملي بالرغم من أنك قد تشعر بالتعب قليلاً بعد ذلك، ولكن من المحتمل أن يكون موضع الجرح مؤلمًا لمدة تصل إلى أسبوع، وقد يستمر وجود الكدمات لعدة أسابيع.

ومع ذلك يجب أن تسعى للحصول على رعاية طبية فورية إذا تفاقم التورم في مكان الجرح، أو إذا كنت تعاني من نزيف مفرط أو مشكلات في الدورة الدموية (مثل: الخدر، الوخز، والتغيُّر في اللون في أحد الأطراف).

5.خطوات التعافي بعد القسطرة القلبية وتصوير الأوعية التاجية

هناك بعض الخطوات التي يتخذها الأطباء بعد إجراء القسطرة، وهي:

  • بعد إجراء القسطره القلبية وتصوير الأوعية التاجية سيحدث فحص النبض وضغط الدم وتسجيلهما.
  • عند إدخال القسطرة في الفخذ فقد تضغط الممرضة لمدة 5-10 دقائق؛ لإيقاف النزيف بعد إزالة القسطرة والغمد من الشريان.
  • في بعض الأحيان يعمل الطبيب الذي يجري العملية على إدخال سدادة كولاجين صغيرة في موقع البزل، أو يستخدم غرزة خاصة أو أي جهاز إغلاق آخر وفي هذه الحالة لن يكون من الضروري الضغط على الشريان.
  • عند إدخال القسطرة في ذراعك فقد يُوضع كفة صغيرة مضغوطة حول ذراعك، وسيقل الضغط تدريجيًا على مدار عدة ساعات، ثم ستتحقق الممرضة من وجود أي نزيف في النقطة التي حدث فيها إدخال القسطرة.
  • عند إدخال القسطرة في ذراعك فإنك تكون قادرًا على الجلوس على الفور، وقد تتمكن من المشي بعد ذلك بوقت قصير.
  • عند إدخال القسطرة في الفخذ فسيُطلَب منك الاستلقاء بشكل مسطح بعد توقف أي نزيف، وإذا كان كل شيء على ما يرام فسيُطلَب منك الجلوس بعد بضع ساعات ثم ستتمكن من النهوض والمشي بعد ذلك بوقت قصير.
  • يجب عليك إخبار المتخصصين في الرعاية الصحية إذا شعرت بتوعك في أي وقت بعد الإجراء.
  • سيحدث بعد عدة ساعات من إجراء القسطرة القلبية، وتصوير الأوعية التاجية الاتصال بأحد أفراد العائلة أو الأصدقاء، ويطلب منهم اصطحابك إلى المنزل.
القسطرة القلبية

6. بعض النصائح للمساعدة الذاتية في التعافي

إليك بعض النصائح التي قد تساعدك على التعافي:

  • تجنب الاستحمام بماء ساخن لمدة ثلاثة إلى أربع أيام؛ حتى يلتئم موضع الجرح.
  • اعمل على إزالة اللاصق من أعلى الفخذ في اليوم التالي للعملية، قم اعمل على تنظيف مكان الجرح بلطف بالماء والصابون الخفيف، وجففه جيدًا واستمر في تغيير اللاصق يوميًا حتى تلتئم بشرتك. 
  • اتصل بطبيبك إذا شعرت بأي احمرار في مكان الجرح الدافئ عند لمسه، أو إذا كنت تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة أو طفح جلدي أو تنميل أو ألم في ساقك عند المشي. 
  • لا تقد السيارة لمدة 24 ساعة.
  • تجنب ممارسة الرياضة أو النشاط المفرط أو رفع أي شيء أثقل من 5 كجم (11 رطلاً) لمدة يومين إلى ثلاث أيام، وقد يعود معظم الناس إلى روتينهم الطبيعي بعد بضعة أيام من إجراء تصوير الأوعية الدموية وبعد أسبوع من إدخال الدعامات.

اتصل بطبيبك إذا كانت لديك مخاوف بشأن جرحك أو تعافيك عمومًا.

7. مخاطر إجراء القسطرة القلبية وتصوير الأوعية التاجية

عادة يكون إجراء القسطرة القلبية وتصوير الأوعية التاجية آمنًا للغاية، ومع ذلك كما هو الحال مع جميع الإجراءات فإنه هناك بعض المخاطر ومنها:

الحساسية من صبغة التباين (نادر الحدوث) لذا عليك مناقشة أي حساسية لديك مع طبيب القلب (أخصائي القلب) قبل إجراء العملية. 

نزيف تحت الجلد حيث تدخل القسطرة، ولكنها تتوقف بعد بضعة أيام (اتصل بطبيبك إذا كنت قلقًا بشأنه). 

الكدمات فمن الشائع أن يكون لديك كدمة في منطقة الفخذ أو الذراع بعد ذلك، ولكن الكدمات أو التورم المفرط يحتاج إلى فحص من قِبل طبيبك. 

حدوث مضاعفات أكثر خطورة (خطر ضئيل للغاية) بما في ذلك تلف الشريان في الذراع أو الساق حيث يحدث إدخال القسطرة، أو الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية، أو تلف الكلى وقد يؤدي في حالات نادرة إلى الموت.

ختامًا عزيزي القارئ يُعد إجراء القسطرة القلبية وتصوير الأوعية التاجية إجراءً آمنًا، ويُوفِّر العديد من المعلومات حول صحة القلب، والعديد من وظائفه فلا تتردد في اتخاذ هذا الإجراء إذا طلب منك الطبيب ذلك.

قد يهمك أيضًا

متلازمة تسارع القلب الوضعي | الأعراض والعلاج

كن مطمئناً | إليك قائمة أفضل 15 جراح قلب في مصر

المراجع : nhsinform | msdmanuals

تعليقات