fbpx

لماذا تحدث متلازمة القلب المنكسر؟ اكتشاف جديد يساعد على تفسيرها

حدد العلماء جزيئين رئيسيين لهما دورًا في حدوث متلازمة تاكوتسوبو، المعروفة باسم متلازمة القلب المنكسر.

وجد باحثون من إمبريال كوليدج في لندن أن زيادة مستويات جزيئين صغيرين ينظمان كيفية فك تشفير الجينات، يطلق عليهما microRNAs، يزيد من فرص الإصابة بمتلازمة تاكوتسوبو.

اُكتشف الجسيمين الميكرويين، المسميين -16 و -26a، في دم مرضى متلازمة تاكوتسوبو Takotsubo syndrome، لكن لم يتأكد حتى الآن من علاقتهم بحدوث المتلازمة.

قد تساعد أحدث الأبحاث، التي مولتها مؤسسة القلب البريطانية ونشرت في مجلة Cardiovascular Research، العلماء على فهم المرض بصورة أفضل بالإضافة إلى إمكانية أن معرفة طرق جديدة لتحديد وعلاج المعرضين لخطر الإصابة بمتلازمة القلب المنفطر.

قال البروفيسور سيان هاردينغ، أستاذ علم عقاقير القلب في المعهد الوطني للقلب والرئة في إمبريال: “متلازمة تاكوتسوبو حالة خطيرة، ولكن حتى الآن ما زال تفسيرها لغزًا . لا نفهم لماذا يستجيب بعض الناس بهذه الطريقة لصدمة عاطفية مفاجئة في حين أن الكثيرين لا يفعلون ذلك. تؤكد هذه الدراسة أن وجود عامل الإجهاد، بجانب الجزيئين microRNAs المرتبطة به ، يمكن أن يهيئ الشخص لحدوث متلازمة تاكوتسوبو في حالات الإجهاد والضغط في المستقبل. يظهر الإجهاد في صور عديدة ونحن بحاجة إلى مزيد من البحث لفهم عمليات الإجهاد المزمن .”

اقرأ أيضًا : باحثون | تليف منظم ضربات القلب قد يكون السبب وراء قصور القلب

ما سبب غموض “متلازمة القلب المنكسر” ؟

توصف متلازمة تاكوتسوبو بأنها صورة مفاجئة من قصور القلب الحاد، والذي يُقدر أنه يصيب حوالي 2500 شخص في المملكة المتحدة كل عام، وعادة ما يصيب النساء بعد انقطاع الطمث. يمكن أن تسبب متلازمة القلب المنكسر نفس أعراض النوبة القلبية، وعلى الرغم من عدم انسداد شرايين القلب التاجية، ولكنها قد تسبب حدوث مضاعفات مماثلة لمضاعفات النوبة القلبية الحقيقية.

ما زالت أسباب متلازمة تاكوتسوبو مجهولة تمامًا حتى الآن، ولكن عادة ما تُفسر بسبب الإجهاد العاطفي أو الجسدي مثل فقدان أحد الأحباء، مما يؤدي إلى الاسم الشائع لمتلازمة القلب المنكسر. من المعروف أن الإجهاد النفسي الحاد مثل صدمة الفقد قد يؤدي إلى خلل بحركة جزء من عضلة القلب، بسبب القفزة المفاجئة في مستوي الأدرينالين، مما يؤدي بعد ذلك إلى قصور القلب الحاد. لا توجد حاليًا علاجات لتجنب تكرار النوبة التي يمكن أن تحدث لهؤلاء المرضى.

فحص الباحثون في الدراسة خلايا قلب البشر والفئران، وقياس كيفية استجابتها للأدرينالين بعد التعرض للجزيئين، اكتشفوا أن خلايا القلب التي عولجت بـ microRNAs، وجدوا أن الخلايا كانت أكثر حساسية للأدرينالين وأكثر عرضة للإصابة بتوقف الانقباض. لذلك شوهدت تغييرات شبيهة بالتاكوتسوبو عند مستويات منخفضة من الأدرينالين.

ترتبط MicroRNAs -16 و -26a بأمراض الاكتئاب السريري والقلق وزيادة مستويات التوتر. يمكن أن توفر هذه النتائج الجديدة رابطًا بين الإجهاد المزمن واستجابة تاكوتسوبو المفاجئة.

 يوضح فريق الدراسة أنه في المستقبل يمكن تطوير اختبار الدم لقياس مستويات هذه الجزيئات لاستخدامها في تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمتلازمة تاكوتسوبو. يمكن أيضًا استخدام الجزيئين كهدف لعلاج محتمل لمتلازمة القلب المنكسر.

قال البروفيسور ميتن أفكيران، المدير الطبي المساعد في مؤسسة القلب البريطانية: ” متلازمة تاكوتسوبو هي مشكلة قلبية مفاجئة وربما كارثية، لكن معرفتنا بأسبابها لا تزال محدودة. من الضروري أن ندرك المزيد عن هذه الحالة المهملة ونطور طرق جديدة للوقاية منها وعلاجها.

المصدر

تعليقات