fbpx

دليلك حول الورم الأرومي العصبي لدى الأطفال | (Neuroblastoma in children)

الورم الأرومي العصبي هو أحد أورام الجهاز العصبي الأكثر شيوعًا وعدوانيةً عند الأطفال، والتي تظهر غالبًا في الرضع والأطفال دون سن الخمس سنوات,و نادرًا ما يصيب الأطفال الأكبر سنًا.

ينشأ الورم الأرومي العصبي مما تبقى من الخلايا العصبية الغير الناضجة (neuroblasts)، والتي كانت موجودة في المراحل الأولى لتكوين الجنين، والتي تتمايز وتنضج فيما بعد لتكون الجهاز العصبي للرضيع، و في حالة ظهور خللًا جينيًا في هذه الخلايا الذي يسمح لها بالاستمرار في النمو دون استجابة للتوقف لتكون الورم الأرومي العصبي.

محتويات المقال:

 الورم الأرومي العصبي لدى الأطفال

أين يظهر الورم الأرومي العصبي في الطفل؟

يظهر الورم الأرومي العصبي غالبًا في الغدة الكظرية المفرزة للأدرينالين حيث أن لها أصول مشابهة للخلايا العصبية، وتقع فوق الكلى، و أحيانًا يصيب الخلايا العصبية المجاورة للحبل الشوكي في أماكن مختلفة من منطقة الرقبة حتى الحوض، وقد ينتشر بعد ذلك في مراحله المتطورة ليصيب نخاع العظم، والعظم, والعقد اللمفاوية, والكبد وحتى الجلد، كما لم يتوصل العلماء حتى الآن لأسباب ظهور الورم الأرومي فهو ليس مرضًا وراثيًا على الرغم من أنه قد يتكرر أحيانًا في نفس العائلة, وقد يظهر أحيانًا مصحوبًا ببعض الحالات المرتبطة بالتطور الغير صحيح للجهاز العصبي للجنين، مثل: متلازمة نقص التهوية المركزي، ومرض ‎هيرشسبرونغ.

ما أعراض سرطان الخلايا العصبية؟

تختلف أعراض الورم الأرومي العصبي حسب حجم الورم، ومكان بدايته، وما إذا كان انتشر لأجزاء أخرى من الجسم؛لذلك فإن أعراضه -غالبًا- غير مميزة فيسهل الخلط بينها وبين الأعراض المتكررة التي يعاني منها الأطفال عادةً أو أعراض حالات مرضية أخرى، على سبيل المثال: في حال ظهوره في الرقبة يكون من أعراضه:

  • ظهور كدمات أو كتل في الجلد مائلة الى اللون الأزرق خاصةً حول منطقة العين. 
  • تدلي الجفون أو عدم تساوي اتساع الحدقة في العينين.
  • الكحة، وضيق التنفس، وصعوبة في البلع.
  • الدوار أو الصداع المتكرر.
  • التورم في الرقبة، أو الأذرع، أو الصدر.

في حال ظهوره في منطقة الصدر أو البطن يكون من أعراضه:

  •  المغص، وانتفاخ منطقة البطن، وأحيانًا الإمساك أو احتباس البول.
  • ألم الظهر أو المعدة.
  • ظهور كتل تحت الجلد في الرقبة، أو البطن، أو الظهر.
  • الإحساس الدائم بالامتلاء والشبع؛ مما يسبب فقدان الوزن. 
  • ضعف أو تنميل في الجلد مسببًا عدم الاتزان في الحركة.

أما في حال انتشار الورم العصبي إلى أماكن أخرى تظهر أعراض جديدة مميزة، منها:

  • تضخم العقد الليمفاوية وهي عبارة عن كتل مستديرة تظهر تحت الجلد في منطقة الرقبة، أو تحت الإبط، أو بين الأفخاذ، وبالرغم من أنها غالبًا ما تدل على الإصابة بالعدوى، إلا أنها قد تظهر -أيضًا- في حالة انتشار السرطان إلى الجهاز اللمفاوي.
  • في حالة انتشاره للعظام فإنه يسبب آلام في العظام، وضعف في الأذرع والأرجل، وكدمات، خاصةً حول العينين.
  • في حالة انتشار الورم الأرومي إلى نخاع العظام المنتج لخلايا الدم فإنه يسبب الإرهاق، وشحوب لون الجلد، وأحيانًا يصبح الطفل بالعصبية والضعف، ويكون أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض المعدية والكدمات.

ما شكل الورم السرطاني؟ وكيف يتأكد الطبيب من تشخيصه؟

عند ظهور أيًا من المؤشرات والأعراض التي ذكرناها سابقًا يأتي دور الطبيب فبعد الفحص البدني لطفلك؛ للتحقق من أي علامات أو أعراض، وسوف يطرح الطبيب الأسئلة بشأن عادات وسلوك الطفل، بعد ذلك يقوم بإجراء عدة فحوصات لتأكيد تشخيصه، ومن هذه الفحوصات:

  • تحليل الدم والبول: لقياس نسبة الهرمونات والمواد الأخرى التي قد تقوم خلايا الورم بإفرازها. 
  • الأشعات: مثل: الموجات فوق الصوتية والأشعة السينية؛ للكشف عن حجم ومكان الورم في حالة وجودة في منطقة البطن، أو الصدر، أو العظام.
  • أشعات أكثر دقة (مثل: الرنين المغناطيسي(MRI)، والأشعة المقطعية ( PET/ CT )): لتحديد الأماكن التي قد يكون انتشر بها الورم وحجمه، وقد يلجأ إليها لاحقًا -أيضًا-؛ للتأكد من فاعلية العلاج. 
  • أخذ عينة  (خزعة): غالبًا ما يتم ذلك بعد التأكد من وجود الورم بالأشعات وتحديد مكانه بدقة، وغالبًا ما يحتاج الطبيب التدخل جراحيا تحت التخدير الكلي للطفل باستخدام إبرة خاصة؛ لأخذ عينة من نسيج الورم حتى يتم فحصها تحت الميكروسكوب؛ للتأكد مما إذا كان خبيثا أو حميدًا، وتحديد نوعه بدقه حتى يتمكن الطبيب من تحديد المسار اللازم للعلاج, وبعده تحديد المرحلة التي وصل إليها الورم والتي يتحدد على أساسها قوة العلاج، وأيضًا نسب الشفاء.
الورم الأرومي العصبي

ما مراحل الورم الأرومي العصبي؟

كمعظم السرطانات يعطى الورم الأرومي العصبي مراحل توضح مدى انتشاره:

  • L1: السرطان متركز في مكان 1 ولم ينتشر لأماكن أخرى؛ لذلك يمكن استئصاله جراحيًا. 
  • L2:  السرطان متركز في مكان 1 ولم ينتشر لأماكن اخرى؛ لذلك لا يمكن استئصاله جراحيًا بشكل آمن.
  • M: السرطان انتشر لأماكن أخرى من الجسم، ونسب الشفاء في هذه المرحلة تقل عن ال50% خاصةً في الأطفال أكبر من 18 شهر (4).
  • Ms: السرطان انتشر للجلد والكبد أو نخاع العظام في الأطفال أقل من 18 شهر، وتعد من المراحل التي يتوقع الشفاء منها بسهولة حيث لا يحتاج الرضيع لجرعة علاج كبيرة، وأحيانًا يختفي السرطان من تلقاء نفسه (1).

ما علاج سرطان الأعصاب؟

جدير بالذكر أنه أحيانًا في المراحل الأولى للورم الأرومي العصبي (المراحل L1 أو Ms ) عندما يكون الطفل في عمر أقل من 18 شهر ولم تظهر عليه أعراض قد لا يحتاج الطفل لأي علاج حيث يختفي الورم في هذه المرحلة من تلقاء نفسه، بينما في باقي الحالات يحتاج الطفل إلى علاجات من ضمنها:

  •  اجراء عملية جراحية لإزالة الورم وأحيانًا تكون هذه هي الخطوة الوحيدة، لكن -غالبًا- يلجأ الطبيب لخطوة أخرى احترازية؛ للتأكد من عدم عودة الورم ثانية كالعلاج الكيماوي أو الإشعاعي. 
  • العلاج الكيماوي: أحيانًا ما يكون الخطوة الأولى والوحيدة للعلاج، كذلك أحيانًا يعطى العلاج الكيماوي كخطوة أولى قبل العملية؛ لتقليص الورم؛ لتحسين فرص إزالة الورم بالكامل جراحيا. 
  • العلاج الإشعاعي: يعطى غالبًا بعد إزالة الورم الأرومي جراحيًا؛ للقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية سواء مكان الورم الأصلي أو منشرة في الدم نتيجة الجراحة؛ لمنع انتقال هذه الخلايا السرطانية لأماكن أخرى ومن ثم تكوين أورام جديدة.
  • غالبًا في المراحل المتطورة من المرض يحتاج الطفل بعد خضوعه لجرعات عالية من العلاج الكيميائي، كما يحتاج إلى إعادة زراعة خلايا جذعية، فيقوم الطبيب بجمعها من الطفل نفسه قبل خضوعه للعلاج الكيميائي ويتم تجميدها للحفاظ عليها حيث أنه بعد زراعة هذه الخلايا تبدأ بإنتاج وتعويض خلايا الدم وخاع العظم التي تلفت نتيجة للعلاج الكيماوي والإشعاعي حتى يتمكن الطفل من عيش حياة طبيعية بعد شفائه. 
  • العلاج المناعي: يستخدم العلاج المناعي عقاقير تعمل على تنبيه الجهاز المناعي في جسم الطفل؛ للتعرف على الخلايا السرطانية والقضاء عليها، ويعتبر العلاج المناعي من العلاجات الحديثة التي لا تستخدم عادةً، و لكن يلجأ إليها الطبيب المعالج في حالة شكه في أن المرض قد يعود من جديد.

ما نسبة الشفاء من سرطان النيوروبلاستوما؟

تختلف نسب شفاء الورم الأرومي العصبي باختلاف المرحلة التي تم فيها اكتشاف المرض، وبداية رحلة العلاج، وأيضًا عمر الطفل بالنسبة لتطور مرضه، ويعتبر نسبة انتشار المرض عند التشخيص أهم عامل لتحديد فرص الشفاء، وبوجه عام تزداد نسب الشفاء في الأطفال الأصغر سنًا والذين لم ينتشر الورم لديهم لأماكن أخرى حيث تزداد فرص نجاة الطفل لخمس سنوات بعد التشخيص بنسبة 83% في الرضع، أما في الأطفال من عمر 1 إلى 5 سنوات تصل النسبة لـ55%، أما في الأطفال أكبر من 5 سنوات تكون النسبة 40%، وبوجه عام يعتبر الورم الأرومي العصبي من الأورام التي ترتفع فيها نسبة عودة الورم مرة أخرى بعد العلاج؛ لذلك غالبًا ما يقوم الطبيب المعالج بوصف علاجات ومتابعات دورية للمريض.

في النهاية عزيزي القارئ.. عليك ملاحظة طفلك وأي تغيرات قد تطرأ على عاداته وتصرفاته خاصة في الشهور الأولى وحتى سن سنتين، فقد تشكل فرقًا كبيرًا في حماية طفلك من الورم الأرومي العصبي واكتشافه مبكرا حال ظهوره، وعليكِ اللجوء بسرعة للطبيب في حالة ملاحظة أي من هذه إلى الطبيب، وتوضيح كل الأعراض أو التغيرات الملحوظة.

المصادر

  1. www.nhs.uk
  2. www.webmd.com
  3. www.mayoclinic.org
  4. emedicine.medscape.com

مقترحات للقراءة

  1. سرطان الخلايا القاعدية | الأعراض والأسباب
  2. سرطان الدم مُشعر الخلايا | الأسباب والعلاج

Responses