fbpx

داءُ البريميّات Leptospirosis | الأسباب، والأعراض، والعلاج

هل سمعتَ من قبل عن داء البريميات؟ إنه مرض تسببه بكتيريا البريميات يصيب الإنسان والحيوان بل إن منشأه حيواني، وينتقل لنا عن طريق الحيوانات المصابة حين يلمس الإنسان ماءً أو تربة تحتوي على بول الحيوان المصاب ببكتيريا البريميات أو لمس البول وسوائل هذا الحيوان مباشرةً فإنه يُصاب بالعدوى.

هذا الداء شائع بشدة في أوقات الفيضانات والأعاصير حيث انجراف الماء يأخذ في طريقه بول الحيوانات الموجود على التربة والأسطح الأخرى، وحين يستنشق الإنسان هذا الماء أو يشربه فإنه تنتقل إليه العدوى، في هذا المقال سنتعلم المزيد عن هذا المرض.. أسبابه، وأعراضه، وطرق الوقاية منه، وعلاجه، وأيضًا مرض البريميات عند الكلاب.. فهل يختلف في أعراضه عن البشر؟!

محتويات المقال:

ما أسباب مرض البريميات؟

الحيوانات مثل القوارض، والحيوانات الآكلة للحشرات، والماشية (مثل: الأبقار، أو الخيول، أو الخنازير)، والحيوانات الأليفة (مثل: الكلاب)، كل هذه الحيوانات تنقل داء البريميات عن طريق بولها، كذلك قد تدخل بكتيريا البريميات جسد الإنسان من خلال الفم، أو العينين، أو الأنف، وعن طريق الجروح والقروح الموجودة في الجسم، كما قد تنتقل إلى الجنين عبر مشيمة الأم، وبمجرد دخولها الجسم تدخل هذه البكتيريا إلى الأوعية الليمفاوية، ومن ثم إلى مجري الدم، ومن مجرى الدم تنتشر إلى الجسد بأكمله، لكنها تميل للاستقرار في الكبد والكليتين.

ما مراحل مرض البريميات؟

هذا المرض يتكون من ثلاث مراحل:

  • أول مرحلة أعراضها تشبه أعراض الإنفلونزا: بالإضافة إلى الحمى، والصداع، وآلام في العضلات، والإسهال، والحكة.
  • المرحلة الثانية تسمى المرحلة المناعية: حيث يصاب الإنسان بالالتهاب السحائي، والتهابات الأجهزة التنفسية.
  • المرحلة الثالثة والأخيرة تدعى مرض ويل: وهي أخطر مرحلة من مراحل العدوى، حيث يصاب الإنسان بالنزيف وضيق التنفس، ومن الممكن أن يصل الأمر إلى الفشل الكلوي حيث تنتشر العدوى في الجهاز العصبي المركزي ويصبح من الصعب السيطرة عليها.

إذا أصيب الجنين داخل الرحم بهذه العدوى فمن الممكن أن تؤدي إلى الإجهاض في الثلثين الأولين من الحمل، أما إذا كان الحمل في شهوره الأخيرة فقد يؤدي إلى ولادة جنين ميت أو وفاته داخل الرحم.

ما أعراض مرض البريميات؟

عادةً ما تستغرق ظهور الأعراض على الشخص المصاب ما بين أسبوع إلى أسبوعين، وقد تصل إلى شهر، وحين تتفشى العدوى في الكبد والقلب أو الكليتين فتظهر تأثيرها على شكل:

  • غثيان.
  • فقدان شهية.
  • فقدان وزن.
  • تعب.
  • انخفاض التبول.
  • ضربات قلب سريعة.
  • تورم في الأطراف.
  • اليرقان.

أما إذا وصلت العدوى إلى المخ فيصبح الإنسان غير قادر على التحكم في حركاته أو التحدث، كذلك يتصرف بعدوانية نتيجة لحالته العقلية المشوشة، أيضًا النعاس والنفور من الأضواء، لكن إذا كان سعال المريض مختلط بالدم فمن المحتمل أن تكون العدوى وصلت للرئة.

مراحل مرض البريميات

ما علاج داء البريميات؟

يختلف علاج داء البريميات الخفيف عن الحاد، حيث أن الداء الخفيف يشبه الإنفلونزا قد ينتهي من تلقاء نفسه، أما إذا تم تشخيص إصابتك بمرض ويل فسوف يتم إدخالك إلى المشفى، وهناك ستتلقى المضادات الحيوية المناسبة كالبنسلين والدوكسيسيكلين، كما قد تتلقى علاجات مختلفة على حسب الوضع والعضو المصاب، كذلك قد يوضع المريض على جهاز التنفس إذا كان يعاني من ضيق التنفس، لكن إذا تُرك مرض ويل دون علاج فإنه قد يؤدي إلى الفشل الكلوي أو فشل الكبد والقلب؛ مما قد يؤدي إلى الوفاة.

ما سبل تشخيص هذا المرض؟

يعتمد التشخيص على الاختبارات المعملية وليس على الأعراض السريرية فقط، كما يتم استخدام المراقبة المجهرية المباشرة؛ للكشف عن البريميات في سوائل الجسم سواء عن طريق الصبغات النسيجية الكيمائية أو التلطيخ المناعي.

لكن الطريقة الأكثر شيوعًا والتي تعد من طرق التشخيص غير المباشرة هي من خلال الاختبارات المصلية، حيث يمكن أن تصبح الأجسام المضادة قابلة للاستكشاف بحلول اليوم السادس إلى اليوم العاشر من المرض، ثم تصل إلى ذروتها خلال ثلاث إلى أربع أسابيع ، ومن الاختبارات المصلية الترصد المجهري (MAT) الذي يكتشف الأجسام المضادة الخاصة بالسيروفار، واختبار الطور الصلب للكشف عن الأجسام المضادة للغلوبولين المناعي M (IgM).

يعد اختبار(MAT) هو حجر الزاوية في التشخيص المصلي لداء البريميات لأنه يتمتع بحساسية عالية، فيسمح باكتشاف الأجسام المضادة الخاصة بالمجموعة(10)، وبالرغم من ذلك تظل الاختبارات المصلية دون المستوى الأمثل لتشخيص البريميات، حيث أن الاختبارات تكون أقل حساسية في المرحلة المبكرة من المرض، كما أنها تمثل إجراءات مكثفة ومعقدة للعمالة حيث أن هناك حاجة للحفاظ على سلالة الليبتوسبيرا لتحضير المستضد، كذلك فهي باهظة الثمن.

ما طرق الوقاية من مرض البريميات؟

مرض البريميات هو مرض له علاقة مباشرة مع وظيفة الإنسان؛ إذ أن الكثير من المهن تعرض صاحبها للحيوانات والأماكن المصابة بهذه العدوى كالمزارعين، والأطباء البيطرين، والجزارين، كذلك الأشخاص الذين يمارسون رياضة التجديف، وعمال الصرف الصحي أيضًا، وعمال المنجم، كما يشيع هذا المرض في المناطق الإستوائية حيث يسبحون الناس في البحيرات والقنوات الممتلئة بالبكتيريا والعدوى.

طرق الوقاية من أي مرض هي بتجنب أسبابه والسبب الرئيس -كما ذكرنا-، وهو: انتقال العدوى عن طريق حيوان مصاب؛ لذلك ننصح بتجنب الحيوانات التي قد نشك بإصابتها بهذه العدوى، وارتداء الملابس والأحذية الواقية في حالة ملامسة الحيوانات أو التربة أو الماء الملوث بالبكتيريا، كذلك تعقيم اليدين بالكحول، وتجنب السباحة في المياه الملوثة، وبالطبع لا ننس التحدث إلى الطبيب البيطري حول تطعيم حيواناتك الأليفة وحيوانات المزرعة -إن وجدت-.

داء البريميات عند الكلاب

تصاب الكلاب بالعدوى بالبريميات عندما يتلامس الجلد المتهيج أو المقطوع مع البول المصاب، كما يمكن أن تؤدي جروح العض والتعرض للإفرازات التناسلية وحتى تناول الأنسجة المصابة إلى نقل هذه العدوى، وتعد الكلاب هي الأكثر عرضةً للإصابة به فهي تتعرض بكثرة للأنهار أو الجداول؛ للشرب منها، كما أنها تتجول في البرية 

وتختلف أعراض داء البريميات من كلب لآخر حيث أن بعض الكلاب قد لا تظهر عليها أيًّا من أعراض المرض، أما البعض الآخر فقد يظهر عليها عرضًا خفيفًا، بينما يصاب نسبة قليلة منهم بأعراض شديدة تؤدي إلى الموت، ومن  أعراضه: الحمى، والجفاف، والقيء، وآلام البطن، والإسهال، ورفض الأكل، والضعف الشديد، والاكتئاب، والتصلب أو آلام العضلات الشديدة، والتغير في كمية البول، والتهاب مؤلم داخل العين، كما قد يصاب المريض بمرض رئوي مزمن مع صعوبة كبيرة في التنفس، وتورم في الساقين بسبب احتباس السوائل، والإحجام عن الحركة، كذلك يمكن أن يظهر اختبار الدم انخفاضًا ملحوظًا في أعداد خلايا الدم البيضاء أو تلف الكبد والكليتين.

طرق العلاج

يصف الدكتور البيطري المضاد الحيوي المناسب للكلب مع الرعاية والتغذية المناسبة كي يتماثل الكلب للشفاء.

طرق الوقاية

هناك لقاحات متاحة حاليًا تمنع بشكل فعال داء البريميات، فتحمي الكلاب لمدة عام على الاقل، أيضًا تطعيم الكلاب يقلل بنسبة كبيرة من احتمالية الإصابة بهذه العدوى، أما إذا أصيب كلبك بهذه العدوى فعليك القيام بزيارة الطبيب البيطري، كذلك تجنب ملامسة بول الكلب مباشرةً، فإذا تبول كلبك في المنزل طَهّرْ المكان جيدًا؛ لمنع انتشار العدوى، واغسل يدك مباشرةً بعد التعامل معه.

في الختام؛ فقد تطرقنا في هذا المقال إلى داء البريميات.. أسبابه، وطرق علاجه، وكيفية الوقاية منه أيضًا؛ لذا نرجو أن تكونوا قد استفدتم، كما ننوه  بأن النظافة الشخصية للإنسان والعناصر المحيطة به قد تحميه كثيرًا من العدوى، وأخيرًا نتمنى لكم دوام الصحة والعافية.

مقترحات للقراءة

  1. فينير الأسنان | الأنواع وأهم الاستخدامات
  2. النمو العقلي للطفل نتيجة جيناته أم تجاربه المبكرة
  3. فوائد الحجامة للجسم | بين الحقيقة والخرافة
  4. ارتفاع حمض الغلوتاريك في الدم من النوع الأول | دليلك الشامل

Responses