fbpx

تجربة مزيج من مضادات الشيخوخة لعلاج تنكس غضروف الفقرات وآلام الظهر

تؤثر آلام الظهر المزمنة على ما يزيد عن 15 مليون بالغ في الولايات المتحدة، وتكبد القطاع الطبي مليارات من تكاليف الرعاية الصحية، وتعاني أماكن العمل من العطلات المرَضية المتكررة من موظفيها.

 إن تنكس غضروف الفقرات-التي تعمل على تبطين الفقرات وحمايتها من الاحتكاك- هو أحد العوامل الرئيسية المساهمة في آلام أسفل الظهر، وهذا أمر شائع الحدوث مع التقدم في العمر.

 على الرغم من انتشار مرض تنكس غضروف الظهر، إلا أن هناك القليل من العلاجات المتوفرة له. قام فريق من الباحثين مكون من: دكتور جيفرسون ماكاراند ريسبود، دكتوراه، ودكتور جيمس جيه ماجواير جونيور، أستاذ أبحاث العمود الفقري في جراحة العظام، ومدير قسم أبحاث جراحة العظام والمدير المشارك لبيولوجيا الخلية وبرنامج الدراسات العليا في الطب التجديدي وزملاؤه- باكتشاف علاج من مزيج من الأدوية يزيل الخلايا الشائخة ما يقلل من تنكس القرص الغضروفي بين الفقرات في فئران المختبر.

 تظهر النتائج، التي نُشرت في Nature Communications، كيف أن اتباع نهج جديد لمنع تنكس غضروف الظهر المرتبط بالعجز؛ قد يمهد الطريق لعلاج آلام الظهر المزمنة.

يقول الدكتور ريسبود: “بمجرد أن يبدأ غضروف بين الفقرات في التنكس والتآكل، يندر أن يتجدد مرة أخرى، لكن نتائجنا تظهر أنه من الممكن التخفيف من تنكس الغضروف الذي يحدث مع كبار السن.”

الجراحة أو حقن الستيرويد هي خيارات لعلاج آلام أسفل الظهر الناتجة عن تآكل غضروف فقرات الظهر، لكن الغالبية العظمى من المرضى لا يستوفون معايير الجراحة؛ بينما تفتقد حقن الستيرويد فوق الجافية للفاعلية معظم الأوقات. هذا بالإضافة إلى خطر الإدمان والاعتمادية المصاحب للاستخدام المفرط والمستمر لمسكنات الألم القوية الموصوفة لعلاج آلام الظهر، خاصة المواد الأفيونية.

بالتعاون مع بريان ديكمان، الحاصل على الدكتوراه، وأستاذ مساعد في الهندسة الطبية الحيوية في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، كان الدكتور ريسبود وفريقه يبحثون عن طريقة فعالة ودون تدخل جراحي لعلاج آلام الظهر الناتجة عن تنكس غضروف الظهر، دون اللجوء لمسكنات الألم الأفيونية. بدلاً من ذلك، استعانوا بفئة من الجزيئات الصغيرة تُعرف باسم حالاّت الشيخوخة، حيث تستهدف هذه الأدوية خلايا الجسم التي تمر بعملية التدهور المرتبطة بالتقدم في العمر والمسماة بالشيخوخة.

مع التقدم في العمر، تتراكم الخلايا الشائخة في كل نسيج في الجسم، وتفرز الخلايا الشائخة إنزيمات هاضمة وبروتينات التهابية تؤثر على الخلايا السليمة المجاورة. تزيل الأدوية الهاضمة للشيخوخة هذه الخلايا الشائخة، تاركة مجالًا لخلايا جديدة لتحل محلها. الهدف هو تحسين وظيفة الأنسجة بعد تنظيفها من الخلايا الشائخة.

 منح اثنان من الأدوية الحالّات للشيخوخة، وهما داستانيب dasatinib و كيرسيتين quercetin، أملًا كافيًا في علاج التندب في أنسجة الرئة، وهما الآن قيد التجارب السريرية. لكن الرئتان مختلفتان تمامًا عن غضاريف الفقرات.

يقول الدكتور ريسبود: “نجاح هذه الأدوية في نسيج واحد، لا يعني أنها ستصنع الفارق أيضًا في نسيج آخر؛ فكل نسيج مختلف.”

اقرأ أيضًا : أربع تمارين لتحسين وضعك والحماية من آلام الظهر

لمعرفة ما إذا كان بإمكان مضادات الشيخوخة (حالّات الشيخوخة) تحسين تنكس غضاريف الفقرات الناتج عن الشيخوخة، قام إيمانويل نوفايس، دكتوراه في الطب، وطالب في مختبر الدكتور ريسبود والمؤلف الأول للعمل الجديد وزملاؤه- بإعطاء الفئران الصغيرة والمتوسطة وكبار السن مزيجًا من مضادات الشيخوخة داستانيب dasatinib و كيرسيتين quercetin، أسبوعيًا.

خففت هذه الحقن الأسبوعية من تنكس غضاريف الفقرات ولكن ليس بالكيفية التي توقعها الدكتور ريسبود وفريقه. لقد توقعوا رؤية التأثير الأكبر في الحيوانات الأكبر عمرًا؛ لأن هذه الحيوانات كانت ستتراكم لديها خلايا أكثر شيخًا من الفئران الأصغر سنًا. وبدلاً من ذلك، وجد الدكتور ريسبود وزملاؤه أن العلاج في الحيوانات الأصغر سنًا كان له فائدة أكبر وله تأثير وقائي بالفعل.

أظهرت الفئران الصغيرة ومتوسطة العمر التي أُعطيت المزيج من الأدوية الحالّات للشيخوخة تنكسًا أقل لغضاريف الفقرات، وعددًا أقل من الخلايا الشائخة بحلول الوقت الذي بلغوا فيه سنًا متقدمًة؛ مقارنة بالفئران التي أعطيت علاجًا وهميًا.

وقال الدكتور ريسبود: “توقعنا أنه في الأنسجة التي بها تقدم كبير في السن، فإن إزالة الخلايا الشائخة سيحدث فرقًا كبيرًا، لكنه لم يحدث. كان العلاج أكثر فاعلية عندما بدأنا في علاج الفئران عندما كانت تلك الخلايا الشائخة قد بدأت للتو في الظهور.” 

تظهر النتائج التي توصلنا إليها أنه إذا تم إعطاء الأدوية الحالة للشيخوخة مبكرًا ، يمكن في الواقع إبطاء تنكس غضروف ما بين الفقرات، كما يقول الدكتور ريسبود، وهذا نهج وقائي جديد. 

لكن الفئران احتاجت إلى حقنة أسبوعية بداية من سن مبكرة نسبيًا حتى بلوغها سن الشيخوخة، وهي فترة زمنية أطول من استخدام الأدوية الحالّات للشيخوخة في أغراض أخرى. لكن الباحثين لم يروا أي آثار ضارة للعلاج طويل الأمد. يقول الدكتور ريسبود: “من الممكن أن يضطر الناس إلى تناول هذا لفترة طويلة حتى يكون العلاج فعالًا، وتظهر بياناتنا أن الأدوية كانت جيدة التحمل ، على الأقل في الفئران”.

إجمالاً ، تُظهر النتائج أن الأدوية الحالة للشيخوخة- تلك المعتمدة بالفعل للاستخدام في التجارب السريرية – يمكن أن تخفف من تنكس غضاريف الفقرات الناتج عن تقدم العمر.

المصدر

Responses