fbpx

التبول اللاإرادي عند الأطفال | الأسباب والعلاج

 تواجه مئات العائلات يوميًا مشكلة التبول اللاإرادي عند الأطفال والتي تُشكل ضغطًا كبيرًا عليهم، كما تكون مرهقة للغاية إن لم يكن الأب والأم على دراية كافية عن كيفية التعامل معها، ومن هنا تنعكس تلك المشاعر على الأطفال الذين يستشعرون الحرج والذنب بسبب ما يحدث لهم من التبول الليلي؛ مما يظهر أثره على حياتهم فيبدأون بالقلق من قضاء ليلة في منزل صديقٍ ما، أو يفقدون الشغف في الذهاب إلى المخيم؛ ويقف الآباء -دومًا- عاجزين حائرين لا يستطيعون مساعدة أبنائهم؛ لذا سنستعرض معًا في هذا المقال كل ما يخص التبول اللاإرادي عند الأطفال، ونرشدك عن كيفية التعامل معه بكل سهولة، كما سنتعرف سويًا على الحالات التي يستوجب عليك فيها استشارة الطبيب.

محتويات المقال:

  1. ما التبول اللاإرادي عند الأطفال؟
  2. ما أعراض التبول اللاإرادي عند الأطفال؟
  3. ما أسباب التبول اللاإرادي عند الأطفال؟
  4. كيف يمكن التعامل مع الطفل الذي يعاني التبول اللاإرادي؟
  5. ما علاج التبول اللاإرادي عند الأطفال؟
  6. ما عوامل الخطر المصاحبة للتبول اللاإرادي عند الأطفال؟
  7. ما مضاعفات التبول اللاإرادي عند الأطفال؟
  8. متى يجب عليك التوجه إلى الطبيب؟
  9. ما الأسئلة التي يجب على الآباء معرفتها قبل الذهاب للطبيب؟
  • ما التبول اللاإرادي عند الأطفال؟
التبول اللاإرادي عند الأطفال

  يُطلق مصطلح التبول اللاإرادي أو سلس البول الليلي عندما يبلل الأطفال الأكبر سنًا فراشهم، على الرغم من أنهم يملكون القدرة الكافية على التحكم في المثانة، ومع ذلك فهي تُعد مشكلة شائعة عند الأطفال الأصغر سنًا خاصةً مَن~ هم دون سن السادسة، كما يوجد نوعان من سلس البول الليلي، هما:

أولًا: سلس البول الليلي الأولي:

   يُعد سلس البول الليلي الأولي أكثر شيوعًا، ويحدث في حالة إن لم يستطع الطفل -أبدًا- السيطرة على المثانة في الليل، ودائمًا ما يبلل فراشه.

ثانيًا: سلس البول الليلي الثانوي:

  وفيه يستطيع الطفل التحكم في المثانة ليلًا لفترة لا تقل عن 6 أشهر متتالية، لكنه فجأةً يفقد السيطرة ويعاود تبليل فراشه، وفي هذه الحالة يوصي باستشارة الطبيب؛ لتقييم حالات الإصابة بالتبول اللاإرادي عند الأطفال أو المراهقين الأكبر سنًا، والتي قد تكون علامة على مشكلة صحية طارئة. 

  • ما أعراض التبول اللاإرادي عند الأطفال؟

  ينجح معظم الأطفال في التدريب على استخدام المرحاض دون مساعدة في عمر الخمس سنوات، ومع ذلك يوجد بعض الاختلافات بين طفل وآخر، فلا يمكن تحديد الميقات بشكلٍ قاطعٍ الذي يستطيع خلاله جميع الأطفال الوصول للتحكم التام في المثانة خاصة ليلًا، فغالبًا ما يستطيع الطفل التغلب على التبول الليلي في الفراش في عمر يتراوح ما بين سن الخامسة وحتى السبع سنوات.

  • ما أسباب التبول اللاإرادي عند الأطفال؟

  حتى الآن لا يوجد معرفة كاملة لدى الأطباء عن الأسباب الحقيقية للتبول اللاإرادي عند الأطفال، أو لماذا قد يتوقف في لحظةٍ ما دون سبب؟ لكنه -غالبًا- ما يتعامل الأطباء معه على أنه جزءًا طبيعيًا من مراحل تطور الطفل التي يمر بها، وعادةً ما يتخطاها الطفل في فترةٍ ما فيكون أكثر شيوعًا بين الأطفال الأصغر سنًا، وقد يستمر وصولًا إلى سن المراهقة، بالإضافة إلى ذلك قد تساهم بعض العوامل في حدوث سلس البول الليلي لدى الأطفال، ومنها:

أولًا: قد تكون المثانة صغيرة الحجم: 

  فعدم اكتمال نمو مثانة الطفل بالقدر الكافي الذي يمكنها من تخزين البول الناتج عن ليلةٍ كاملةٍ أثناء نوم الطفل قد تلعب دورًا في حدوث التبول اللاإرادي لدى كثير من الأطفال.

ثانيًا: عدم قدرة الطفل على إدراك أن المثانة ممتلئة:

  ومن ثم لا يستطيع إيقاظ نفسه أثناء النوم للذهاب إلى المرحاض وتفريغها؛ وذلك قد يرجع إلى أن تأخر نمو الأعصاب التي تتحكم في المثانة، ويحدث ذلك خاصةً في الأطفال الذين ينامون نومًا عميقًا. 

ثالثًا: اختلال التوازن الهرموني: 

  أثناء مرحلة الطفولة قد لا ينتج بعض الأطفال ما يكفي من الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH) الذي يعمل على إبطاء إنتاج البول أثناء الليل. 

رابعًا: انقطاع النفس أثناء النوم:   

  في بعض الأحيان يكون التبول اللاإرادي عند الأطفال علامةً على اضطرابًا خطيرًا يُدعى انقطاع النفس الانسدادي النومي، والذي يُؤدِّي إلى انقطاع النَّفَس بشكلٍ متكررٍ، وعادةً ما يكون بسبب التهاب وتضخم اللوزتين أو اللحمية لدى الأطفال، وفي الغالب ما يكون مصاحبًا لبعض الأعراض الأخرى، مثل: الشخير، والشعور بالنعاس أثناء النهار.

خامسًا: مرض السكري لدى الأطفال:

  في الغالب يكون التبول اللاإرادي عند الأطفال العلامة الأولى التي تُنذر بمرض السكري خاصةً إن كان الطفل يعتاد على الجفاف ليلًا؛ لذلك عليك مراقبة طفلك جيدًا إن ظهرت عليه أيّ من الأعراض الأخرى، مثل: زيادة العطش، والإرهاق، وفقدان الوزن على الرغم من أن شهية الطفل مازالت جيدة.

سادسًا: الإمساك المزمن:

  من المعلوم أن العضلات التي تُستخدم للتحكم في المثانة هي نفسها التي تساعد على للتخلص من البراز، فعندما يعاني الطفل من الأمساك على المدى الطويل تضعف تلك العضلات، وتفقد قدرتها على أداء وظيفتها الطبيعية بصورة صحيحة؛ مما قد يؤدي إلى حدوث التبول الليلي لدى الأطفال.
 

  وفي معظم الأحيان لا يكون التبول اللاإرادي عند الأطفال علامةً على أي مشاكل طبية، أو عاطفية ونفسية، بالإضافة إلى ذلك فقد يلعب العامل الوراثي دورًا هامًا في حدوث التبول اللاإرادي، فتجد العديد من الأطفال من نفس العائلة الذين تربطهم صلة قرابة يبللون أسرتهم ويعانون التبول الليلي، فعلى سبيل المثال: إن كان الوالدان يعانون التبول اللاإرادي في سن صغيرة فعلى الأرجح سيعاني طفلهم من ذلك -أيضًا-.

  • كيف يمكن التعامل مع الطفل الذي يعاني التبول اللاإرادي؟
التبول اللاإرادي عند الأطفال

  عادةً ما تختفي تلك المشكلة من تلقاء نفسها، لكنها قد تستمر لفترة من الوقت؛ مسببة للطفل الإحراج وعدم الارتياح؛ لذلك من الضروري الحرص على تقديم الدعم العاطفي النفسي للطفل خلال تلك الفترة حتى يتوقف عن التبول الليلي، وذلك ببث الطمأنينة داخله على أن ما يمر به ما هو إلا جزء طبيعي من مراحل النمو التي يمر بها معظم الأطفال، وأنه سينتهي عما قريب ولن يدوم طويلًا، كما قد يريح الطفل -أيضًا- أن يسمع عن أيّ أفراد الأسرة الآخرين الذين عانوا من ذلك عندما كانوا صغارا واستطاعوا التغلب عليه.

 أضف إلى ذلك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تتبعها لمساعدته على التوقف عن التبول الليلي، ومنها:

1- حاول أن تجعل الطفل يشرب ما يحتاجه من السوائل خلال ساعات النهار، والقليل منها -فقط- في الليل.

2- تجنب تناول الطفل المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين.

3- التأكد من ذهاب الطفل إلى المرحاض بانتظام حوالي 4 إلى 7 مرات في اليوم، ولا تنسى أن تُذكّر الطفل بالذهاب إلى المرحاض مرةً أخيرة قبل النوم مباشرة.

4- يمكن تحفيز الطفل ببعض المكافآت الصغيرة إن لم يبلل فراشه.

5- تعيين موعد محدد للتذكير بمواعيد ثابتة؛ لدخول الطفل المرحاض. 

6- لا تصيح أو تعاقب الطفل إن بلل فراشه؛ مما قد يزيد الأمر سوءًا، بل دعه يساعدك على تغيير الشراشف، كما يمكنك استخدام بعض الأغطية المضادة للماء حتى يسهل عليك الأمر. 

  • ما علاج التبول اللاإرادي عند الأطفال؟

  يمكن استخدام بعض الأدوية الموصوفة من قِبل الطبيب التي تجعل الجسم ينتج بول أقل أثناء الليل، وعادةً ما يكون العلاج الدوائي خيارًا عندما يصل عمر الطفل 7 سنوات وقد فشلت جميع الطرق الأخرى لإيقاف التبول الليلي لديه، ويوجد نوعان من الأدوية أُثبتت فاعليتهما في علاج التبول الليلي لدى الأطفال، ومع العلم أنه عادةً ما يعود الطفل لتبليل فراشه وفقدان التحكم في المثانة بعد التوقف عن تناول تلك الأدوية، إلا إذا تخطى الطفل تلك المرحلة بمفرده طبيعيًا.

1- ديزموبريسين (Desmopressin):

  يساعد هذ الدواء على تحسين التبول الليلي عند حوالي 40 إلى 60 بالمائة من الأطفال، فهو يساعد على تقليل كمية البول التي يصنعها الجسم، ويمكن أن يتناوله الأطفال عن طريق الفم كأقراص أو عن طريق الأنف كبخاخ، ومن الهام عدم شرب أيّ سوائل بعد تناوله للحد من خطر اختلال توازن الكهارل (الإلكترونات).

  كما أثبت دواء أوكسيبوتينين (oxybutynin) فعاليته، لا سيما في المرضى الذين لم يستجيبوا للديزموبريسين وحده، فيمكن أن يعطى بمفرده أو يمكن الجمع بينهما لإعطاء نتائج أفضل.

2- إيميبرامين (Imipramine):

  يعتبر الكثير دواء الإيمبيرامين مفيدًا في علاج التبول الليلي لدى الأطفال، لكن يجب على الآباء أن يكونوا أكثر حرصًا في كيفية إعطاء الطفل الدواء وضبط مواعيد تناوله جيدًا، ويرجع ذلك لسهولة الوصول للجرعة المفرطة منه، والتي قد تشكل خطرًا على صحة الطفل، بالإضافة إلى ذلك يوصى بعمل تخطيط كهربي للقلب قبل البدء في تناول دواء الإيميبرامين -أيضًا-.

  • ما مضاعفات التبول اللاإرادي عند الأطفال؟
أسباب التبول اللاإرادي عند الأطفال

  على الرغم من الشعور بالإحباط الذي قد يصيب الطفل ووالديه جراء التبول الليلي، مازالت تلك المشكلة لا تشكل أيّ مخاطر صحية على الطفل -في أغلب الأحيان-، لكن على صعيد آخر قد تسبب بعض المضاعفات النفسية والجسدية لطفلك، ومنها:

  •  شعور الطفل بالذنب والإحراج؛ مما يتسبب في فقدان ثقته بنفسه، واحترام ذاته.
  • تجنبه المشاركة في أيّ من الأنشطة الاجتماعية التي تتطلب البقاء خارج المنزل ليلًا، مثل: التخييم.
  • ظهور علامات الطفح الجلدي في المنطقة التناسلية لدى الطفل خاصةً إن ترك لفترات طويلة مبللًا.
  • ما عوامل الخطر المصاحبة للتبول اللاإرادي عند الأطفال؟

  تشيع الإصابة بالتبول الليلي بين الصبية بمقدار ضعف عدد الإصابات بين الفتيات، ولطالما ارتبطت عدة عوامل بزيادة خطر التبول الليلي في كلا من الجنسيين، وتشمل:

1- التوتر والقلق الذي قد يقع الطفل تحت وطأته: مثل: أن يصبح الطفل الأخ الأكبر، أو أن يذهب إلى مدرسة جديدة، أو يغادر لينام مضطرًا بعيدا عن منزله. 

2- اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه: وفيه تُعد مشكلة التبول الليلي أكثر شيوعًا لدى مصابيه من الأطفال.

3- التاريخ العائلي: فإن كان أحد الوالدان يعاني من التبول الليلي فعلى الأرجح سوف تزداد احتمالية إصابة الطفل بها. 

  •  متى يجب عليك التوجه إلى الطبيب؟

التبول اللاإرادي عند الأطفال عادةً ما يبدأ التبول اللاإرادي عند الأطفال فجأة دون وجود أيّ أعراض أخرى مصاحبة له، ومن الممكن أن يكون علامة على حالة طبية أخرى؛لذلك يجب عليك التحدث إلى الطبيب الخاص بطفلك في الحالات التالية:

1- بدء الطفل في التبول الليلي بصورةٍ مفاجئة بعد الحفاظ على الجفاف ليلًا مدة لا تقل عن 6 أشهر على الأقل.

2- فقدانه التحكم في نفسه والبدء في التبول اللاإرادي أثناء النهار.

3- أن يصدر الطفل أصواتًا تشبه الشخير ليلًا أثناء النوم.

4- يشكو الطفل من الشعور بألم، أو حرقة أثناء التبول. 

5- تناول الطعام، أو الشراب بكميةٍ أكثر من المعتاد عليها. 

6- حدوث تورم في القدمين، أو الكاحلين لدى الطفل.

7- إن كان عمر الطفل يتعدى السبع سنوات ومازال يبلل فراشه.

  وحينها سوف يبدأ الطبيب في طلب بعض التحاليل الطبية، مثل: اختبارات البول؛ وذلك للبحث عن أيّ علامات تشير إلى عدوى المسالك البولية، أو الإمساك، أو مشاكل المثانة، أو مرض السكري، أو الإجهاد الشديد؛ وذلك للبدء في اتخاذ الإجراءات اللازمة.

  • ما الأسئلة التي يجب على الآباء معرفتها قبل الذهاب للطبيب؟

  يمكنك مساعدة طفلك على حل مشكلة التبول اللاإرادي الليلي بتدوين بعض الملاحظات في المنزل حتى تكون مستعد للإجابة عن تلك الأسئلة التي قد يطرحها عليك الطبيب، ومنها:

1- هل يوجد تاريخ عائلي للتبول اللاإرادي؟

2- هل هناك ظروف معينة لدى الطفل، أو بعض الأطعمة، أو المشروبات التي ترتبط بحدوث المزيد من نوبات التبول اللاإرادي عند الأطفال ليلًا؟

3- هل يشرب الطفل السوائل بالقرب من موعد النوم؟

4- هل يعاني الطفل من أيّ أعراض مثيرة للقلق، مثل: البول الدموي؟

  وتذكر -دائمًا- عزيزي القارئ.. أن الدعم الذي تقدمه لطفلك يُعدّ أول وأهم الخطوات التي تساعده على أن يقطع شوطًا طويلًا وسريعًا في التخلص من التبول اللاإرادي عند الأطفال. 

قد يهمك أيضًا:

أفضل 10 مستشفيات ومراكز طب الأطفال في القاهرة والجيزة

انقطاع النفس عند الأطفال الرضع

المصادر:   mayoclinic / webmd

تعليقات