اضطراب هوس السرقة (الكلبتومانيا) | كل ما تود معرفته
قد تتحول السرقة (أخذ الأشياء التي تخص الغير بدون إذن) إلى عادة تصل حد الإدمان، لا تكون عادة السرقة متطرفة (مثل اقتحام المنازل أو سرقة البضائع الكبيرة باهظة الثمن) لكنه قد يأخذ السارق أشياء ليس لها قيمة تذكر ولا يحتاجها بشكلٍ عام، لا يخطط السارق عادةً لتلك السرقة، وغالبًا ما يتخلص من الأشياء المسروقة، ويتجنب السرقة عندما يكون خطر الاعتقال مرتفعًا، قد يكون ذلك بسبب ضعف التحكم في الإنفعالات الذي يؤدي إلى اضطرابات قهرية مسببة للإدمان وحينها تعرف تلك الحالة بإسم هوس السرقة كليبتومانيا kleptomania.
عناصر المقال:
- ما هو هوس السرقة (كليبتومانيا Kleptomania)؟
- ما أهم العوامل التي تتحكم في هوس السرقة؟
- من هم الأشخاص الأكثر عرضة لهوس السرقة؟
- ما أهم أعراض هوس السرقة؟
- متى يبدأ هوس السرقة؟
- ما الفرق بين هوس السرقة لدى الأطفال والبالغين؟
- ما الذي قد يسرقه المصابون بهوس السرقة؟
- ما علاج اضطراب هوس السرقة؟
ما هو هوس السرقة (كليبتومانيا Kleptomania)؟
يُعرف هوس السرقة (كليبتومانيا kleptomania) بأنه اضطراب نفسي في السيطرة على الإنفعالات، ويتضح من خلال عدم القدرة على مقاومة الرغبة في السرقة بالرغم من أنها حالة نادرة إلا أنها تسبب شعورًا بالضيق لك ولعائلتك، عادةً ما يصاحب اضطراب هوس السرقة (كليبتومانيا kleptomania) مشكلات في ضبط النفس في السلوك والعواطف، وهو يجعلك غير قادر على مقاومة إغراء القيام بأشياء ضارة لك وللآخرين، وتجبرك تلك الحالة على العيش في حياة سرية من العار لأنك تشعر بالخوف من طلب المساعدة الطبية.
ما أهم العوامل التي تتحكم في هوس السرقة؟
تشير بعض النظريات إلى أن اختلال بعض الإشارات في المخ هي المسؤولة عن هوس السرقة.
1. نظام الأفيون في العقل: يتعلق هوس السرقة (كليبتومانيا kleptomania) بحالة نفسية أكثر من الرغبة في الكسب المادي، الأشياء التي تُسرق ليس لها قيمة كبيرة ويمكن تحملها بسهولة إذا قررت دفع ثمنها.
يتناقض هذا مع السرقة الجنائية حيث تتم سرقة الأشياء لأنها باهظة الثمن أو بسبب الحاجة إليها، وعندما يضطرب نظام الأفيون في العقل تتطور حوافز قوية للسرقة مصحوبة بالقلق والإثارة والتوتر.
2. اختلاط المشاعر: قد يشعر السارق أحيانًا بالمتعة والراحة بعد السرقة، وأحيانًا أخرى يشعر بالذنب أو الندم بعد السرقة، لكنه لا يزال غير قادر على التحكم في الدوافع.
3. اضطرابات الإدمان: تؤدي السرقة إلى إفراز الدماغ الدوبامين (وهو جهاز إرسال يسبب مشاعر ممتعة) لذا تسبب السرقة إحساسًا لطيفًا يدفعك لتكرارها كشعور عاطفي أو نفسي، كلما استمتعت بالاندفاع المصاحب للسرقة ، كلما أردت فعل ذلك لملء فراغ عاطفي أو جسدي في حياتك.
4. مشكلات السيروتونين: السيروتونين هو مادة كيميائية طبيعية في الدماغ، وتساعد على تنظيم الحالة المزاجية والعواطف، عندما يضطرب مستوى الهرمون في الدماغ، فإنه يتسبب في تطور سلوكيات اندفاعية.
5. مشكلات الصحة العقلية: قد تكون السرقة بسبب تدني احترام الذات، أو الغيرة، أو الاكتئاب، أو اضطرابات الأكل وضغط الأقران، وقد تكون أيضًا بسبب التطلع إلى السلوكيات الإندفاعية (لإثبات استقلاليتك أو الحصول على المتعة من الفعل) وذلك بسبب الفراغ العاطفي الناتج عن الإقصاء أو العزلة، وفي بعض الأحيان يكون ذلك بسبب الرغبة في التصرف ضد الأصدقاء والعائلة.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة لهوس السرقة؟
- من لديهم تاريخ عائلي مرضي من الوالدين أو الأشقاء الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري أو هوس السرقة أو اضطرابات تعاطي المخدرات.
- من لديهم مرض عقلي حيث يعاني الأشخاص المصابون بهوس السرقة من أمراض عقلية أخرى مثل اضطراب القلق أو اضطراب ثنائي القطب أو اضطراب الأكل، وقد يكون أيضًا بسبب اضطراب الشخصية أو اضطراب تعاطي المخدرات.
- النساء أكثر عرضة من الرجال، فبالرغم من أنه مرض نادر جدًا يحدث بنسبة من 0.3-0.6% من الناس إلا أنه أكثر شيوعًا لدى النساء بثلاث مرات.
ما أهم أعراض هوس السرقة؟
تتطور بعض الدوافع المتكررة لدى المصابين بهوس السرقة (كليبتومانيا kleptomania) مما يجعلهم غير قادرين على السيطرة عليها، وتظهر عليهم أعراض أخرى منها:
- يزيد الشعور بالتوتر والقلق قبل السرقة.
- يزداد الشعور بالراحة واللذة أو الإشباع أثناء السرقة.
- يزداد الشعور بالذنب أو كراهية الذات أو الندم أو الخجل من النفس بعد السرقة.
تتكرر تلك المشاعر المختلطة عادةً مع السرقة الغير مخطط لها.
متى يبدأ هوس السرقة؟
يختلف عمر ظهور هوس السرقة (كليبتومانيا kleptomania) حيث أنه قد يبدأ في مرحلة الطفولة أو المراهقة أو البلوغ، ونادرًا ما يظهر في أواخر مرحلة البلوغ.
ما الفرق بين هوس السرقة لدى الأطفال والبالغين؟
| السرقة عند الأطفال | السرقة عند البالغين |
| يقلق الآباء دائما إذا سرق الطفل شيئًا لكنه ليس من الشائع أن يسرق الطفل خاصة من هم دون ال5 أعوام فإنهم يأخذون الأشياء التي تثيرهم ،لكن يمكنك تعليمه أن ذلك خطأ بسهولة، أما الأطفال الأكبر سنًا فقد يسرقون بهدف استعراض الشجاعة وجذب انتباه أقرانهم. أما استمرار السرقة في الأطفال الأكبر سنًا قد يكون نذير مشكلات في النمو السلوكي بسبب عدم الاستقرار،ويظهر مع تلك الحالة لدى الأطفال صعوبة الوثوق بالآخرين، وقد يلومون الاخرين على سلوكهم. | يسرق البالغين لأسباب مختلفة إما للاحتياج المادي مثل السرقة الجنائية أو الاحتياج النفسي مثل هوس السرقة. قد يسرق البالغين بسبب وهم الاستحقاق مثل سرقة الأشياء من الفنادق كالمناديل أو رداء فخم أو دباسة من العمل لأنة يشعر أنه يدفع بما يكفي مقابل غرفة الفندق أو يعمل بما يكفي لاستحقاق ذلك |
ما الذي يسرقه المصابين بهوس السرقة؟
يسرق المصابون بهوس السرقة (كليبتومانيا kleptomania) بغرض السرقة بغض النظر عن قيمة الأشياء المسروقة، وعادةً ما تكون المسروقات ذات قيمة قليلة، كما قد يحاولون التخلص من تلك المسروقات أو إعادتها بسبب الشعور بالذنب.
ما علاج اضطراب هوس السرقة؟
يصعب التحكم في هوس السرقة لذا فإن الحصول على المساعدة الطبية أمر لازم، وعادةً ما يتطلب العلاج مزيجًا من العلاج النفسي والأدوية لمعالجة جميع الأسباب، وتشمل أهم علاجات اضطراب هوس السرقة ما يلي:
1. العلاج السلوكي المعرفي: يساعدك الطبيب النفسي في معالجة المحفزات التي تسبب السرقة، ويهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى وقف السلوك الضار من خلال تقنيات إزالة التحسس والتوعية السرية (تساعدك تلك التقنيات في التحكم في الرغبة في السرقة، وتتخيل نفسك تواجه العواقب السلبية للسرقة وتتجنب هذه العادة)
2. العلاج الدوائي: قد يصف الطبيب مثبطات استرداد السيروتونين الإنتقائية (SSRIS Selective Sertonin Reuptake Inhibitors) لموازنة المواد الأفيونية في الدماغ لتحقيق التوازن الكيميائي المناسب، كما أنه قد يصف أدوية الإدمان كطريقة للعلاج وليس لعلاج الحالة.
كما يمكنك الاطلاع على:
المصادر:
Responses