fbpx

اضطراب دوروية المزاج | هل تُعد التقلبات المزاجية اضطرابًا؟

   كل شخص لديه الصعود والهبوط في المزاج .. أليس كذلك؟ لعلك مررت بفتراتٍ شعرت بها بالإحباط، ثم تلتها فترات من السعادة الشديدة أو الإثارة .. إذا كانت الإجابة بنعم، فلعل السؤال الذي يطرح نفسه الآن: ما الذي يميّز اضطراب دوروية المزاج عن التقلبات المزاجية العادية؟

   لا شك أن التقلبات المزاجية تؤثر على حياتك اليومية، كما قد تسبب مشكلات في علاقاتك الشخصية أوعلاقات العمل، ولكنك قد تظن أنها طبيعية وتستمر حياتك دائرة بين الهوس والاكتئاب؛ لذلك احذر! فإن الأشخاص المصابين باضطراب دوروية المزاج معرضون لخطر الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب؛ لذلك إذا كنت تعتقد أنك مصاب باضطراب المزاج الدوري فمن المهم طلب المساعدة من طبيبٍ عام قبل الوصول إلى هذه المرحلة .. لذا عليك عزيزي القارئ إذا أردت أن تعرف أكثر عن اضطراب دوروية المزاج، وأسبابه، وأعراضه، أن تستمر في قراءة هذا المقال.

محتويات المقال:

  1. ما اضطراب دوروية المزاج؟
  2. ما أعراض وعلامات اضطراب دوروية المزاج؟
  3. ما أسباب دوروية المزاج وعوامل خطر الإصابة بها؟
  4. اختبارات وتشخيص اضطراب دوروية المزاج.
  5. طرق علاج دوروية المزاج.
  6. كيفية التعايش مع اضطراب دوروية المزاج.
  • ما اضطراب دوروية المزاج؟
اضطراب دوروية المزاج

   هو اضطراب مزاجيّ معتدل له أعراض مشابهة للاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني، ويتسبب كلًا من اضطراب المزاج الدوري والاضطراب ثنائي القطب في تقلبات عاطفية تبدأ من ارتفاعات الهوس إلى أدنى مستويات الاكتئاب.

  • يتميز مرض دوروية المزاج بأعراض اكتئاب منخفضة المستوى ومتقلبة بالإضافة إلى فتراتٍ من الهوس الخفيف، وتستمر الأعراض لمدة عامين على الأقل قبل تشخيص اضطراب (عام واحد عند الأطفال)، كما تميل هذه التغيُّرات في الحالة المزاجية إلى الحدوث في دورات تصل إلى مستوياتٍ عالية ومنخفضة (الارتفاعات والانخفاضات)، وأحيانًا قد تشعر أن مزاجك مستقر.
  • الفرق الرئيس بين الاضطرابين هو الشدة؛ فإن التقلبات المزاجية المرتبطة باضطراب دوروية المزاج ليست شديدة مثل تلك التي تأتي مع الاضطراب ثنائي القطب.
  • يعاني المصابون باضطراب ثنائي القطب من أعراض شديدة تستوفي المعايير السريرية لتشخيص الهوس والاكتئاب الشديد، بينما يعاني المصابون باضطراب دوروية المزاج من أعراض أكثر اعتدالًا “صعودًا وهبوطًا” توصف بالهوس الخفيف والاكتئاب الخفيف، ولكن إذا تُرِكت دون علاج فقد يزيد اضطراب دوروية المزاج خطر الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب.
  • يتطور اضطراب دوروية المزاج عادةً في مرحلة المراهقة، وغالبًا ما يبدو الأشخاص المصابون بالمرض أنهم يعملون بشكلٍ طبيعيّ بالرغم من أنهم قد يبدون “متقلبي المزاج” أو صعب التعامل معهم، فغالبًا لا يسعى الناس للعلاج؛ لأن التقلبات المزاجية لا تبدو شديدة. وفقًا لأحدث دليل تشخيصي وإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-V): “يتميز اضطراب المزاج الدوري عن الاضطراب ثنائي القطب بأنه يفتقر إلى المعايير الكاملة للاكتئاب الشديد، أو الهوس، أو اضطراب النوبات المختلطة، ومع ذلك فإن بعض الأشخاص المصابين به قد يصابوا أيضًا باضطراب ثنائي القطب من النوع الأول، أو الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني لاحقًا في حياتهم”.
  • ما أعراض وعلامات اضطراب دوروية المزاج؟

   تنص معايير التشخيص القياسية الصادرة عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي على أنه حتى يحدث تشخيص اضطراب المزاج الدوري يجب أن تستوفي كل ما يلي:

  • فترات متعددة من أعراض الهوس الخفيف التي لا تفي بمعايير نوبة الهوس الخفيف، وفترات متعددة من أعراض الاكتئاب التي لا تفي بمعايير نوبة اكتئاب كبرى لمدة عامين على الأقل (عام واحد للأطفال والمراهقين).
  • تكوّن أعراض الهوس الخفيف والاكتئاب موجودة على مدار عامين (عام واحد للأطفال والمراهقين) لمدة نصف الوقت على الأقل، مع عدم ظهور أي أعراض لأكثر من شهرين متتاليين.
  • لم تتحقق أبدًا معايير نوبة اكتئاب كبرى أو نوبة هوس.
  • سبق الحكم على الاضطرابات العقلية الأخرى (مثل: الاضطراب الفصامي العاطفي، والفصام، والاضطراب الوهمي) كعامل مساهم في أعراض الهوس الخفيف والاكتئاب.
  • لا ترتبط أعراض الهوس الخفيف والاكتئاب بالأدوية، أو تعاطي المخدرات، أو أي حالات طبية أخرى.
  • تسبب أعراض الهوس الخفيف والاكتئاب اضطرابًا كبيرًا في المجالات الاجتماعية، أو المهنية، أو غيرها من المجالات الوظيفية.

   فإذا كنتَ أنت أو أيّ شخص تعرفه يعاني مرض دوروية المزاج فقد تتضمن العلامات والأعراض الاكتئابية والهوس الخفيف، ما يلي:

اضطراب دوروية المزاج

أولًا: أعراض اكتئاب دوروية المزاج:

  • مشاعر الحزن، والفراغ، واليأس.
  • التهيّج.
  • الشعور بالحاجة إلى البكاء والدموع.
  • اضطرابات النوم (أي النوم أكثر أو أقل بكثير من المعتاد).
  • الأرق.
  • الشعور بانعدام القيمة والذنب.
  • التعب.
  • مشكلات التركيز.
  • الأفكار الانتحارية.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تعدّ ممتعة في السابق.
  • تغيُّرات الوزن (بسبب تناول أكثر بكثير أو أقل بكثير من المعتاد).
  • عدم وجود الحافز.
  • ضعف القدرة على الحكم، أو التخطيط، أو حل المشكلات.
  • تدني احترام الذات.
  • التشاؤم.
  • الشعور بالوحدة.
  • الخضوع.
  • الانسحاب الاجتماعي.
  • صعوبة التعامل مع الصراع.
  • الافتقار إلى المعنى والهدف في الحياة.

ثانيًا: علامات الهوس الخفيف وأعراضه:

اضطراب دوروية المزاج

  • حالة النشوة (شعور مبالغ فيه بالرفاهية والسعادة).
  • تضخم احترام الذات.
  • تفاؤل مبالغ فيه.
  • التهيج والانفعالات.
  • قلة الحاجة للنوم.
  • الأفكار المتسارعة.
  • الحكم السيئ؛ وينتج عنه سلوكيات محفوفة بالمخاطر.
  • التحدث أكثر من المعتاد.
  • النشاط البدني المفرط.
  • مشكلات التركيز.
  • زيادة الدافع للأداء أو الوصول إلى الأهداف.
  • فرط النشاط (عدم القدرة على الجلوس ساكنًا).
  • عدم الاستقرار العاطفي (المبالغة في رد الفعل تجاه الأحداث).
  • البحث عن الإثارة المتهورة (مثل: المقامرة، والرياضة).
  • الاندفاع.
  • اللامسؤولية.
  • ما أسباب دوروية المزاج وعوامل خطر الإصابة بها؟

   هي مثل معظم اضطرابات الصحة العقلية؛ فإن السبب الدقيق لهذا الاضطراب غير معروف، ومع ذلك فإن التوارث الجيني لهذا الاضطراب قوي، فبالنسبة لاضطراب المزاج الدوري، والاكتئاب الشديد، واضطرابات المزاج ثنائية القطب يشير التاريخ العائلي إلى وجود مخاطر أكبر للتطور.

  • تشير بعض الدراسات -أيضًا- إلى أن خطر الإصابة باضطراب دوروية المزاج عند التوائم يكون أكثر احتمالًا بمقدار 2-3 مرات، وعند تشخيص حالة التوأم المتطابق بالاضطراب فهذا يشير إلى المكون الجيني القوي لاضطراب المزاج.
  • العوامل البيئية هي -أيضًا- عامل مساهم محتمل في تشخيص اضطراب المزاج الدوري كما هو الحال مع الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب الشديد؛ فقد تزيد بعض أحداث الحياة فرص الإصابة باضطراب المزاج الدوري، كما تشمل -أيضًا-: الاعتداء الجسدي، أو الجنسي، … أو غيرها من التجارب المؤلمة،أوقضاء فترات طويلة من التوتر.
  • اختبارات وتشخيص اضطراب دوروية المزاج:
اضطراب دوروية المزاج

   إذا كنت تعتقد أنك تعاني من اضطراب دوروية المزاج فاطلب المساعدة من طبيبك أو مقدم خدمات الصحة العقلية؛ إذ من المحتمل أن يفحصك طبيبك بإجراء سلسلة من الاختبارات؛ للتأكد من أن أسباب أعراض الاكتئاب والهوس الخفيف ليست بسبب حالة طبية أو دواء تتناوله.

   سيعمل مقدم خدمات الصحة العقلية على إجراء سلسلة من التقييمات لتشخيص حدوث هذا الاضطراب مع إجراء التشخيص النهائي لتاريخ مزاجك، وسيسألك الطبيب في أثناء التقييم النفسي عن تاريخ عائلتك لاضطرابات الحالة المزاجية، كذلك قد يطلب منك إكمال مفكرة يومية عن حالتك المزاجية للإشارة إلى التقلبات المزاجية التي تحدث خلال يوم عادي.

  • طرق علاج دوروية المزاج:

   اضطراب المزاج الدوري هو حالة مزمنة تتطلب علاجًا مدى الحياة، إذا توقفت عن تناول الأدوية (حتى خلال فترات الهدوء) فستعود الأعراض، ونظرًا لأن دوروية المزاج قد تتطور إلى اضطراب ثنائي القطب فمن الأهمية بمكان أن تتلقى العلاج المناسب، بالإضافة إلى أنه قد يؤدي إدمان الكحول والمخدرات إلى زيادة الأعراض -أيضًا-.

1. الأدوية:

  تشمل الأنواع الرئيسة من الأدوية المستخدمة لعلاج اضطراب دوروية المزاج، ما يلي:

  • مثبطات المزاج،  مثل: الليثيوم.
  • الأدوية المضادة للتشنج (المعروفة أيضًا باسم مضادات الاختلاج)،  مثل: divalproex sodium (Depakote), lamotrigine (Lamictal), and valproic acid (Depakene).
  • قد تساعد الأدوية المضادة للذهان غير التقليدية المرضى الذين لا يستجيبون للأدوية المضادة للتشنج،  مثل: أولانزابين olanzapine (زيبريكسا)، وكويتيابين quetiapine (سيروكويل)، وريسبيريدون risperidone (ريسبردال). 
  • الأدوية المضادة للقلق،  مثل: البنزوديازيبين.
  • يجب استخدام  مضادات الاكتئاب  فقط مع مثبت المزاج؛  لأنها قد تسبب نوبات هوس ضارة عند تناولها بمفردها.

2. العلاج النفسي:

   يُعد العلاج النفسي جزءًا حيويًا من علاج اضطراب دوروية المزاج، إن النوعين الأساسيين من العلاج النفسي المستخدمين في علاج اضطراب دوروية المزاج هما العلاج المعرفي السلوكي  وعلاج الرفاه.

اضطراب دوروية المزاج

  • العلاج السلوكي المعرفي:

   يركز على تحديد المعتقدات والسلوكيات السلبية أو غير الصحية واستبدالها بأخرى إيجابية أو صحية، كما قد يساعدك أيضًا على إدارة التوتر وتطوير تقنيات التأقلم.

  • علاج الرفاه:

   يركز على تحسين نوعية الحياة عمومًا بدلًا من إصلاح أعراض نفسية معينة، وقد وجدت إحدى الدراسات السريرية الحديثة أن مزيجًا من العلاج السلوكي المعرفي وعلاج الرفاه يؤدي إلى تحسينات كبيرة في حياة المرضى الذين يعانون من اضطراب دوروية المزاج.

  • العلاج السلوكي الجدلي (DBT):

   يعلم الوعي وتحمل الضيق والتنظيم العاطفي

  • علاج الإيقاع الشخصي والاجتماعي (IPSRT):

    التركيز على تثبيت الإيقاعات اليومية وخاصةً فيما يتعلق بالنوم والاستيقاظ وأوقات الوجبات؛ لأن تنظيم الروتين يدل على المساعدة في استقرار الحالة المزاجية.

  • كيفية التعايش مع اضطراب دوروية المزاج:

   يصاب أقل من نصف الأفراد المصابين باضطراب دوروية المزاج أيضًا بالاضطراب ثنائي القطب، وفي معظم الحالات يُعدّ اضطراب المزاج الدوري اضطرابًا مزمنًا يظل سائدًا طوال العمر، وفي حالات أخرى يبدو أن اضطراب دوروية المزاج يتبدد ويحل نفسه بمرور الوقت.

   يمكن أن تكون تأثيرات اضطراب دوروية المزاج ضارة بالعلاقات الاجتماعية، والعائلية، والعمل، والعلاقات الرومانسية، بالإضافة إلى ذلك قد يؤدي الاندفاع المرتبط بأعراض الهوس الخفيف إلى خيارات حياتية سيئة، ومشكلات قانونية، وصعوبات مالية، كما أظهرت الأبحاث أيضًا أنه إذا كنت تعاني من اضطراب دوروية المزاج فمن المرجح أن تتعاطى المخدرات والكحول.

   ختامًا عزيزي القارئ .. لتقليل الآثار السلبية لاضطراب دوروية المزاج على حياتك اليومية تناول أدويتك حسب توجيهات الطبيب، ولا تتناول الكحول، وتتبع حالتك المزاجية لتوفير معلومات مفيدة لطبيب الصحة العقلية الخاص بك حول فعالية العلاج، كذلك احصل على قسطٍ كافٍ من النوم، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بانتظام.

قد يهمك أيضًا:

المراجع:  psycom  |  nhs

تعليقات