fbpx

إصابات عمل الأطباء | كيف يحمي الأطباء أنفسهم من إصابات العمل؟

   يمكن أن يُصاب أي شخص في عمله نتيجة ضغط العمل المستمر، وعدم أخذ قسط الراحة المطلوب لاستعادة نشاط الجسم؛ الأمر الذي يجعل إصابات العمل كثيرة ومنتشرة، خاصةً في المجال الطبي.

   انتشرت في الآونة الأخيرة إصابة عدد من الأطباء أثناء تأديتهم العمل؛ نتيجة العمل مدة طويلة خاصةً بعد انتشار فيروس كورونا؛ الأمر الذي ألقى مزيدًا من  العبء على مسؤولي الرعاية الصحية؛ إذ أدى الأمر إلى وفاة كثيرٍ من الأشخاص أثناء تأدية عملهم؛ مما دفعنا إلى الحديث عن إصابات العمل في هذا المقال.

   في الواقع أنه على الرغم من تقدم مهنة الطب كثيرًا عن الأزمنة السابقة، إلا أنه يظل الطبيب معرضًا للإصابة بكثيرٍ من الأمراض رغم التقدّم، ووجود طرق التعقيم والوقاية، هذا بسبب العمل المستمر في بيئةٍ تحمل كثيرًا من الأمراض والأوبئة تكون سببًا كافيًا لإصابة أي طبيب  أثناء تأدية عمله.

المحتويات:

1.ما إصابات العمل (Occupational accident)؟
2.ما أنواع إصابات العمل؟

3 .إصابات العمل التي تحدث في المجال الطبي
.4ما الإصابات التي يمكن أن تصيب العاملين في المجال الطبي؟
5 .كيف تتجنب إصابات العمل؟

  • ما إصابات العمل (Occupational accident)؟

   هي إصابات غير متوقعة وتحدث فجأةً نتيجة التعرض لعوامل خارجية في مكان العمل، والتي يعاني خلالها أحد العاملين من الإصابة سواءً في مكان العمل، أو خلال الذهاب، أو العودة من العمل.

   تشمل إصابات العمل جميع الحوادث التي تؤدي إلى إلحاق الضرر بالعاملين؛ وينتج عنها إصابات جسدية، أو الإصابة بمرض مزمن، أو الوفاة، مثل: التعرض لحادث سير، أو سقوط الأجسام الثقيلة، أو الإصابة بأزمات قلبية نتيجة ضغط العمل.

  • ما أنواع إصابات العمل؟

 تنقسم إصابات العمل إلى نوعين:

إصابات العمل الدائمة:

  هي الإصابات التي تؤدي إلى عدم قدرة الشخص المصاب على القيام بالمهام المطلوبة منه -طبيعيًا- في العمل بطريقة دائمة.

إصابات العمل المؤقتة:

   هي الإصابات التي تؤدي إلى عدم قدرة الشخص المصاب على القيام بالمهام المطلوبة منه -طبيعيًا- في العمل مدة مؤقتة، إذ يستطيع الشخص العودة إلى العمل والقيام به بعد التعافي من الإصابة، كما تلزم بعض القوانين أصحاب العمل بالإبلاغ عن إصابات العمل التي تحدث للعاملين للشرطة والجهات الرسمية المعنية في خلال فترة زمنية معينة.

   وتعرف الإصابات الشديدة بأنها الإصابات التي تؤدي إلى الوفاة أو تؤدي إلى معاناة الشخص من ضررٍ دائمٍ وشديد، وتشمل الإصابات الشديدة ما يأتي:

  • الإصابات التي تؤثر في الدماغ
  • كسور العظام أو الكسور التي تتطلب إجراء عمليات جراحية، وكسور الجمجمة الشديدة، وكسور العمود الفقري الشديدة أو الرقبة
  • حدوث خلع في أحد أعضاء الجسم؛ مما ينتج عنه ضررٌ دائم
  • فقد أحد الأطراف أو جزء منه
  • فقدان السمع، أو البصر، أو فقدان القدرة على الكلام بشكلٍ دائم
  • التشوهات الجسدية الشديدة
  • الإصابات التي تؤثر في الجلد والتي تحتاج إلى عمليات لترقيع الجلد، مثل: التعرض لحروق شديدة
  • الإصابة بمرضٍ شديد يؤثر في الصحة بطريقةٍ دائمة، أو الإصابة بأمراض تسبب الوفاة.
  • إصابات العمل التي تحدث في المجال الطبي:

   يمكن أن يكون العمل في المجال الطبي مهنة مجزية لكثيرٍ من الناس، لكن هي في الواقع مهنة تتطلب جهدًا بدنيًا، كما أنها قد تكون خطيرة، فيمكن أن يؤدي العمل في المجال الطبي إلى تعرض الأشخاص إلى إصابات خطيرة في مكان العمل، التي قد تمنعهم من العمل مدةً من الوقت.

إصابات العمل في المجال الطبي

  • ما الإصابات التي يمكن أن تصيب العاملين في المجال الطبي؟

   تشمل الإصابات التي يمكن أن تصيب العاملين في المجال الطبي نتيجة ضغط العمل الشديد، وانتشار الأمراض والأوبئة التي تتطلب إقامة العاملين في المجال الطبي مدة زمنية طويلة في عملهم، ما يأتي:

الاضطرابات العضلية الهيكلية:

   هي إصابات تحدث في عضلات الشخص، ومفاصله، وأوتاره؛ نتيجة رفع الأشخاص أو رفع الأشياء الثقيلة جدًا، ويمكن أن تؤثر هذه الإصابات في أي عضلة أو مفصل في جسم الإنسان.

تُعد الاضطرابات العضلية الهيكلية أكثر الإصابات شيوعًا التي يمكن أن تحدث للأشخاص العاملين في الرعاية الصحية، خاصةً الإصابات التي تحدث في الكتفين والظهر، وتسبب الإصابة بالاضطرابات العضلية الهيكلية ألمًا متكررًا، وتيبسًا في المفاصل، وتورمها؛ مما قد يقلل قدرة الشخص على العمل وأداء بعض الأنشطة اليومية.

إصابات الظهر:

   تُعد إصابات الظهر من الإصابات الشائعة التي تحدث للعاملين في المجال الطبي، خاصةً الإنزلاق الغضروفي؛ نتيجة ضغط الحمل المستمر ورفع الأشياء الثقيلة، ويُعد الإنزلاق الغضروفي تلف في الوسائد التي تشبه الهلام بين فقرات العمود الفقري والتي يمكن أن تسبب ألمًا في الذراع أو الساق، وتنميلًا في الجزء المصاب من الجسم، وضعفًا في العضلات؛ مما يتطلب الأمر أخذ قسط من الراحة مدة زمنية معينة.

الأمراض المعدية:

   يتعرض الأشخاص الذين يعملون في أماكن الرعاية الصحية للتعامل المستمر مع المرضى الأمر الذي يجعلهم أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض المعدية، والأمراض التي تنتقل من خلال دم، مثل: التهاب الكبد الوبائي C وB، وفيروس نقص المناعة البشرية، ولعل فيروس كورونا أكبر مثال لما نقول إذ تسبب هذا الفيروس في وفيات العديد من العاملين في الرعاية الصحية نتيجة العدوى من المرضى.

الكسور:

   يوجد عديد من مخاطر الانزلاق والكسور في أماكن الرعاية الصحية نتيجة التحرك بسرعة لإنقاذ حياة المريض الذي قد يؤدي إلى السقوط أو الانزلاق مسببة كسور، ويمكن أن تحدث الكسور -أيضًا- عند التعرض لهجوم عنيف مثلما يحدث في بعض الدول إذ يقوم أهل المريض بالتعدي على العاملين في الرعاية الصحية ظنًا منهم أن الأطباء وطاقم التمريض مقصرين في رعاية المريض، الأمر الذي تسبب في إيذاء عديد من العاملين في المجال الطبي.

   يُعد العنف من المخاطر المهنية الشائعة للأطباء إذ يصبح المرضى وأفراد أسرهم وأصدقائهم جمعيًا عدوانيين في أوقات التوتر، والحزن، والمرض.

ارتفاع ضغط الدم:

   أثبتت بعض الدراسات أن عددًا كبيرًا من العاملين في الرعاية الصحية يعانون من ارتفاع ضغط الدم رغم صغر سنهم؛ وذلك بسبب ضغط العمل الشديد الذي يتعرض إليه الأطباء والعاملين في المجال الطبي، إذ تسبب الأمر في وفاة عديد من الأشخاص إثر أزمة قلبية تحدث فجأة للطبيب في أثناء تأدية عمله.

الاكتئاب:

   أثبتت بعض الأبحاث أن الأطباء أكثر الفئات عرضةً للإصابة بالاكتئاب والإدمان بسبب التوتر، وضغط العمل المستمر، وأعباء المهنة، والتعامل المستمر مع المرضى والحالات الخطيرة.

الخلافات الأسرية:

   أجريت عدة دراسات حديثة ثبت فيها أن الأطباء أكثر عرضةً للطلاق بنسبة 30% عن الناس العاديين وذلك أيضًا بسبب ساعات العمل الطويلة، والضغط المستمر، والتوتر، وسوء تعامل المرضى في بعض الحالات، كما أنهم أكثر عرضةً للإصابة بالسمنة، والقلب، وقرح المعدة، والسرطان.

حوادث الطرق:

   يتعرض عدد من الأطباء لحوادث الطرق في أثناء الذهاب إلى العمل أو عودتهم إلى المنزل بعد قضاء وقت طويل في العمل ورعاية المرضى، والسهر لفترات طويلة الذي ينتج عنه عدم التركيز والغفلة في أثناء قيادة السيارات الخاصة بهم.

طرق الوقاية
  • كيف تتجنب إصابات العمل؟

في الواقع من الصعب تجنب إصابات العمل كليًا، لكن يوجد بعض الطرق التي تقلل حدة ضغط العمل، والتي تتمثل فيما يأتي:

  • أخذ قسط كافي من الراحة بعد انتهاء العمل
  • تجنب العمل لفتراتٍ طويلة (الشيفتات المتواصلة دون انقطاع)
  • عدم الإفراط في تناول المشروبات المنبهة
  • البعد قدر الإمكان عن التوتر والعصبية
  • إجراء الفحوصات الطبية بانتظام للاطمئنان على صحتك
  • يجب أخذ راحة من العمل عند الشعور بأي تعب
  • تناول أكل صحي متوازن والمكملات الغذائية الضرورية؛ لرفع مناعة الجسم ضد الإصابة بالأوبئة والأمراض.

    ختامًا .. تُعد إصابات العمل من الإصابات الشائعة التي تحدث لكثيرٍ من الأشخاص نتيجة ضغط العمل، خاصةً العاملين في المجال الطبي؛ بسبب كثرة انتشار الفيروسات والأوبئة، الأمر الذي يتطلب إعلان حالات الطوارئ، وإقامة الأطباء في المستشفيات فترات طويلة؛ للسيطرة على هذه الأوبئة ورعاية المرضى.

المصادر:

Responses