fbpx

الصداع عند الأطفال | متى يصبح الصداع لدي طفلك خطيرًا؟

   يعاني ابني من الصداع، طفلي يصرخ دائما ممسكا رأسه، ابنتي باتت تعاني من الشقيقة! شكاوى عديدة يتلقاها الأطباء من الأمهات القلقات على أطفالهن، ومابين الحالات العابرة والحالات التي تدق ناقوس الخطر لنا هنا وقفة لتحديد متى نقلق؟ ومتى يصبح الصداع لدى طفلك خطيرًا، فنهرع إلى الطبيب؟ ومتى أكون أنا المعالج الخاص بطفلي ليتجاوز ذاك الألم؟

محتويات  المقال:

  1. الصداع ليس قاصرًا على البالغين، فالأطفال لهم نصيبٌ أيضًا
  2. لماذا يُصاب طفلي بالصداع؟
  3. ماهي الأعراض العامة التي تدل علي أنَّ ابني مصابًا بالصداع؟
  4. الأعراض المميزة لأنواع الصداع المختلفة
  5. تشخيص الصداع عند الأطفال يعتمد عليك أولًا
  6. أدوية الصداع المعتادة، هل هي آمنة على الأطفال؟
  7. بعض العلاجات المنزلية التي قد تفيد طفلك
  8. المكملات الغذائية ذات أثرٍجيد في تخفيف ألم الصداع
  9. العلاج السلوكي للحد من نوبات الصداع
  10. كيف أحمي طفلي من هذه المعاناة؟
الصداع لدى الأطفال

الصداع ليس قاصرًا على البالغين، فالأطفال لهم نصيبٌ أيضًا!

الصداع هو آفة العصر الحديث، والذي تتسارع عجلته اليومية مخلفة وراءها كمًا هائلًا من الضغوطات النفسية التي تتراوح حدتها وخطورتها، ومن بين المشكلات الصحية التي تواجه الفرد بشكل يومي الصداع بأنواعه المختلفة وأسبابه اللانهائية، حتي الأطفال لم يسلموا من ذاك الآلم المفزع، فبين كل خمسة أطفال هناك طفل يعاني من نوع معين من الصداع، وتتفاقم المشكلة في عدم قدرة الأطفال على التعبير عن معاناتهم بدقة، وقد أشار المركز الاتحادي للتوعية الصحية أن قلة ساعات النوم وتعلق أطفالنا بشاشات الهاتف والتلفاز لفترات طويلة، وكذلك عدم تعرضهم للهواء الطبيعي المتجدد له أثر سلبي علي الصداع لدى الأطفال، لكن لحسن الحظ أن أعراض الصداع عند الأطفال تكون أقل حدة، مثلا نوبات الصداع النصفي قد تستمر لساعات عند البالغين لكنها حالا ما تزول لدى الأطفال، وغالبًا يمكن مرور نوبات الصداع بسلام دون أدوية، أو بتناول بعض المسكنات المتعارف عليها والعلاجات المنزلية البسيطة.

لماذا يصاب طفلي بالصداع؟

كما هو معروف أن الصداع عرض وليس مرض، فهو عرض مصاحب لأمراض كثيرة تتفاوت خطورتها بشكل كبير، بدءًا من البرد والإنفلونزا، مرورًا بمشكلات الأوعية الدموية ونهايةً عند التهاب السحايا والأورام الدماغية..فما هي الأسباب؟

أسباب الصداع عند الأطفال:

  • بعض الأمراض المعدية مثل نزلات البرد والإنفلونزا و مشكلات الجيوب الأنفية وعدوى الأذن وبالطبع الحمى
  • كدمات الرأس، والضربات على الرأس وحالات التهاب السحايا 
  • العوامل النفسية مثل التوتر والقلق 
  • أما عن الصداع النصفي فحتى وقتنا هذا لا يوجد سبب واضح يسبب الصداع النصفي ولكن العوامل الوراثية تلعب دورًا كبير في انتقال المرض من الأبوين إلى الأطفال، فهناك سبعة من كل عشرة أطفال لديهم آباء يعانون من صداع الشقيقةقد تحفز بعض المواد الحافظة التي توجد في اللحوم المُصنعة مثل النترات حدوث الصداع عند الأطفال
  • الإضافات الغذائية التي تُعرف باسم الغلوتامات أحادية الصوديوم، وكذلك الكافيين والذي قد يتسرب إلى طفلك عبر الصودا والشوكولاتة
  • أورام الدماغ أو النزيف الدماغي قد يتسبب في الصداع حينما يضغط على أماكن معينة في الدماغ، ويكون الصداع قويًا ومزمنًا ويزداد سوءً مع الوقت، كن هذه حالات نادرة وغالبًا ما يرافقها أعراض أخرى مثل الدوخة ومشاكل الرؤية و فقد التوازن.
صداع الأطفال

ما الأعراض العامة التي تدل علي أنَّ ابني مصاب بالصداع؟

تتشابه نوعيات الصداع عند الأطفال والبالغين حيث أن المنشأ واحد لكنها ربما تقل في الحدة ووقت النوبات، وقد يكون من العسير على الأم تحديد نوع الصداع بدقة، لكن في النهاية التعامل بيكون واحد والأعراض تتشابه بشكل كبير، فقد يتوقف الأطفال عن مزاولة نشاطهم اليومي ويخلدون إلى  النوم فترات طويلة غير المعتادة، وإذا كان الصداع هو العرض الوحيد فلا تقلقي، أما لو تفاقمت الأعراض فعليك زيارة الطبيب في الحالات التالية:

  1. تكرار نوبات الصداع 
  2. طول نوبات الصداع أكثر من ١٢ ساعة
  3. أن يستيقظ طفلك من النوم صارخا من الألم
  4. الحمى المصاحبة للصداع عند الأطفال
  5. مشاكل الرؤية وفقدان البصر
  6. ضعف العضلات أو تيبس عضلات الرقبة
  7. الآم المنطقة الخلفية من الرأس
  8. متى تلاحظي تغير في نشاط طفلك وميله للعزلة والبكاء لأسباب تافهة
  9. الصداع المصاحب لإصابات الراس مثل الوقوع أو الضربات خاصة إذا كان مستمرًا ويتضاعف
  10. وجود أعراض ملازمة ومستمرة مثل القيء وألم البطن
  11. إذا كان لديك بالفعل تاريخ عائلي للإصابة بالصداع خاصةً الصداع النصفي.

عامةً لا يكون الصداع عند الأطفال نذيرَ خطرًا، ولا مؤشر لأمراض خطيرة مثل ورم المخ، فهذه افتراضات غير واقعية فلا تقلقي.

أنواع الصداع

الأعراض المميزة لأنواع الصداع المختلفة:

إليك بعض الأعراض المميزة التي قد تساعدك في تحديد نوع الصداع، وبالتالي يكون التدخل العلاجي أسرع وأدق، فيجب عليك التنبه لوجودها ومحاولة تسجيلها دومًا

أولًا :  الصداع التوتريهذا النوع من الصداع هو الأغلب والأكثر انتشارا بين الأطفال، وغالبًا ما يكون السبب وراء هذا الصداع هو الضغط النفسي، ضعف النظر أو التواءات عضلات الظهر والرقبة نتيجة المكوث لفترات طويلة في وضعيات خاطئة، يمكن أن يستمر الصداع الناتج عن التوتر أيامًا، فيجب أن تلاحظي هذا، عادةً ما يكون هذا النوع من الصداع بسيطا لا يرافقه أعراض أخرى كالقيء والغثيان، يأتي هذا الصداع على جانبي الرأس فقط لكنه غير نابض، لا تتسبب زيادة النشاط البدني زيادة في الأعراض.

ثانيًا: صداع الشقيقة (الصداع النصفي):  ينتشر صداع الشقيقة بين الأطفال بنسبة لا تتجاوز ال ٥%، يتميز الصداع النصفي عن باقي أنواع الصداع بأنه يأتي في صورة نوبات قوية تزداد مع المجهود، يأتي الصداع النصفي عند الأطفال مصحوبًا بـ نبض وخفقان في الرأس، ويتلازم مع الصداع النصفي أعراض أخرى كالقيء، الغثيان، وألم البطن، وهو يتميز أيضًا بوجود حساسية شديدة تجاه المؤثرات الخارجية مثل الضوء الشديد والصوت العالي وبعض الأغذية كذلك يتسبب الصداع النصفي في الاكتئاب، التوتر، والضغط العصبي، وتزداد نوبات الصداع النصفي عند الاناث نظرا للتغيرات الهرمونية أثناء الدورة الشهرية مما يعرف بصداع الدورة الشهرية

ربما تلاحظين أن طفلك الرضيع يبكي ويتأرجح إلي الخلف والأمام وهذه علامة لتعبيره عن الألم، قد تستمر نوبات الصداع التوتري و صداع الشقيقة لأكثر من خمسة عشر يومًا فيما يطلق عليه ” الصداع اليومي المزمن” وقد يرجع السبب إلى وجود عدوى أو تناول بعض المسكنات باستمرار.

ثالثًا:  الصداع العنقودي:  هذا النوع من الصداع غير شائع بين الأطفال الذين هم أقل من العشر سنوات، عادةً ما يكون الصداع في صورة وخز علي جانب واحد من الرأس، يصحب الصداع العنقودي احتقان، سيلان الأنف، التدميع والتوتر، ويأتي الصداع العنقودي في صورة نوبات تتراوح من واحدة يومًا بعد يوم إلي حوالي ثمانية يوميًا 

تشخيص الصداع

تشخيص الصداع عند الأطفال يعتمد عليكِ أولًا  :

تشخيص نوع الصداع يعتمد على وعي وقوة ملاحظة الأم بشكل كبير، فهي التي تعطي التاريخ المرضي لطفلها و تصف الأعراض التي تصاحب نوبات الصداع و متى تحدث وإلى متى تستمر، لهذا لابد لك من تحري الدقة والالتزام بمدونة لتسجيل كل هذه البيانات الهامة، يتمحور تشخيص الطبيب حول ملاحظات الأمد ومن ثم يلجأ الطبيب إلي الفحص البدني ويجري بعض الفحوصات الابتدائية للتشخيص، ثم يلجأ إلي الفحوصات المتخصصة مثل:

  • فحص الأعصاب وهل يعاني الطفل من مشكلات في التواصل العصبي تؤثر على تناسق الحركات والإحساس؟التصوير بالرنين المغناطيسي، والذي قد يكون هاما في فحص الأوعية الدموية ودرجة تمددها، كذلك فهو مفيد في اكتشاف الأورام والتكتلات الدموية والسكتات الدماغية.
  • التصوير المقطعي المحوسب والذي يعطي الطبيب صورة مقطعية للدماغ المريض تُمكنه من تحديد منشأ الأسباب التي أدت إلي الصداع، في حالات الاشتباه في وجود التهاب في السحايا، يلجأ الطبيب المختص بعمل بزل شوكي لأخذ عينة من السائل النخاعي وفحصها.

أدوية الصداع المعتادة، هل هي آمنة على الأطفال؟

من الممكن التعامل مع الصداع كأي عرض بسيط سيمر بسلام بعد تناول واحدٍ من مسكنات الألم المتعارف عليها والآمنة، وعامةً فإن أفضل مسكن للصداع للاطفال هو الباراسيتامول والإيبوبروفين، لكن تجنبي عزيزتي الأم تناول الأسبرين تماما خاصة عند الالتباس بحالات العدوى الفيروسية لما قد يترتب عليه مضاعفات بالغة فيما يعرف  ب “متلازمة راي”، عند التأكد من تكرر نوبات الصداع النصفي يلجأ الطبيب إلي وصف الأدوية المقررة والآمنة علي الأطفال فوق ست سنوات مثل التريبتان.

علي الرغم من درجة الأمان العالية التي تتمتع بها الأدوية المخصصة للأطفال التي تقتل ألم الصداع، إلا أن الإسراف في تناولها وتكرارها دون الالتزام بالجرعة المناسبة الموصى بها  قد يُعرض طفلك لمشاكل أخرى من بينها الإصابة بالصداع المزمن والذي يسمى ” الصداع الارتدادي”، عادةً ما يلجأ الأطباء في بعض الأحيان إلى إعطاء دواء وقائي إذا كان الصداع مزمنًا مثل مضادات الاكتئاب ومضادات التشنج.

علاج صداع الأطفال

بعض العلاجات المنزلية التي قد تفيد طفلك:

يتوقف العلاج الدقيق علي التشخيص الصحيح والذي قد يختلف تبعًا للحالة المرضية ومسببات الصداع وتتراوح مدى بساطته وتعقيده حسب تطور الحالة المرضية للطفل ومدي استجابته، ويمكنك علاج صداع الأطفال في المنزل عن طريق:

  1. يجب على الطفل الاسترخاء مع ارتفاع الرأس قليلًا
  2. قد يساعده الاستحمام بماء دافئ
  3. وضع كمادات باردة أو ساخنة على مقدمة الرأس
  4. عمل تدليك ومساج للطفل، والذي قد يقلل من التوتر العصبي وشد العضلات. 
  5. ثانيا: بالنسبة لصداع الشقيقة
  6. يجب على الطفل الاسترخاء في غرفة هادئة مظلمة
  7. التنفس بشكل عميق ومنتظم
  8. كمادات باردة أو دافئة على مقدمة الرأس

المكملات الغذائية ذات أثرٍجيد في تخفيف ألم الصداع:

أثبتت الدراسات أن هناك مجموعة من الأعشاب والفيتامينات لها فاعلية كبيرة في المساعدة في تخفيف ألم الصداع للأطفال وتقليل معدلات حدوثه مثل:

  1. فيتامين ب ٢ (الريبوفلافين)، وهو قادرعلى تخفيف بعض أنواع الصداع
  2. المغنسيوم
  3. بعض الفحوصات السريرية اوضحت أن أغلب الأطفال في سن المراهقة الذين يعانون من الصداع يفتقرون إلي المغنسيوم، بينما تناول المغنسيوم لعدة أشهر قادرا على مقاومة هذا الصداع
  4. أنزيم كيو ١٠
  5. يعاني حوالي ثلث الأطفال الذين يصابون بالصداع النصفي من نقص هذا الأنزيم المضاد للأكسدة، والذي يتواجد بشكل طبيعي في خلايا الجسم
صداع الأطفال

العلاج السلوكي للحد من نوبات الصداع للأطفال:

سلوكيات الإنسان عامة والأطفال خاصة قد تلعب دورًا محفزًا في تكرار نوبات الصداع ومضاعفتها، لذا يُنصح بتعديل السلوكيات والذي قد يقلل تكرار حالات الصداع، هذا العلاج يساهم بشكل كبير في تقويم سلوك طفلك ويفتح له آفاق جديدة تمكنه من تغيير نظرته للأمور الحياتية وتجنب التذمر والسلبية التي قد تورثه التوتر المستمر وبالتالي الصداع.

الارتجاع البيولوجي للحد من نوبات الصداع للأطفال:

تتم تلك الجلسات عبر تثبيت مجسات خاصة توضح كيفية استجابة جسم طفلك للصداع، فتلك الحساسات تقوم بتسجيل التغييرات في التنفس، النبض، معدل ضربات القلب، الحرارة، الشد العضلي، والنشاط العقلي، تساعد تلك الحساسات طفلك على فهم كيف يستجيب جسمه لحالات الضغط، والتي تساعده في تعلم كيفية التخلص من التوتر والضغط الذي يؤدي إلى الصداع.

الوقاية من الصداع

كيف أحمي طفلي من هذه المعاناة؟

قد تساعدين طفلك في تجنب خوض تجربة الصداع المؤلمة عن طريق تجنب الأسباب المؤدية  للصداع مثل:

  1. تجنب السهر والنوم لفترات كافية وخاصة في المساء حيث يفرز الهرمونات التي تحسن من الصحة النفسية للطفل
  2. ممارسة الأنشطة العقلية والبدنية التي تقلل من التوتر
  3. تناول الاغذية الصحية الخالية من المواد الحافظة والسكريات واللحوم المصنعة
  4. شرب الماء بكميات مناسبة فالماء هو غذاء المخ
  5. تقليل نسبة الكافيين التي يتناولها طفلك 
  6. من الهام جدا توفير مناخ نفسي مناسب للطفل خال من القلق والتوتر والإحباط، وقد تنتقل تلك المشاعر السلبية من خلالك لا اراديًا، فأنتِ مرآته التي يرى فيها فشله ونجاحه 
  7. حاولي مساعدة طفلك على الاسترخاء عبر المكوث في غرفة هادئة وتعلم بعض تمارين اليوجا التي تقلل من التوتر

المصدر :  webmd

يمكنك أيضًا مطالعة:

تعليقات