fbpx

التنمر | الأسباب، والأعراض، وطرق الوقاية

التنمر والأطفال

   ماذا أفعل إذا تعرض طفلي للتنمر؟ سؤال يشغل تفكير كثير من الآباء والأمهات -دائمًا- لخوفهم الشديد على أطفالهم بسبب انتشار ظاهرة التنمر خاصةً بين طلاب المدارس، وأيضًا تعرض الأطفال للتنمر من الأهل والعائلة بسبب فرض نظام المقارنة بين الأطفال وبعضهم؛ لذا سنتناول في هذا المقال كل ما يخص التنمر وكيفية مساعدة الطفل على الوقاية من التنمر.

جدول المحتويات

ما مفهوم التنمر؟

   يُعد التنمر ظاهرة عدوانية غير مرغوبة، تتمثل في مُمارسة العنف والسلوك العدواني من شخص أو مجموعة أشخاص تجاه غيرهم، وتنتشر هذه الظاهرة بشكلٍ كبيرٍ بين طلاب المدارس، وتتسم سلوكيات الأشخاص المتنمرين بالتكرار والتي تتمثل في الإساءات اللفظية، أو المكتوبة، أو الاستبعاد من المناسبات الاجتماعية، أو النشاطات المدرسية، أو الإساءة الجسدية، أو الإكراه.

ما أسباب التنمر؟

   أجرى الباحثون العديد من الدراسات النفسية لتفسير وتحليل أسباب انتشار ظاهرة التنمر، وتتمثل الأسباب فيما يلي:

  • التفكك الأسري، وانشغال الأب والأم عن تربية أبنائهم والذي يتمثل في التربية الخاطئة، والعنف الأسري.
  • الإصابة ببعض الأمراض النفسية.
  • الإصابة باضطراب الشخصية، ونقص تقدير الذات. 
  • الغيرة التي تنشأ بين الأطفال؛ بسبب اختلاف المستوى الاجتماعي والمادي.
  • انتشار الألعاب الإلكترونية العنيفة.
  • غياب الوعي الديني، والأخلاقي بين الأطفال والشباب.

ما أنواع التنمر؟

   لا يقتصر التنمر على الإساءة اللفظية والجسدية فقط بل يوجد عدة أشكال للتنمر، تتمثل في:

1.التنمر اللفظي:

   يتمثل التنمر اللفظي في إطلاق الأسماء والألقاب السيئة على الشخص، والتلفظ بألفاظ وكلمات مهينة؛ مما يسبب له الحزن والغضب.

2.التنمر الجسدي:

   تتمثل في تعرض الشخص لبعض السلوكيات المحرجة، مثل: الضرب الشديد، والسرقة، والإهانة.

3.التنمر الجنسي:

   يتمثل في إيذاء الشخص من خلال استخدام الألفاظ الجنسية السيئة أو الملامسات غير اللائقة.

4.التنمر النفسي:

   يتمثل في النظرات السيئة، والتربص، والتلاعب، وإشعار الطفل بأن التنمر من وحي خياله.

5.التنمر الإلكتروني:

   يتمثل التنمر الإلكتروني في السخرية أو التهديد عن طريق الإنترنت عبر الرسائل الإلكترونية، أو الرسائل النصية، أو المواقع الخاصة بشبكات التواصل الاجتماعي، أو أن يتم اختراق حسابك الشخصي.

ظاهرة التنمر

ما العلامات التي تظهر على الطفل الذي يتعرض للتنمر؟

   في بعض الأحيان يخاف الطفل من إخبار الأهل بما يتعرض له من تنمر سواء من زملائهم أو حد من العائلة، لكن تظهر على الطفل بعض العلامات، مثل:

  • تراجع المستوى الدراسي للطفل.
  • الانطواء والعزلة.
  • فقدان الرغبة في تناول الطعام.
  • الرغبة في عدم الذهاب إلى المدرسة.
  • اضطرابات في النوم.
  • ظهور علامات الضرب على جسده إذا كانت يتعرض للتنمر الجسدي.
  • فقدان الثقة في النفس.
  • كوابيس أثناء النوم.
  • الشكوى من الصداع، أو المغص، أو غير ذلك من الأعراض البدنية.

كيف يؤثر التنمر في الطفل الذي يشاهد حادثة التنمر؟

   لا يقتصر أذى التنمر على الطفل الذي يتعرض للتنمر فقط، بل حين يشاهد الطفل أفعال التنمر والإيذاء بشكلٍ مستمر ويشعر بالعجز أمام ما يراه، فإنه قد يواجه:

  • الشعور الشديد بالذنب.
  • الإحساس بأنه موجود، ولكنه عاجز عن فعل شيء، وفي بعض الحالات القاسية يمكن أن يسبب له حدوث صدمة.
  • الشعور بالقلق والخوف من أنه قد يصبح الضحية التالية.

ما صفات الشخص المتنمر؟

   يتسم الشخص المتنمر ببعض الصفات التي تدل على أنه دائم التنمر على غيره، والتي تتمثل فيما يلي:

  • السلوك العدواني، والرغبة في السيطرة على حياة الآخرين وسلوكياتهم.
  • استغلال السلطة بشكلٍ خاطئ، وبهدف إيذاء الآخرين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
  • الرغبة في الصراع في أي وقت، ومن أجل أمور قد تكون من الصغائر التي لا تستحق الصراع من أجلها.
  • القدرة على الاستمرار في الصراع والخصام لأكثر وقتٍ ممكن.
  • الاستبداد، والتهديد، والترهيب لأي شخص.
  • تجاهل احتياجات الآخرين ورغباتهم الطبيعية التي قد تكون واجبًا عليه.
  • عدم الاهتمام بمشاعر الآخرين وآرائهم، كذلك لديه نقص في التعاطف.
  • لا يقبل المحاسبة، ويرى نفسه دائمًا في الطريق الصحيح.
  • إطلاق أحكام قاسية على من حوله بطريقةٍ متكررة.
  • الأنانية الزائدة، وعدم الرغبة في تسامح الآخرين.
  • عدم قبول الرأي الآخر حتى لو صحيح.

نصائح لتعامل الطفل مع الشخص المتنمر:

   إذا كان طفلك لديه زميلٍ متنمرٍ فلا بد من تقديم بعض النصائح لطفلك حتى لا يتعرض لأذى من زميله المتنمر:

  • تجنب الشخص المتنمر، والحرص على وجود صديقٍ معه يشاركه أحداث يومه. 
  • تعليم الطفل كيفية التحكم بغضبه وعدم إصدار أي ردة فعل أمام الشخص المتنمر، مثل: البكاء، أو احمرار الوجه. 
  • التصرف بشجاعة بالابتعاد عنه وتجاهله إذا تعرض له.
  • اللجوء إلى شخص مسؤل، مثل: المعلم، أو المرشد الاجتماعي، أو أحد الأبوين.

التنمر والأطفال

طرق الوقاية من التنمر؟

   توجد بعض الطرق التي تساعدك على حماية طفلك من التنمر؛ وذلك من خلال:

  1. تثقيف الطفل بشأن التنمر؛ عندما يدرك الطفل معنى التنمر يصبح قادرًا على فهم مواقف التنمر سواء تحدث له أم لشخصٍ آخر.
  2. بناء شعور الثقة بالنفس لدى الطفل؛ كلما زادت ثقة الطفل بنفسه زادت قدرته على التغلب على مواقف التنمر والرد عليها.
  3. التحدث معه عن التنمر بصورةٍ متكررة؛ كلما زاد الحديث عن التنمر أمام الطفل زادت خبرته وقدرته على تجاوز مواقف التنمر، وطرق التصرف في هذه المواقف.
  4. تربية الطفل تربية سليمة، وتوعيته بطرق التعامل مع أصدقائه، وطرق الدفاع عنهم عند تعرضهم لمواقف تنمر من الآخرين.
  5. مراقبة تصرفات الطفل دائمًا، ومنصات التواصل الاجتماعي التي يتواجد عليها باستمرار.
  6. الاستماع إلى الطفل دائمًا، والاهتمام بمشاعره، والسؤال عن أحداث يومه التي مرت عليها في المدرسة والبيت.

ما العلاج النفسي للتنمر؟

   يتحدث الدكتور فيليب هارفي أستاذ الطب النفسي والعلوم السلوكية عن تعرض الأطفال للتنمر، قائلًا: أن الأطفال قد يتعرضون لخطر التنمر عبر الإنترنت، والذي ينتج عنه أضرار نفسية كبيرة، إذ أن التنمر الإلكتروني يُعد الأكثر ضررًا بسبب انتشاره؛ لذلك من المهم تقديم العلاج النفسي (Psychotherapy) للطفل الذي تعرض للتنمر، ويتمثل العلاج النفسي فيما يلي:

  • تقديم المساعدة للطفل؛ للتعرف على مشاعره المتعلقة بالتنمر والتعبير عنها. 
  • تعليم الطفل مجموعة مهارات جديدة تفيد في التغلب على المشاعر المرتبطة بالتنمر. 
  • إعادة بناء احترام الذات وتقديرها لدى الطفل، وتعزيز الشعور بالتفاؤل، والثقة بالنفس 
  • يمكن تقديم العلاج النفسي للتنمر بشكلٍ فردي بحيث يكون الطفل لوحده، أو من خلال المشاركة في عدة جلسات جماعية مع أطفال آخرين قد تعرضوا لقضايا تنمر مماثلة.

ما العلاج الدوائي للتنمر؟

   قد يصاب الطفل الذي تعرض للتنمر بأعراض اكتئاب، أو قلق، أو توتر؛ لذلك قد يحتاج الطفل إلى تناول بعض الأدوية لمساعدة الطفل على الاسترخاء والشعور بالراحة، مع ضرورة معرفة أن التنمر لا يتم علاجه بالدواء فقط، بل لا بد من العلاج النفسي -أيضًا-، تشمل هذه الأدوية ما يلي:

   ختامًا؛ تُعد ظاهرة التنمر من العادات السيئة التي ظهرت في مجتمعاتنا والتي يعتبرها الكثير من الناس طرق للمزاح والضحك ولا يدركون مدى الآثار النفسية والبدنية السيئة التي تسببها هذه الظاهرة في الإنسان؛ لذا يجب علينا أن نربي أبنائنا تربية سليمة، وأن نعزز ثقتهم بأنفسهم حتى لا يكونوا أشخاصًا متنمرين مثل غيرهم.

المصادر:

verywellfamily

parents

stompoutbullying

تعليقات