fbpx

هل يمكن التنبؤ بموعد بداية أعراض خرف ألزهايمر؟

هل لديك تاريخ عائلي لمرض الزهايمر؟ هل تخشى على نفسك من أن تظهر عليك الأعراض؟ وهل يمكن التنبؤ بموعد بداية أعراض الخرف عليك قبل بدايته بالفعل؟ 

 طور باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس نهجًا للتنبؤ بموعد بداية أعراض خرف ألزهايمر، في الأشخاص المحتملين حتى قبل ظهور أي خلل إدراكي أو معرفي لديهم. 

تستخدم الخوارزمية، المتوفرة عبر الإنترنت في مجلة Neurology، بيانات من صورة من صور تصوير الدماغ يُعرف باسم التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني للأميلويد  (PET Amyloid) لقياس مستويات بروتين أميلويد بيتا في الدماغ، وهو البروتين الرئيسي في مرض الزهايمر.

بالنسبة لأولئك الذين يصابون في نهاية المطاف بخرف ألزهايمر، يتراكم الأميلويد بصمت في الدماغ لمدة تصل إلى عقدين قبل ظهور العلامات الأولى للارتباك والنسيان. تُستخدم فحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني للأميلويد Amyloid PET بالفعل على نطاق واسع في أبحاث مرض الزهايمر، وتمثل هذه الخوارزمية طريقة جديدة لتحليل مثل هذه الفحوصات للتنبؤ تقريبًا بوقت بداية الأعراض. 

باستخدام عمر الشخص والبيانات المأخوذة من فحص واحد للتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني للأميلويد، تعطي الخوارزمية تقديرًا لمدى قرب الشخص من الخرف، وكم الوقت المتبقي قبل ظهور علامات التدهور في الإدراك.

تقول دكتور سوزان شندلر، دكتوراه في الطب، وأستاذ مساعد أمراض المخ والأعصاب: “أقوم بإجراء فحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني للأميلويد من أجل الدراسات البحثية، وعندما أخبر الأفراد الطبيعيين من الناحية الإدراكية عن النتائج الإيجابية، فإن السؤال الأول دائمًا هو ،”كم من الوقت أمامي حتى أصاب بالخرف؟ حتى الآن، كان الجواب الذي يجب أن أقدمه هو شيئًا مثل:” لديك خطر متزايد للإصابة بالخرف في السنوات الخمس المقبلة.” ولكن ماذا يعني ذلك؟ يريد الأفراد معرفة متى يحتمل أن تظهر عليهم الأعراض، وليس فقط ما إذا كانوا معرضين لخطر أكبر.

قامت دكتور شندلر وزملاؤها بتحليل فحوصات التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني للأميلويد من 236 شخصًا مشاركين في دراسات أبحاث مرض ألزهايمر من خلال مركز أبحاث تشارلز إف وجوان نايت لأبحاث مرض الزهايمر في جامعة واشنطن. كان متوسط عمر المشاركين 67 عامًا في بداية الدراسة. خضع جميع المشاركين لتصويرين على الأقل للدماغ بمعدل 4 سنوات ونصف. طبق الباحثون مقياسًا مستخدمًا على نطاق واسع يُعرف باسم نسبة قيمة الامتصاص القياسية (SUVR) على عمليات التصوير لتقدير كمية الأميلويد في دماغ كل مشارك في كل نقطة زمنية.

كما تمكن الباحثون من الوصول إلى أكثر من 1300 تقييم سريري على 180 من المشاركين. تُجرى التقييمات عادة كل عام إلى ثلاثة أعوام. كان معظم المشاركين طبيعيين من الناحية المعرفية في بداية جمع البيانات، لذلك سمحت التقييمات المتكررة للباحثين بتحديد متى بدأت المهارات المعرفية لكل مشارك في التدهور.

قضت دكتور شندلر سنوات في محاولتها لمعرفة كيفية استخدام البيانات في فحوصات التصوير المقطعي للانبعاث البوزيتروني للأميلويد لتقدير العمر الذي ستظهر فيه الأعراض. حدثت المفاجأة عندما أدركت أن تراكم الأميلويد له (نقطة تحول) وأن كل فرد يصل إلى نقطة التحول هذه في عمر مختلف. بعد نقطة التحول هذه، يتبع تراكم الأميلويد مسارًا محددًا به.

 اقرأ أيضًا : ما دور هرمون الإيريسين “هرمون الرياضة” في علاج مرضى ألزهايمر؟

أوضحت دكتور شندلر: “قد تصل إلى (نقطة التحول) عندما تكون في الخمسين من عمرك؛ وقد يحدث ذلك عندما تكون في الثمانين من العمر؛ وقد لا يحدث أبدًا. ولكن بمجرد تجاوزك لنقطة التحول، سوف تتراكم لديك مستويات عالية من الأميلويد، والتي من المحتمل أن تسبب الخرف. إذا عرفنا كمية الأميلويد لدى شخص ما الآن، فيمكننا حساب المدة التي وصلوا فيها إلى نقطة التحول وتقدير كم من الوقت سيستمر حتى ربما تظهر عليهم الأعراض”.

استغرق الأشخاص الذين وصلوا إلى نقطة التحول في سن أصغر وقتًا أطول لظهور أعراض الخلل الإدراكي، من أولئك الذين وصلوا إليها في وقت لاحق في الحياة. عادة ما يستغرق المشاركون الذين وصلوا إلى (نقطة التحول) في سن الخمسين ما يقرب من 20 عامًا لتظهر عليهم الأعراض؛بينما أولئك الذين أصيبوا به في سن الثمانين استغرقوا أقل من 10 سنوات.

تكمن قوة هذه التقنية الجديدة في أنها تتطلب فحصًا واحدًا للدماغ بالإضافة إلى عمر الشخص. باستخدام هذه البيانات، يمكن للنموذج تقدير وقت ظهور الأعراض، بمعدل خطأ عدة سنوات.  

بعد التقدم في السن، يُعد المتغير الجيني APOE4 أقوى عامل خطر للإصابة بخَرَف ألزهايمر. الأشخاص الذين يحملون نسخة واحدة من هذا المتغير الجيني هم أكثر عرضة للإصابة بخرف ألزهايمر بمرتين إلى ثلاث مرات من عامة الناس، والأشخاص الذين يحملون نسختين أكثر عرضة بنسبة 10 مرات. في هذه الدراسة، وصل الأشخاص الذين لديهم متغير عالي الخطورة إلى نقطة التحول مبكرًا في أعمارهم، ولكن بمجرد تجاوز هذه النقطة، اتبعوا نفس المسار مثل أي شخص آخر.

بتكلفة تبلغ حوالي 6000 دولار، تعد فحوصات الدماغ بالأميلويد (مثل التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني للأميلويد) باهظة الثمن للاستخدام السريري الروتيني. ومع ذلك، يمكن أن تساعد هذه الخوارزمية في تسريع وتيرة تطوير الأدوية من خلال تبسيط التجارب السريرية.

قالت دكتور شندلر:” إذا كان بإمكاننا إجراء تجارب فقط على الأشخاص الذين من المحتمل أن تظهر عليهم الأعراض في السنوات القليلة المقبلة، فإن ذلك سيجعل عملية إيجاد علاجات أكثر كفاءة “.

المصدر 

Responses