fbpx

ما أسباب الانهيار العصبيّ؟

هل شعرت يومًا أن العالم يضيق عليك، الضغوطات تتراكم على كتفيك حتى أصبحت عبئًا ثقيلًا لا يُطاق؟ هل شعرت أن طاقتك تُستنزف، ونفسيتك تُنهك، وتفكيرك أصبح مُشوشًا؟ إذا كانت إجابتك بنعم، فقد تكون على شفا الانهيار العصبي. 

في هذا المقال سنكشف لك عن أسباب الانهيار العصبي، وعن بعض علاماته، وكيف يمكنك طلب المساعدة إذا كنت تعتقد أنك على وشك الانهيار العصبي؟ معًا؛ يمكننا كسر حاجز الصمت حول الانهيارات العصبية، وكذلك فهم هذه الحالة بشكلٍ أفضل، فمن خلال المعرفة والوعي يمكننا مساعدة أنفسنا والآخرين على تجنب هذه التجارب المؤلمة.

محتويات المقال:

ما مفهوم العصبية؟

ربنا -عز وجل- خلق العصبية لتكون رد فعل طبيعي مرتبط باستعداد الجسم للتعامل مع المواقف المهمة، تمامًا كبطل خارق يستجمع قواه قبل المعركة، فيفرز جسمك عند الشعور بالعصبية بعض الهرمونات التي تجعلك أكثر يقظة وتنتبه لأدق التفاصيل، صحيح أن الشعور بالعصبية قد يكون مزعجًا، إلا أنه ليس بالضرورة أن يكون شيء سيئ، لكنه في الحقيقة يساعدك على التركيز والاستعداد؛ لتقديم أفضل ما لديك.

ما الانهيار العصبي؟

تخيل نفسك تسير على حبل مشدود، توازن بين ضغوط العمل والعائلة والمشكلات الشخصية، مع مرور الوقت يزداد الضغط ولا يستطيع الحبل أن يتحمل أكثر من ذلك، ثم فجأة تفقد توازنك وتسقط في هاوية الانهيار العصبي.

الانهيار العصبي هو رد فعل شديد التوتر والقلق يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية، كما يمكن أن يتراوح من نوبات الهلع الشديدة إلى فتراتٍ طويلة من الاكتئاب والقلق.

ما علامات الانهيار العصبي؟

سؤال يراود الكثير منا.. كيف أعرف أني مُصاب بانهيار عصبي؟ لتحديد ما إذا كنت تعاني من انهيار عصبي يمكنك الانتباه إلى الرسائل التحذيرية التي يرسلها لك جسدك على هيئة مجموعة من الأعراض. 

من الأعراض الشائعة ما يلي:

الأعراض الجسدية للعصبية

  •   زيادة معدل ضربات القلب. 
  •   التعرق.
  •   الارتعاش أو الاهتزاز.
  •   صعوبة في التنفس بعمق.
  •   الأرق أو الشعور بالجرح.
  •   التوتر.
  •   الإحساس بالتنميل أو الوخز.
  •   الدوخة أو الدوار أو الإغماء.
  •   فم جاف.
  •   اضطراب في المعدة أو غثيان أو إسهال.

الأعراض النفسية للعصبية

  •   القلق المبالغ بشأن الأحداث المستقبلية.
  •   إعادة الأحداث الماضية باستمرار في عقلك. 
  •   صعوبة في التركيز أو تشتت الذهن.
  •   الشعور بالتوتر والغضب أو الإحباط بسهولة.
  •   صعوبة السيطرة على القلق.
  •   الخوف من أن تصاب بالجنون أو تفقد السيطرة.

العصبية الصامتة مماثلة ولكنها تنطوي على أعراض جسدية أكثر من علامات القلق العقلية أو العاطفية الواضحة.  

أعراض الانهيار العصبي الصامت

  •  مشاكل الجهاز الهضمي المتكررة، مثل: الانتفاخ، والغازات، والارتجاع الحمضي، أو حركات الأمعاء غير المنتظمة.
  •  التعب والخمول، أو الشعور بعدم الراحة بشكلٍ عام.
  •  الصداع أو الصداع النصفي.
  •  تغيرات في الشهية أو الوزن.
  •  توتر العضلات وألمها.
  •  صعوبة في النوم، أو النوم المضطرب.
  •  زيادة القابلية للإصابة بالأمراض.

الأمر المحبط في القلق الصامت هو صعوبة التعرف عليه، لكن تذكر أن جسدك يتحدث إليك دائمًا، فإذا كنت تلاحظ هذه العلامات على نفسك فلا تتجاهلها بل تحدث إلى طبيبك، واستمع إلى ما يقوله لك جسدك، فقد تتفاجأ بأن القلق هو السبب وراء كل هذه المتاعب!

ما أسباب الانهيار العصبي؟

في زحمة الحياة المتسارعة قد يجد المرء نفسه فجأة على حافة الانهيار العصبي، حيث حالة من الضيق الشديد والإرهاق العقلي والجسدي، لكن ما سبب الانهيار العصبي المفاجئ؟ لنستكشف الأسباب الكامنة وراء هذا الاضطراب المنهك.

  • الضغط النفسي المزمن

بمثابة ثقل هائل على أكتافنا وهو من أهم أسباب الانهيار العصبي، حيث يمكن للضغط النفسي المزمن أن يُضعف قدرتنا على التحمل سواء كان ناتجًا عن العمل أو العلاقات أو التحديات المالية، إن الضغط المستمر يمكن أن يستنزفنا ويؤثر على صحتنا العقلية.

  • الصدمة

تجارب الحياة المؤلمة، مثل: الصدمة أو سوء المعاملة يمكن أن تترك ندوبًا عميقة في نفوسنا، فيمكن أن تؤدي هذه الأحداث المروعة إلى اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)؛ مما يؤدي إلى ذكريات الماضي المتطفلة، والكوابيس، والتهيج.

  • اضطرابات القلق

اضطرابات القلق، مثل: اضطراب القلق العام أو اضطراب الهلع يمكن أن تخلق حلقة مفرغة من القلق والخوف،يفمكن أن تؤدي هذه المشاعر الشديدة إلى نوبات هلع؛ مما يؤدي إلى ضيق التنفس، وخفقان القلب، والتعرق.

  • الاكتئاب

الاكتئاب هو اضطراب مزاجي شائع يمكن أن يؤدي إلى مشاعر الحزن واليأس وانعدام القيمة، فيمكن أن يؤدي إلى فقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة، وصعوبة التركيز، والتعب الشديد.

  • الإرهاق

الإرهاق هو حالة من الإجهاد الشديد الذي يمكن أن ينجم عن العمل المفرط أو قلة النوم، فيمكن أن يؤدي إلى ضعف التركيز وانخفاض الإنتاجية.

يمكن أن يؤدي تعاطي المخدرات والكحول إلى اضطرابات عقلية خطيرة، بما في ذلك: الانهيارات العصبية، فيمكن أن تتداخل هذه المواد مع توازن الدماغ الكيميائي وتسبب أعراض، مثل: القلق، والهلوسة، والاكتئاب.

  • العوامل الوراثية

تشير الأبحاث إلى أن العوامل الوراثية قد تلعب دورًا في قابلية الفرد للانهيارات العصبية، فالأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الاضطرابات العقلية قد يكونون أكثر عرضةً لتطوير هذه الحالة.

  • العوامل البيئية

يمكن أن تؤثر العوامل البيئية، مثل: الفقر، أو العنف، أو الإهمال على الصحة العقلية للأفراد، فيمكن أن تؤدي هذه الظروف إلى ضغوطات كبيرة؛ مما تزيد من خطر الإصابة بالانهيارات العصبية.

ما مدة الانهيار العصبي؟

سؤال يتكرر كثيرًا.. كيف تدوم فترة الانهيار العصبي؟ وما مراحله؟ 

تختلف مدة الانهيار العصبي من شخص لآخر. يمكن أن تستمر الأعراض لبضعة أيام أو أسابيع أو حتى أشهر. تعتمد المدة على شدة الانهيار والعوامل الفردية مثل القدرة على التحمل والصحة العقلية العامة.

ما مراحل الانهيار العصبي؟

عادةً ما يمرّ الانهيار العصبي بعدة مراحل:

  • مرحلة البداية: تبدأ هذه المرحلة بشعورٍ متزايد من التوتر والقلق، وقد تواجه صعوبة في التركيز أو النوم أو الأكل.
  • مرحلة الأزمة: هذه هي ذروة الانهيار العصبي، حيث قد تعاني من أعراض شديدة، مثل: البكاء غير المنضبط، والغضب أو الذعر.
  • مرحلة التعافي: بعد الأزمة تبدأ تدريجيًا في التعافي؛ لذلك قد تشعر بالتعب والإرهاق، لكن الأعراض الشديدة تبدأ في التراجع.

جدير بالذكر أن هناك عددًا من العوامل التي يمكن أن تؤثر على مدة الانهيار العصبي، منها:

  1. شدة الضغوطات أو الصدمات التي أدت إلى الانهيار.
  2. الصحة العقلية العامة للشخص.
  3. وجود اضطرابات عقلية أخرى.
  4. نوع العلاج الذي يتم تلقِّيه.

ما علاج الانهيار العصبي؟

كيف تتخلص من الانهيار العصبي؟ للتغلب على الانهيار العصبي يجب عليك أن تخوض رحلة تتطلب الصبر والمثابرة؛ لذا إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها:

الانهيار العصبي
  1. اطلب المساعدة المهنية: الخطوة الأولى هي التحدث إلى معالج أو طبيب نفسي، حيث يمكنهم مساعدتك في تحديد الأسباب الكامنة وراء انهيارك، وكيفية التغلب عليها.
  2. احصل على الرعاية الذاتية: اعتني بنفسك من خلال الحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، كذلك تجنب الكحول والمخدرات، حيث يمكن أن يؤديا إلى تفاقم الأعراض.
  3. تواصل مع الآخرين: تحدث إلى الأصدقاء والعائلة الموثوق بهم حول ما تمر به، حيث يمكن للدعم الاجتماعي أن يحدث فرقًا كبيرًا في رحلة التعافي.
  4. مارس وسائل الاسترخاء: يمكن لوسائل الاسترخاء، مثل: التأمل، واليوجا، والتنفس العميق أن يساعدوا في تهدئة عقلك وجسمك.
  5. تحدي الأفكار السلبية: غالبًا ما تكون الانهيارات العصبية مصحوبة بأفكار سلبية؛ لذلك تحدى هذه الأفكار واستبدلها بأفكار أكثر إيجابية، وتذكر حسن الظن بالله في جميع أمور حياتك.

بالإضافة إلى ذلك هناك بعض الحالات قد يوصي الطبيب لها -أيضًا- ببعض أدوية الانهيار العصبي، مثل: مضادات الاكتئاب أو المهدئات؛ للمساعدة في تخفيف الأعراض.

كيف يمكننا الوقاية من الانهيار العصبي؟

الانهيار العصبي تلك العاصفة التي تضرب شواطئ حياتنا مُخلّفةً وراءها مشاعر من اليأسِ والضّياع، لكن لا داعي للقلق! إليك بعض الخطوات البسيطة التي تمكنك من حماية نفسك من هذا الخطر، وتبحر بك نحو السلام الداخلي.

الخطوة الأولى: حدد مسببات التوتر

  • ما الذي يسبب لك التوتر؟ هل هو العمل أم العلاقات أم المشاكل المالية؟
  • حدد العوامل التي تزيد من توترك، مثل: قلة النوم، سوء التغذية، قلة النشاط البدني.

الخطوة الثانية: اتخذ خطوات للتحكم في التوتر

  • مارس وسائل  الاسترخاء، مثل: التأمل، اليوغا، التنفس العميق.
  • احصل على قسط كاف من النوم حوالي 7-8 ساعات في الليلة.
  • تناول طعامًا صحيًا غنيًا بالفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة.
  • مارس الرياضة بانتظام 30 دقيقة على الأقل في معظم أيام الأسبوع.
  • خصص وقتًا للأنشطة التي تستمتع بها، مثل: القراءة، الاستماع إلى الموسيقى، قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء.

الخطوة الثالثة: تعلّم مهارات إدارة الوقت

  • ضع خطة يومية وحدّد الأولويات.
  • تجنب المماطلة وقم بإنجاز المهام في الوقت المحدد.
  • قلل من الالتزامات التي لا داعي لها.
  • تعلم كيفية قول “لا” عندما تحتاج إلى ذلك.

الخطوة الرابعة: اطلب المساعدة من الآخرين

  • تحدث إلى صديق أو أحد أفراد العائلة عما تشعر به.
  • استشر معالجًا نفسيًا إذا كنت تعاني من أعراض حادة.

وتذكر أنت لست وحدك في رحلتك هذه فالعديد من الناس يعانون من الضغوطات والانهيارات العصبية، لكن مع اتخاذ الخطوات اللازمة يمكنك تجنب هذه العواصف والوصول إلى بر الأمان والسلام الداخلي.

وفي الختام؛ تعلمنا أن الضغوط النفسية المتراكمة والتوتر الشديد هما من أهم أسباب الانهيار العصبي، حيث يتوقف الشخص عن مواجهة التحديات والتعامل معها بشكل صحيح، كما أكدنا على كيفية التعامل مع التحديات اليومية بطريقة صحية، وأن نسعى للحصول على الدعم اللازم عند الحاجة.

وعلينا أن نتذكر أن الانهيار العصبي ليس علامة ضعف بل هو دليل على قوتنا البشرية وقدرتنا على التحمل؛ فلنواجه هذا التحدي بشجاعة وإصرار، أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بقراءة هذا المقال، وأن تكونوا قد استفدتم من المعلومات القيمة التي تم طرحها؛ ولنعمل جميعًا على تعزيز الوعي بأهمية الصحة النفسية، وتوفير الدعم لأولئك الذين يعانون من الضغوط النفسية، ففي نهاية المطاف.. صحتنا العقلية أهم من أي شيء آخر.

مقترحات القراءة

  1. نصائح ينبغي مراعاتها عند استخدام الأجهزة الذكية للأطفال
  2. ما الإسعافات الأولية للسعة قنديل البحر؟
  3. ما مضاعفات نقص الكالسيوم في الجسم؟
  4. ما أسباب تأخر النطق لدى الأطفال؟

Responses