fbpx

عيوب القلب الخلقية عند الأطفال | د. أسامة عباس

عيوب القلب الخلقية عند الأطفال هو مصطلح يشير إلى وجود خلل ما في بنية القلب أو الأوعية الدموية المحيطة بعضلة القلب، تلعب الجينات دوراً في تشكيل القلب لدى الطفل أثناء وجوده في الرحم، بداية من الأسبوع الخامس وحتى اكتمال تكوين القلب في الأسبوع الثاني عشر تقريباً، وفي حالة وجود جلل ما في هذه الجينات فإن هذا يمكن أن يتسبب في الإصابة بعيوب القلب. عادةً لا تُصاحَب عيوب القلب الخلقية عند حديثي الولادة بظهور أي أعراض، ورغم ذلك فإن بعضها قد يشكل خطورة كبيرة على حياة الطفل، سواء في الأسابيع الأولى من الولادة أو حتى بعد البلوغ. فما هي أهم عيوب القلب الخلقية عند حديثي الولادة ؟ وما هي أهم مضاعفاتها؟

عيوب القلب الخلقية لدى الأطفال
  • ما هي أعراض عيوب القلب الخلقية لدى الأطفال؟

تظهر عيوب القلب الخلقية لدى الأطفال بعد الولادة أو في خلال الأشهر الأولى من حياة الطفل أو الرضيع. تتضمن أهم أعراض العيوب الخلقية لدى الأطفال ما يلي:

  1. الشعور بتسارع التنفس أو ضيق التنفس
  2. تورم البطن والساقين والذراعين ومحيط العين
  3. تغير لون الجلد إلى اللون الأزرق أو الرمادي
  4. الضعف العام وفدان الوزن والشهية

في العادة لا يتم تشخيص العيوب الخلقية البسيطة أو غير الخطيرة حتى السنة الثالثة والرابعة من عمر الطفل، حيث أنها لا تسبب حدوث أي أعراض واضحة، أما العيوب الخلقية الأكثر خطورة فعادة ما يتم الكشف عنها مبدئياً من خلال الأعراض التالية:

  1. الشعور بالإرهاق الشديد والتعب خلال المشي أو الركض.
  2. الشعور بضيق التنفس الشديد خلال آداء التمارين الرياضية.
  3. الدوخة والدوار وبما الإغماء أثناء ممارسة الأنشطة البدنية.
  4. تورم البطن أو اليدين أو الذراعين أو الساقين أو الوجه والرقبة.
عيوب القلب الخلقية
  • ما هي أسباب عيوب القلب الخلقية عند حديثي الولادة؟

لا يعرف الأطباء حتى اليوم سبباً واضحاً للإصابة بعيوب القلب الخلقية عند الولادة، وتشمل أهم الأسباب التي تؤدي إلى عيوب القلب الخلقية عند الولادة ما يلي:

  1. وجود مشاكل في الجينات أو الكروموسومات عند الطفل، مثل متلازمة داون
  2. تناول بعض الأدوية أو تعاطي الكحول أو المخدرات أثناء فترة الحمل
  3. العدوى الفيروسية مثل الحصبة الألمانية في الأم في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل
  • ما هي مضاعفات عيوب القلب الخلقية عند حديثي الولادة:

تشترك معظم عيوب القلب الخلقية في المضاعفات النهائية لها، ومن أهمها:

  1. اختلاط الدم المؤكسد بالدم غير المؤكسد، وهو ما يظهر على المريض على صورة صعوبة التنفس أو الإرهاق الشديد أو الزرقة (زرقان لون الجلد).
  2. تضخم عضلة القلب.
  3. فشل عضلة القلب.

وبعض هذه العيوب قد يكون هو المتسبب الرئيسي في الموت، وفي بعض الحالات يؤدي إهمال علاج مضاعفات المرض إلى الموت.

عيوب الخلقية لدى الأطفال
  • كيف يتم تشخيص الإصابة بعيوب القلب الخلقية عند الأطفال؟

عادة ما يتم تشخيص الإصابة بعيوب القلب الخلقية من خلال الاستماع إلى أصوات القلب، وقد يحتاج الطبيب إلى المزيد من الاختبارات التشخيصية، مثل:

  1. مخطط صدى القلب:  هو نوع من الموجات فوق الصوتية التي تلتقط صورًا للقلب، وتوجد العديد من أنواع هذه الموجات يتم المفاضلة قيما بينها بحسب ما يراه الطبيب ملائماً.
  2. قسطرة القلب:  يوجه الطبيب أنبوبًا رفيعًا ومرنًا جدًا (يسمى القسطرة) عبر وعاء دموي في ذراعك أو ساقك للوصول إلى قلبك، مع الإستعانة بنوع من الصبغة الذي يتم تمريره عبر هذه الأنابيب للسماح برؤية ما بداخل قلبك من خلال مقاطع الفيديو.
  3. تصوير الصدر بالأشعة السينية:  يمكن أن تكشف الأشعة السينية علامات قصور القلب لدى طفلك إن وجدت.
  4. مخطط كهربية القلب:  يقيس مخطط كهربية القلب النشاط الكهربائي للقلب لدى طفلك.
عيوب القلب الخلقية
  • ما هي أنواع عيوب القلب الخلقية عند حديثي الولادة؟

هناك العديد من العيوب والأمراض التي يولد بها بعض الأطفال، بعضها يؤثر على صحة الطفل في الأسابيع الأولى من الولادة، وبعضها يظهر أثره في وقت متأخر من عمره. تتضمن أشهر عيوب القلب الخلقية عند الأطفال ما يلي:

  1. تحول الأوعية الكبيرة:  هو أحد عيوب القلب الخلقية عند حديثي الولادة، وهو من العيوب نادرة الحدوث، حيث يولد الطفل في هذه الحالة مصابًا بتبدل الوعائين الدمويين الرئيسيين في الجسم، حيث إن الشريان الأورطي الذي يأخذ الدم المحمل بالأكسجين من البطين الأيمن إلى باقي أعضاء الجسم يتبدل مع الوريد الرئوي المسؤول عن نقل الدم غير المؤكسد من البطين الأيسر إلى الرئة. وتتسبب هذه الحالة في عدم وصول الكميات الكافية من الدم المؤكسد إلى أعضاء الجسم، وبالتالي لا يستطيع الجسم تأدية وظائفه بشكل صحيح، وهو من أكثر العيوب التي تتسبب في الوفاة في حالة عدم الإسراع في تلقي العلاج المناسب.
  2. البطين الأيمن مزدوج المخرج (ذو المخرجين):  هي حالة مرضية يكون فيها الشريان الأورطي والشريان الرئوي متصلين ببعضهما البعض في الغرفة السفلية اليمنى من القلب (البطين الأيمن)، وتتسبب هذه الحالة في اختلاط الدم المؤكسد بالدم غير المؤكسد وفشل القلب مع مرور الوقت، وقد يتحول لون الطفل إلى الأزرق في حالة انخفاض الدم المتدفق في الشريان الرئوي.
  3. متلازمة وولف باركنسون وايت:  وهي من أندر عيوب القلب الخلقية عند حديثي الولادة، وتتصف هذه المشكلة بعدم انتظام كهربية القلب، وبالتالي تتأثر ضربات القلب لدى الطفل المصاب بهذا العيب.
  4. الثقب بين الأذينين:  يعد الثقب بين الأذنين أحد أشهر عيوب القلب الخلقية عند حديثي الولادة، وهو عبارة عن وجود ثقب في الجدار الذي يفصل بين الأذين الأيمن والأذين الأيسر للقلب. وعلى الرغم من شيوع هذا المرض، إلا أنه غالبًا ما يُغلق هذا الثقب من تلقاء نفسه مع مرور الوقت، كما أنه قد لا يظهر على المريض أي أعراض طوال عمره، ويعتبر فشل الجانب الأيمن من القلب هو أحد أكبر المضاعفات لهذا العيب.
  5. شذوذ إيبشتاين:  هو واحد من عيوب القلب الخلقية عند حديثي الولادة، ويولد الطفل في هذه الحالة مصابًا بعيب في الصمام ذي الثلاث شرفات، وغالبًا ما يكون العيب هو عدم وجود الصمام في مكانه الطبيعي.ومع تطور الحالة يصاب الجانب الأيمن من القلب بالتضخم، ومن ثم تتدهور الحالة إلى فشل القلب.
عيوب القلب الخلقية
  • ما هو علاج عيوب القلب الخلقية لدى الأطفال؟

في الغالب لا تؤثر عيوب القلب الخلقية على صحة الأطفال بشكل مباشر، في حالة إصابة الطفل بعيب القلب البسيط فعادة ما يسعمل الطبيب على المراقبة الدائمة لحالة الطفل الصحية دون اتخاذ أي خطوات علاجية، فعادة ما تلتئم ثقوب القلب الصغيرة بمفردها دون الحاجة للتدخل الجراحي، وفي بعض الحالات قد تتطلب عيوب القلب الخلقية الحادة أو الخطيرة علاجاً عاجلاً، من أجل منع تفاقمها، عادة ما يلجأ الأطباء إلى الإجراءات التالية من أجل السيطرة على عيوب القلب المتفاقمة:

  1. القسطرة القلبية:  تعمل القسطرة القلبية على إصلاح عيوب القلب من خلال تجنب عمليات شق الصدر أو التوغل الجراحي في القلب، تتضمن القسطرة إدخال أنبوب رفيع داخل وريد الساق تجاه القلب من أجل اصلاح عيوبه، عبر التقاط الصور بالأشعة السينية.
  2. جراحة القلب المفتوح:  يلجأ الأطباء إلى تصحيح العديد من عيوب القلب الخلقية من خلال جراحة القلب المفتوح، وعادة ما يتم اللجوء لهذا النوع من الجراحة من عدمه وفقاً لحالة المريض، سواء كان طفلاً أم بالغاً، وعادة ما تتطلب هذه الجراحة إجراء شق كبير بطول الصدر. في كثير من الأحيان قد يتم إجراء جراحة القلب من خلال عمل شقوق بسيطة بين أضلع الصدر ويطلق عليها جراحة القلب طفيفة التوغل، وتعتبر جراحة القلب المفتوح الخيار الأمثل لعلاج عيوب القلب الخلقية.
  3. العلاج الدوائي:  توجد بعض الأدوية التي تعالج مشاكل القلب مثل الأدوية المعروفة بمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، ومدرات البول وحاصرات مستقبلات الأنجيوتينسين، وحاصرات بيتا في تخفيف الضغط على القلب من خلال خفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وكمية السوائل في الصدر، كما يمكن استخدام بعض أنواع الأدوية في علاج اضطراب نظم القلب. تساعد جميع الأدوية السابقة في علاج بعض عيوب القلب الخلقية البسيطة ولا سيما تلك التي تم اكتشافها متأخراً، من خلال الأدوية التي تساعد على تحسين كفاءة عمل القلب.

 وفي النهاية، يؤكد أطباء القلب على ضرورة الكشف والعلاج المبكر لـ عيوب القلب الخلقية عند حديثي الولادة في الأسابيع الأولى من الولادة، وفور بداية ظهور الأعراض الشائعة لأمراض القلب، وذلك لتجنب خطر المضاعفات التي تؤثر على صحة الطفل، والتي قد تصل إلى حد الوفاة.

Responses