fbpx

اليرقان | الأسباب والعلاج

   يوصف اليرقان على أنه اصفرار في لون البشرة والجزء الأبيض من العين، وقد يتضمن -أيضًا- سوائل الجسم. تختلف درجة لون الجسم وبياض العينين باختلاف نسبة البيليروبين في الجسم، وهو من المخلفات الموجودة بالدم، وتؤدي النسب المعتدلة منه إلى ظهور اللون الأصفر، بينما تؤدي النسب العالية منه إلى ظهور اللون البني.

   يشيع اليرقان أكثر عند حديثي الولادة، لكن يمكنه أن يصيب البالغين -أيضًا- في جميع الأعمار، ويكون ناتجًا عن مشكلة صحية، وفي أغلب الأحيان يشير اليرقان إلى وجود مشكلة في الكبد والقناة المرارية.

سنتعرف في المقال التالي على الموضوعات التالية:

  1. أعراض اليرقان.
  2. اليرقان عند الأطفال.
  3. أسباب اليرقان.
  4. محفزات الإصابة باليرقان.
  5. مضاعفات اليرقان.
  6. تشخيص اليرقان.
  7. علاج اليرقان.
  8. سبل الوقاية من اليرقان.
اليرقان
  • أعراض اليرقان:

   في بعض الأحيان قد لا تظهر أعراض اليرقان وربما يجد الشخص نفسه مصابًا به بمحض الصدفة، وتعتمد شدة الأعراض على السبب المحدد لليرقان، وسرعة تطور المرض، فإذا كنت مصابًا بيرقان قصير المدى (والذي ينتج في أغلب الأحيان عن الإصابة بالعدوى) فربما تظهر العلامات والأعراض الآتية:

  • الحمى.
  • الرعشة.
  • ألم في البطن.
  • أعراض شبيهة بالإنفلونزا.
  • تغير في لون الجلد.
  • لون غامق للبول.
  • تحول لون البراز للون أشبه بالفخار.

   أما في حال إذا لم تكن العدوى سببًا لليرقان فربما تظهر أعراض، مثل: فقدان الوزن، أو حكة الجلد، وفي حال إذا ما كان سبب اليرقان سرطان البنكرياس، أو القناة المرارية فإن ألم البطن يعتبر العرض الأكثر شيوعًا حينها،وفي بعض الأحيان ربما يظهر اليرقان بجانب أمراض الكبد إذا كنت مصابًا بالحالات الآتية:

أعراض اليرقان
  • اليرقان عند الأطفال:

   يعتبر اليرقان حالة شائعة أكثر عند حديثي الولادة، فالإحصائيات تشير إلى أن حوالي 60% من حديثي الولادة يمرون باليرقان، وترتفع تلك النسبة عند الذين وُلدوا قبل الأسبوع 37 من الحمل، فتبدأ علامات اليرقان بالظهور خلال 72 ساعة من الولادة. في جسم الأطفال حديثي الولادة تتكسر خلايا الدم الحمراء بشكلٍ متكررٍ ويتم استبدالها؛ ما يسبب زيادة إنتاج البيليروبين، ونظرًا لعدم تطور كبد الأطفال بشكلٍ كافي فإن فاعليته في فلترة البيليروبين من الجسم تقل.

   في أغلب الأحيان تختفي أغلب الأعراض بدون علاج خلال أسبوعين، لكن في حال ارتفاع نسبة البيليروبين بشكلٍ كبيرٍ جدًا عند الأطفال فإنه يتم علاجهم إما عن طريق نقل الدم، أو العلاج بالضوء، ويعتبر العلاج في تلك الحالة أساسيًا؛ نظرًا لأن اليرفان عند حديثي الولادة قد يؤدي إلى الإصابة باليرقان النووي؛ وهو نوع شديد الندرة من أنواع ضرر الدماغ.

  • أسباب اليرقان:

   البيليروبين هو مادة صفراء اللون تتواجد بالدم بعد إزالة الحديد منه، وتقع ضمن المخلفات التي يتخلص منها الجسم، فيقوم الكبد بفلترة المخلفات من الدم، وعند وصول البيليروبين للكبد فإنه يرتبط بمواد كيميائية أخرى ليتكون البيليروبين المقترن، كما يقوم الكبد -أيضًا- بتصنيع العصارة المرارية، ويدخل بعدها البيليروبين المقترن إلى العصارة المرارية، ثم يخرج من الجسم، ويعطي هذا النوع من البيليروبين اللون البني للبراز، وفي حال وجود كمية أكبر من الكمية الطبيعية للبيليروبين فإنه يتسرب تجاه الأنسجة المحيطة؛ ويسبب اصفرار الجلد والعينين.

   يمكن أن ينتج اليرقان عن وجود مشكلة في أي من المراحل الثلاثة لإنتاج البيليروبين، وربما تجد نفسك مصابًا باليرقان غير المقترن قبل تصنيع البيليروبين؛نتيجة لارتفاع نسبة البيليروبين، بسبب:

  • إعادة امتصاص كتلة دموية كبيرة (هي عبارة عن تجمع من الدم المتجلط بشكلٍ جزئي أو كلي تحت الجلد).
  • فقر الدم الانحلالي؛ الذي يحدث نتيجة تكسر خلايا الدم، وتخرج من مجرى الدم قبل انتهاء دورة حياتها.

كما يمكن أن يحدث اليرقان أثناء تصنيع البيليروبين، ويكون ناتجًا عن:

  • الفيروسات، مثل: التهاب الكبد A، والتهاب الكبد المزمن B وC، وفيروس ابستاين بار المسبب لداء كثرة الوحيدات.
  • أمراض الكبد المرتبطة بالكحول: مثل التهاب الكبد الكحولي، وتشمع الكبد الكحولي.
  • الاضطرابات المناعية الذاتية.
  • العيوب الأيضية الجينية (نادرة).
  • الأدوية، مثل: تسمم الباراسيتامول، والبنسلين، وحبوب منع الحمل، وكلوروبرومازين، والإستروجين، والستيرويدات البنائية.

ويمكن -أيضًا- أن يحدث اليرقان بعد تصنيع البيليروبين، وقد يكون ناتجًا عن انسداد القناة المرارية بفعل:

أسباب اليرقان
  • محفزات الإصابة باليرقان:

   تنتج معظم حالات اليرقان عن وجود اضطراب إما بالإنتاج الزائد للبيليروبين أو عدم قدرة الكبد على التخلص منه، وفي كلا الحالتين يؤدي ذلك إلى ترسب البيليروبين في الأنسجة، وتوجد عدة حالات ربما تسبب ظهور اليرقان، وتتضمن:

  • التهاب الكبد الحاد: قد يؤثر على قدرة الكبد على إفراز البيليروبين واقترانه مع المواد الأخرى؛ ما يؤدي إلى تراكمه.
  • التهاب القناة المرارية:يمكن لذلك أن يمنعه من إفراز العصارة المرارية، والتخلص من البيليروبين؛ ما يؤدي إلى اليرقان.
  • انسداد القناة المرارية: ويسبب ذلك منع الكبد من التخلص من البيليروبين.
  • فقر الدم الانحلالي: يزداد إنتاج البيليروبين عند وجود كميات كبيرة من خلايا الدم الحمراء المتحللة.
  • متلازمة جيلبرت: وهي حالة وراثية تؤثر على قدرة الإنزيمات على إفراز العصارة المرارية.
  • الركود الصفراوي: يسبب ذلك انقطاع تدفق العصارة المرارية من الكبد، وتبقى العصارة المرارية التي تحتوي على البيليروبين المقترن في الكبد بدل من خروحها.

كما يمكن لبعض الحالات النادرة أن تحفز على ظهور اليرقان -أيضًا-، مثل:

  • متلازمة كريغلر نجار: وهي حالة وراثية تؤثر على قدرة بعض الإنزيمات المختصة بعملية إنتاج البيليروبين.
  • متلازمة دوبين جونسون: وهي حالة وراثية لليرقان المزمن تمنع خلايا الكبد من إفراز البيليروبين المقترن.
  • اليرقان الكاذب: وهو نوع غير ضار من اليرقان، وينتج اصفرار الجلد في تلك الحالة عن وجود كمية زائدة من البيتا كاروتين وليس من البيليروبين، وفي أغلب الأحيان ينتج اليرقان الكاذب عن تناول كميات كبيرة من الجزر، واليقطين، أو الشمام.
  • مضاعفات اليرقان:

   يمكن للحكة المصاحبة لليرقان في بعض الأحيان أن تزيد من حدتها لدرجة حكّ المرضى جلدهم بشدة إلى أن يجرح نفسه، وقد يمر المرضى -أيضًا- بالأرق، وفي الحالات الأشد قد تصل المضاعفات إلى وجود أفكار انتحارية.

   تحدث المضاعفات نتيجة سببٍ محدد لها وليس اليرقان بحد ذاته، فعلى سبيل المثال: إذا أدى انسداد القناة المرارية إلى اليرقان فربما ينتج عن ذلك نزيف غير متحكم به؛ وهذا بسبب أن الانسداد يؤدي إلى نقص الفيتامينات اللازمة لعملية التجلط، وتتضمن المضاعفات الأخرى لليرقان:

  • الإمساك.
  • الإسهال.
  • القيء.
  • الغازات.
  • ألم في المعدة.
  • انتفاخ البطن.
تشخيص اليرقان
  • تشخيص اليرقان:

   يسأل الأطباء في البداية عن التاريخ الطبي للمريض، ثم يليه الفحص الجسدي لتشخيص اليرقان والتأكد من نسب البيليروبين، ويركز الأطباء أكثر على البطن؛ لتحسس وجود أورام أو فحص صلابة الكبد، فيشير الكبد المتصلب إلى الإصابة بتشمع الكبد، أو تليف الكبد، أما في حال كان الكبد صلبًا كالصخر فإن ذلك يشير إلى الإصابة بسرطان الكبد.

   توجد عدة اختبارات لتأكيد الإصابة باليرقان؛ أولها: اختبار وظائف الكبد؛ لمعرفة ما إذا كان هناك أي خلل يجعل الكبد لا يعمل كما ينبغي، فإذا لم يجد الطبيب السبب فربما يقترح القيام بتحاليل الدم؛لفحص نسبة البيليروبين ومكونات الدم، تتضمن التحاليل:

  • تحليل البيليروبين: يشير ارتفاع نسبة البيليروبين غير المقترن مقارنة بالمقترن إلى اليرقان الانحلالي.
  • تحليل صورة الدم الكاملة: يقيس هذا تسب خلايا الدم الحمراء، والبيضاء، والصفائح الدموية.
  • تحاليل التهاب الكبد A وB وC.

نسب البيليروبين:

   تٌقاس نسبة البيليروبين بالملي جرام لكل ديسيلر mg/dL، ويجب أن تتراوح نسبة البيليروبين عند البالغين والأطفال ما بين 0.3 و 0.6 مجم لكل ديسيلتر.، وتقل نسب البيليروبين عند 9% من حديثي الولادة بعد 9 أشهر من الحمل عن 13 مجم لكل ديسيلتر، أما إذا وُجد ارتفاعًا عن ذلك الرقم فإنه يتم توجيههم لمزيد من الفحوصات، وتختلف قيم القياسات من مختبر لآخر.

   كما يمكن للطبيب أن يستخدم الاختبارات التصويرية، مثل: أشعة الرنين المغناطيسي، والأشعة المقطعية المحوسبة، والموجات فوق الصوتية؛ لفحص الكبد في حال شكـّه بوجود انسداد، وربما يقوم -أيضًا- بعمل إجراء يسمى تصوير البنكرياس والأوعية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع حيث يجمع الطبيب بين المنظار الداخلي وتصوير الأشعة السينية.

   وقد يلجأ -أيضًا- لعمل الخزعة حيث تؤخذ عينة من نسيج الكبد؛ للبحث عن التهاب، أو تسمع الكبد، أو السرطان، أو الكبد الدهني، وخلال ذلك الإجراء يتم إدخال إبرة داخل الكبد؛ للحصول على عينة من النسيج، ثم تُرسل إلى المختبر للفحص تحت المجهر.

علاج اليرقان
  • علاج اليرقان:

 يستهدف علاج اليرقان سبب الإصابة بدلًا من الأعراض:

  • في حال الإصابة باليرقان الناجم عن فقر الدم: فإنه يُعالج عن طريق تعزيز كمية الحديد في الدم إما عن طريق مكملات الحديد، أو تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالحديد.
  • في حال الإصابة باليرقان الناجم عن أمراض الكبد: فإنه يُعالج بالأدوية المضادة للفيروسات، أو الستيرويدات.
  • في حال الإصابة باليرقان الناجم عن الانسداد: فإنه يُعالج جراحيًا عن طريق إزالة الانسداد.
  • في حال الإصابة باليرقان الناجم عن الأدوية: فإنه يُعالج عن طريق تغيير الدواء ببديل له.
  • سبل الوقاية من اليرقان:

من الصعب تحديد إجراءات محددة لمنع الإصابة باليرقان؛نظرًا لوجود العديد من الأسباب للإصابة، إلا أنه يمكن اتباع بعض النصائح العامة كالآتي:

  • تجنب الإصابة بعدوى التهاب الكبد.
  • تجنب شرب الكحوليات والإقلاع عنها.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • الحفاظ على نسبة الكوليسترول.

يمكنك الاطلاع أيضًا على:

المصادر: Clevelandclinic – Webmd – Medicalnewstoday

Responses