fbpx

الكوليرا | التشخيص والعلاج

Alcoholic Beverages, Alcohol

    الكوليرا  (Cholera): هو مرض بكتيري ينتشر عادة من خلال المياه الملوثة، وتسبب الكوليرا الإسهال الشديد والجفاف، وفي حال ما إذا تُركت الكوليرا دون علاج، فقد تكون قاتلة في غضون ساعات حتى لدى الأشخاص الأصحاء سابقًا، وقد قضت المعالجة الحديثة لمياه الصرف الصحي على الكوليرا في البلدان الصناعية، لكن الكوليرا لا تزال موجودة في أفريقيا وجنوب شرق آسيا، وعادةً ما يكون خطر انتشار وباء الكوليرا في ذروته عندما يجبر (الفقر، أو الحروب، أو الكوارث الطبيعية) الناس على العيش في ظروف مزدحمة دون صرف صحي ملائم، وعادةً ما يتم علاج الكوليرا بسهولة، حيث يمكن منع الوفاة من الجفاف الشديد بمحلول معالجة الجفاف البسيط وغير المكلف.

الكوليرا

سوف نتعرف في هذا المقال على:

  • ما أعراض الكوليرا؟
  • متى يتوجب عليك زيارة الطبيب؟
  • ما أسباب الإصابة بالكوليرا؟
  • ما محفزات الإصابة بالكوليرا؟
  • ما مضاعفات الإصابة بالكوليرا؟
  • ما سبل الوقاية من الكوليرا؟
  • كيف يتم تشخيص الإصابة بالكوليرا؟
  • ما علاج الكوليرا؟
  • كيف تقوم بالتحضير لموعدك مع الطبيب؟
  • ماذا تتوقع من طبيبك؟

ما أعراض الكوليرا؟

    معظم الأشخاص الذين تعرضوا لبكتيريا الكوليرا لا يمرضون، ولا يعرفون أنهم مصابون، ولكن لأنهم يخرجون بكتيريا الكوليرا من خلال لمدة سبعة إلى 14 يومًا، فيصبح بإمكانهم نقل العدوى للآخرين من خلال المياه الملوثة، تسبب معظم حالات الكوليرا التي تسبب الأعراض إسهالـًا خفيفًا، أو متوسطًا يصعب غالبًا تمييزه بصرف النظر عن الإسهال الناجم عن مشاكل أخرى، يصاب آخرون بعلامات، وأعراض أكثر خطورة للكوليرا، وهي عادةً ما تظهر في غضون أيام قليلة من الإصابة، ويمكن أن تشمل أعراض الإصابة بالكوليرا ما يلي:

  1. الإسهال: يأتي الإسهال المرتبط بالكوليرا فجأة، ويمكن أن يتسبب بسرعة في فقدان السوائل بشكل خطير، وغالبًا ما يكون للإسهال الناجم عن الكوليرا مصحوبًا بالمظهرالشاحب.
  2. القيئ و الغثيان: يحدث القيء تحديدًا في المراحل المبكرة من الكوليرا، ويمكن أن يستمر لساعات.
  3. الجفاف الشديد: يمكن أن يحدث الجفاف في غضون ساعات بعد ظهور أعراض الكوليرا وتتراوح من خفيفة إلى شديدة، حيث يشير فقدان 10٪، أو أكثر من وزن الجسم إلى الإصابة بجفاف شديد، وتشمل علامات وأعراض جفاف الكوليرا التهيج، والتعب، وجفاف الفم، والعطش الشديد، وجفاف الجلد، وتقلصه، وبطء ارتداده إلى الوراء عند الضغط عليه، وقلة التبول أو انعدامه، وانخفاض ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب، كما يمكن أن يؤدي الجفاف إلى فقدان سريع للمعادن الموجودة في الدم التي تحافظ على توازن السوائل في الجسم، وهذا ما يسمى (اختلال التوازن المنحل بالكهرباء).
  4. الخلل في توازن المحاليل في الجسم.

    يمكن أن يؤدي عدم توازن الإلكترونيات في الجسم إلى ظهور علامات وأعراض خطيرة، مثل:

  • تشنجات العضلات: تحدث نتيجة الفقد السريع للأملاح، مثل: الصوديوم، والكلوريد، والبوتاسيوم.
  • الصدمة: وهو أحد أخطر مضاعفات الجفاف، والذي يحدث عندما يتسبب انخفاض حجم الدم في انخفاض ضغط الدم، وانخفاض كمية الأكسجين في الجسم، فمن الممكن أن نتسبب صدمة نقص حجم الدم الشديدة الوفاة في غضون دقائق إذا لم يتم علاجها.
ما هي أعراض الكوليرا؟

متى يتوجب عليك زيارة الطبيب؟

    يعد خطر الإصابة بالكوليرا ضئيل في الدول النامية، حتى في المناطق التي توجد فيها الكوليرا فمن غير المحتمل أن تصاب بالعدوى إذا اتبعت توصيات سلامة الغذاء، على الرغم من هذا لا تزال حالات الكوليرا تحدث في جميع أنحاء العالم، إذا أصبت بإسهال شديد بعد زيارة منطقة من مناطق العالم التي ينتشر بها الوباء فاستشر طبيبك.

وفي حال ما إذا كنت تعاني من الإسهال وخاصة الإسهال الحاد وتعتقد أنك ربما تعرضت للكوليرا فاطلب العلاج على الفور، فالجفاف الشديد هو حالة طبية طارئة تتطلب رعاية فورية.

ما أسباب الإصابة بالكوليرا؟

    تحدث عدوى الكوليرا نتيجة بكتيريا تسمى (Vibrio cholerae)، وغالبًا ما تحدث الآثار المميتة للمرض نتيجة السم الذي تفرزه البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، حيث يتسبب السم في إفراز الجسم لكميات هائلة من الماء؛ مما يؤدي إلى الإسهال، والفقدان السريع للسوائل، والأملاح، قد لا تسبب بكتيريا الكوليرا المرض لجميع الأشخاص الذين يتعرضون لها، لكنها تنتقل عبر فضلات الإنسان (البراز)، والتي يمكن أن تلوث إمدادات الطعام والمياه، حيث تعد إمدادات المياه الملوثة هي المصدر الرئيسي لعدوى الكوليرا، ويمكن العثور على البكتيريا في:

  1. المياه السطحية أو مياه الآبار: تعد الآبار العامة الملوثة مصادر متكررة لتفشي الكوليرا على نطاق واسع، حيث يتعرض الأشخاص الذين يعيشون في أماكن مزدحمة دون مرافق صرف صحي مناسبة للخطر بشكل خاص.
  2. المأكولات البحرية: يعتبر تناول المأكولات البحرية النيئة، أو غير المطبوخة جيدًا ــ وخاصة المحار ــ، التي تأتي من أماكن معينة مصدرًا مهمًا؛ للإصابة ببكتيريا الكوليرا.
  3. الفواكه والخضروات النيئة: تعد الفاكهة، والخضروات النيئة غير المقشرة مصدرًا متكررًا لعدوى الكوليرا في المناطق التي تنتشر فيها الكوليرا، كما يمكن أن تلوث الأسمدة غير المعالجة، أو مياه الري المحتوية على مياه الصرف الصحي الخام المنتجات الموجودة في الحقول وخاصةً في البلدان النامية.
  4. البقوليات: يمكن أن تنمو بكتيريا الكوليرا على الحبوب، مثل: الأرز التي تلوثت بعد الطهي وتبقى في درجة حرارة الغرفة لعدة ساعات في المناطق التي تنتشر فيها الكوليرا.
ما هي أسباب الإصابة بالكوليرا؟

ما محفزات الإصابة بالكوليرا؟

    أثبتت الأبحاث بأن جميع الأشخاص حول العالم هم معرضوع مخاطر الإصابة بالكوليرا فيما عدا الرضع الذين يحصلون على مناعة من الأمهات المرضعات المصابات بالكوليرا في السابق، ومع ذلك فيمكن لبعض العوامل أن تجعلك أكثر عرضة للإصابة بالمرض، أو أكثر عرضة للإصابة بالأعراض، وتشمل محفزات الإصابة بالكوليرا ما يلي:

  1. الظروف الصحية السيئة: من المرجح أن تزدهر الكوليرا في المواقف التي يصعب فيها الحفاظ على البيئة الصحية بما في ذلك إمدادات المياه الآمنة، حيث تعتبر مثل هذه الظروف شائعة في مخيمات اللاجئين، والدول الفقيرة، والمناطق المنكوبة بالمجاعة، أو الحروب، أو الكوارث الطبيعية.
  2. انخفاض حمض المعدة: لا تستطيع بكتيريا الكوليرا البقاء في البيئة الحمضية، وغالبًا ما يعمل حمض المعدة العادي كخط دفاع ضد العدوى، لكن الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من حمض المعدة، مثل: الأطفال، وكبار السن، والأشخاص الذين يتناولون مضادات الحموضة، أو حاصرات H-2، أو مثبطات مضخة البروتون، يفتقرون إلى هذه الحماية؛ لذا فهم أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا.
  3. التعرض المنزلي: عادةً ما تصبح أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا إذا كنت تعيش مع شخص مصاب بالمرض.
  4. بعض فصائل الدم: يعتبر الأشخاص الذين لديهم فصيلة الدم O هم أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا بمقدار الضعف مقارنة بالأشخاص الذين لديهم فصائل دم أخرى، لأسباب غير واضحة تمامًا.
  5. المحار النيء أو غير المطبوخ جيدًا: على الرغم من أن الدول المتطورة لم تعد تعاني من تفشي الكوليرا على نطاق واسع، إلا أن تناول المحار من المياه المعروفة بأنها تؤوي البكتيريا يزيد من خطر إصابتك.
ما هي محفزات الإصابة بالكوليرا؟

ما مضاعفات الإصابة بالكوليرا؟

    يمكن أن تصبح الكوليرا عدوى قاتلة بسرعة نتيجة الفقد السريع لكميات كبيرة من السوائل، التي تؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات، وفي الحالات الأقل خطورة يمكن للأشخاص الذين لا يتلقون العلاج أن يموتوا؛ بسبب الجفاف والصدمة بعد ساعات إلى أيام من ظهور أعراض الكوليرالأول مرة، وعلى الرغم من أن الصدمة والجفاف الحاد هما أسوأ مضاعفات الكوليرا، إلا أنه يمكن أن تحدث مشاكل أخرى أقل خطورة، مثل:

  1. انخفاض نسبة السكر في الدم (نقص السكر في الدم): يمكن أن يحدث انخفاض خطير في مستويات السكر في الدم (الجلوكوز) – المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم -، عندما يتفاقم المرض ويعجز المرضى عن تناول الطعام، ويعتبر الأطفال أكثر عرضة لخطر هذه المضاعفات، والتي يمكن أن تسبب النوبات، وفقدان الوعي، وحتى الموت.
  2. انخفاض مستويات البوتاسيوم: يفقد المصابون بالكوليرا كميات كبيرة من المعادن بما في ذلك البوتاسيوم من خلال عملية الإخراج، وعادةً ما تؤثر مستويات البوتاسيوم المنخفضة جدًا مع وظائف القلب والأعصاب، وقد تهدد الحياة.
  3. الفشل الكلوي: عندما تفقد الكلى قدرتها على التصفية، تتراكم كميات السوائل الزائدة، وبعض الأملاح، والفضلات في الجسم، وهي حالة قد تهدد الحياة، غالبًا ما يصاحب الفشل الكلوي الصدمة في الأشخاص المصابين بالكوليرا.
ما هي مضاعفات الإصابة بالكوليرا؟

ما سبل الوقاية من الكوليرا؟

    إذا كنت مسافرًا إلى مناطق يُعرف أنها مصابة بالكوليرا، فإن خطر الإصابة بالمرض سوف تصبح منخفضة للغاية إذا اتبعت هذه الاحتياطات:

  1. اغسل يديك بالماء والصابون بشكل متكرر، خاصة بعد استخدام المرحاض، وقبل تناول الطعام، عليك فرك اليدين المبللتين بالماء والصابون معًا، لمدة 15 ثانية على الأقل قبل الشطف، وفي حالة عدم توفر الماء والصابون؛ فاستخدم معقم اليدين المعتمد على الكحول.
  2. اشرب فقط المياه الصالحة للشرب بما في ذلك المياه المعبأة، أو المياه التي قمت بغليها، أو تطهيرها بنفسك؛ واستخدم المياه المعبأة لآداء مهام النظافة اليومية مثل تنظيف الأسنان.
  3. تعد المشروبات الساخنة آمنة بشكل عام مثلها مثل المشروبات المعلبة، لكن من الضروري أن تمسح السطح الخارجي قبل فتحها، واحرص على عدم اضافة الثلج إلى مشروباتك، إلا إذا صنعته بنفسك، باستخدام المياه الصالحة للشرب.
  4. تناول طعامًا مطبوخًا وساخنًا تمامًا وتجنب طعام الباعة الجائلين إن أمكن، أما إذا كنت ستشتري وجبة من بائع متجول؛ فتأكد من طهيها في حضورك وتقديمها ساخنة.
  5. تجنب السوشي وكذلك الأسماك والمأكولات البحرية النيئة، أو المطبوخة بشكل غير صحيح من أي نوع.
  6. تناول الفاكهة والخضروات التي يمكنك تقشيرها بنفسك، مثل: الموز، والبرتقال، والأفوكادو، وحاول الابتعاد عن السلطات والفواكه التي لا يمكن تقشيرها، مثل: العنب، والتوت.
ما هي سبل الوقاية من الكوليرا؟

كيف يتم تشخيص الإصابة بالكوليرا؟

    على الرغم من أن علامات، وأعراض الكوليرا الشديدة يمكن أن تكون واضحة في المناطق التي تنتشر فيها، فإن الطريقة الوحيدة لتأكيد التشخيص هي: تحديد البكتيريا في عينة البراز، فتتمكن اختبارات مقياسالكوليرا السريعة الأطباء في المناطق النائية من تأكيد تشخيص الكوليرا بسرعة، ويساعد التأكيد السريع على خفض معدلات الوفيات عند بداية تفشي الكوليرا،ويساعد في التدخلات الصحية العامة المبكرة؛ للسيطرة على تفشي المرض.

ما علاج الكوليرا؟

    تتطلب الكوليرا علاجًا فوريًا؛ لأن المرض يمكن أن يتسبب في الوفاة في غضون ساعات، وتشمل أهم العلاجات ما يلي:

  1. معالجة الجفاف: الهدف من معالجة الجفاف هو تعويض السوائل، والإلكتروليتات المفقودة، باستخدام محلول معالجة الجفاف البسيط، وتتوفر محلول أملاح الجفاف الفموية كمسحوق يمكن صنعه بالماء المغلي، أو المعبأ في زجاجات، وبدون معالجة الجفاف يموت ما يقرب من نصف المصابين بالكوليرا، بينما مع العلاج تنخفض الوفيات إلى أقل من 1٪.
  2. السوائل الوريدية: يمكن مساعدة معظم المصابين بالكوليرا عن طريق أملاح الجفاف الفموية وحدها، ولكن الأشخاص المصابين بالجفاف الشديد قد يحتاجون أيضًا إلى سوائل عن طريق الوريد.
  3. المضادات الحيوية: في حين أنه ليس جزءًا ضروريًا من علاج الكوليرا، إلا أنه يمكن لبعض المضادات الحيوية أن تقلل من الإسهال المرتبط بالكوليرا، وتقصّر مدة استمراره في الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة.
  4. مكملات الزنك: أظهرت الأبحاث أن الزنك قد يقلل من الإسهال، ويقصّر مدة استمراره عند الأطفال المصابين بالكوليرا.


كيف تقوم بالتحضير لموعدك مع الطبيب؟

    ابحث عن رعاية طبية فورية إذا أصبت بإسهال أو قيء شديد، وما إذا كنت مقيمًا أو عدت مؤخرًا من بلد تنتشر فيه الكوليرا، أو اعتقدت أنك تعرضت للكوليرا لكن أعراضك ليست شديدة؛ فاتصل بطبيب الأسرة، وعند تحديد موعدك مع الطبيب؛ اسأل عما إذا كانت هناك ارشادات عليك اتباعها قبل زيارتك، وحاول وضع قائمة تتضمن مايلي:

  1. الأعراض التي تعاني منها، متى بدأت؟ ومدى شدتها.
  2. التعرض مؤخرًا لمصادر محتملة للعدوى، خاصة إذا كنت قد سافرت إلى الخارج مؤخرًا.
  3. المعلومات الطبية الأساسية بما في ذلك الحالات الأخرى التي تُعالج منها.
  4. جميع الأدوية، أو الفيتامينات، أو المكملات الغذائية الأخرى التي تتناولها، بما في ذلك الجرعات.
  5. كافة الأسئلة يجب طرحها على طبيبك.

    وتتضمن بعض الأسئلة التي يجب طرحها على طبيبك بشأن الكوليرا ما يلي:

  • هل هناك أسباب أخرى محتملة لأعراضي؟
  • ما الاختبارات التي أحتاجها؟
  • ما العلاج الذي توصي به؟
  • متى سأبدأ في الشعور بالتحسن، بعد أن أبدأ العلاج؟
  • ما المدة التي تتوقع أن يستغرقها الشفاء التام؟
  • متى يمكنني العودة إلى العمل، أو المدرسة؟
  • هل أنا مُعرض لخطر الإصابة بمضاعفات طويلة الأمد من الكوليرا؟
  • هل أنا مُعدي؟ كيف يمكنني تقليل مخاطر إصابتي بمرضي للآخرين؟
كيف تقوم بالتحضير لموعدك مع الطبيب؟

ماذا تتوقع من طبيبك؟

    من المرجح أن يطرح طبيبك أسئلة، مثل:

  • هل أصبت بإسهال مائي؟ ما شدته؟ وهل أصبت بالقيئ؟
  • هل هناك أيّ شيء آخر غير عادي في مظهر البراز؟
  • هل عانيت من أعراض الجفاف، مثل: العطش الشديد، أو تقلصات العضلات،أو التعب؟
  • هل أكلت مؤخرًا طعامًا بحريًا نيئـًا، مثل: المحار؟
  • هل انت حامل؟
  • ما فصيلة دمك، إذا كنت تعرف؟

  قد يفيدك الإطلاع على:

المصدر: Mayo Clinic

Responses