الكلاميديا | التشخيص والعلاج

الكلاميديا هي عدوى بكتيرية شائعة تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي, لذا فإنها تصنف تحت الأمراض المنقولة جنسيا. لا تتسبب الكلاميديا في ظهور أعراض واضحة في مراحل الإصابة الأولى, إذ تشير الإحصائيات إلى أن 90% من النساء و70% من الرجال المصابين بالأمراض المنقولة جنسيا لا تظهر عليهم أعراض. لكن ما زال من الممكن للكلاميديا أن تسبب مشاكل صحية في وقت لاحق، يمكن أن تتسبب الكلاميديا في حال إهمال علاجها إلى مضاعفات صحية خطيرة, لذلك فإنه من المهم القيام بالفحوصات بانتظام والتحدث مع الطبيب إذا كانت لديك مخاوف من الإصابة بها.

تسمى الكلاميديا بالمدثرة الحثرية Chlamydia trachomatis.

سنتعرف في المقال التالي على الموضوعات التالية:

• ما هي الكلاميديا؟
• ما هي أعراض الكلاميديا؟
• ما هي أسباب الإصابة بالكلاميديا؟
• ما هي مضاعفات الكلاميديا؟
• كيف يتم تشخيص الكلاميديا؟
• ما هو علاج الكلاميديا؟
• ما هي طرق الوقاية من الكلاميديا؟

ما هي أعراض الكلاميديا؟

أولاً – أعراض الكلاميديا عند الرجال:

لا يلاحظ كثير من الرجال أية أعراض للكلاميديا, بل إن أغلب الرجال لا تظهر عليهم. إذا ظهرت الأعراض فإن ظهورها يبدأ عادة ما بين أسبوع وثلاثة أسابيع من انتقال العدوى.

تتمضن الأعراض في حال ظهورها عند الرجال:

• الإحساس بالحرقة أثناء التبول
• خروج إفرازات لونها أصفر أو أخضر من القضيب
• ألم أسفل البطن
• ألم في الخصيتين

من الممكن أيضا انتقال العدوى إلى منطقة الشرح وبالتالي ستتضمن الأعراض الشعور بالألم بها وخروج الإفرازات ونزيف من تلك المنطقة.

يزيد أيضا خطر انتقال الكلاميديا إلى الحلق في حالة ممارسة الجنس الفموي مع شخص مصاب بها. وتتضمن الأعراض حينها التهاب الحلق, والسعال, أو الحمى. من الممكن أن توجد البكتيريا بالحلق دون أن تعرف.

  ثانياً – أعراض الكلاميديا عند النساء:

عادة ما تسمى الكلاميديا بالعدوى الصامتة؛ نظرا لأن كثير من الناس لا يمرون بأية أعراض لها. إذا أصيبت امرأة بعدوى عن طريق الجنس فإن الأعراض تستغرق عدة أسابيع للظهور. تتضمن الأعراض الشائعة للكلاميديا عند النساء:

• الشعور بالألم أثناء الاتصال الجنسي
• خروج إفرازات مهبلية
• الشعور بالحرقة أثناء التبول
• التهاب عنق الرحم

يمكن أن تنتقل العدوى عند بعض النساء إلى قناتي فالوب, مما يسبب الإصابة بداء الحوض الالتهابي PID, وهو حالة تستدعي تدخلا طبيا فوريا، تتضمن أعراض داء الحوض الالتهابي:

• الحمى
• ألم شديد بالحوض
• الغثيان
• نزيف مهبلي غير اعتيادي بين الدورات الشهرية

يمكن أيضا للكلاميديا أن تنتقل إلى الشرج. يمكن ألا تظهر الأعراض عند النساء في حالة انتقال العدوى إلى الشرج والمستقيم. وإذا ظهرت فإنها ستتضمن الشعور بالألم في منطقة الإصابة وخروج إفرازات منها, أو نزيف. بالإضافة إلى إمكانية الإصابة أيضا بالتهاب الحلق في حال ممارسة الجنس الفموي مع شخص مصاب بالعدوى، يمكن أن تختلف أعراض الكلاميديا بين الرجال والنساء, لذا فإنه من المهم التحدث مع أحد مختصي الرعاية الصحية إذا مررت بأي من تلك الأعراض.

ما هي أسباب الإصابة بالكلاميديا؟

يعتبر الاتصال الجنسي بدون استخدام وسائل الحماية أحد الطرق الرئيسية للإصابة بالكلاميديا. لكن لا يعتبر الإيلاج شرطا لانتقال العدوى. يمكن أن تنتقل البكتيريا عن طريق تلامس الأعضاء التناسلية. وتنتقل أيضا عن طريق الجنس الشرجي، ويمكن لحديثي الولادة أن تنتقل العدوى من أمهاتهم إليهم أثناء الولادة. لذلك يوصى بعمل اختبار الكلاميديا قبل الحمل، كما يمكن أيضا أن تنتقل العدوى لشخص كان مصاب بها من قبل وتلقى العلاج. لا يمكن انتقال الكلاميديا عن طريق التقبيل, أو مشاركة الأكواب أو العناق. لكنها تنتقل عن طريق الطرق الآتية:

• الجنس الشرجي أو الفموي أو المهبلي بدون استخدام وسائل حماية أو حاجز مع شخص مصاب بالعدوى
• من الأم المصابة إلى الجنين
• الرجال الذين يجامعون رجالا آخرين

هناك بعض الأمراض التي يمكن أن تنتقل عن طريق التقبيل خلال اللعاب أو الجروح حول الفم, وتتضمن:

• نزلات البرد
• الانفلونزا
• فيروس ابستاين بار
• فيروس الهربس البسيط
• التهاب الكبد B
• الفيروس المضخم للخلايا
• التهاب الأغشية السحائية
  

إحصائيات متعلقة بالكلاميديا

   في عام 2017 أبلغ مركز مكافحة الأمراض المعدية أن هناك أكثر من 1.7 مليون حالة مصابة بالكلاميديا. ولكن كثير من الحالات لا يتم الإبلاغ عنها, لذلك فإن الرقم الحقيقي يمكن أن يصل إلى 3 مليون إصابة بالكلاميديا كل عام. ويشيع انتشارها أكثر بين النساء، ويوصي مركز مكافحة الأمراض بأن تخضع النساء بعمر 25 عاما أو أقل للفحوصات اللازمة للكشف عن الكلاميديا كل عام, بالإضافة إلى النساء الكبار المعرضين لخطر الإصابة كما في حالات تعدد العلاقات أو الحصول على شريك جديد، وتشير الإحصائيات إلى أنه يزداد خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا في حالة ممارسة الجنس مع أكثر من شخص. ولقد ارتفعت معدلات الإصابة بالكلاميديا والأمراض الأخرى المنقولة جنسيا في السنوات الأخيرة ويمكنك التعرف أكثر على تلك المعلومات من هنا.

ما هي مضاعفات الكلاميديا؟

توجد بعض الحالات المرتبطة بالكلاميديا مثل:

• داء الحوض الالتهابي: وينتج عن إصابة الرحم وقناتي فالوب بالعدوى, ويترتب عليه الشعور بالألم في منطقة الحوض والحمى. يتطلب ذلك المكوث بالمستشفى للرعاية وتلقي المضادات الحيوية الوريدية. يمكن لداء الحوض الاتهابي أن يضر قناني فالوب, والمبيضين, والرحم وعنق الرحم.
• التهاب البربخ: يمكن لعدوى الكلاميديا أن تصيب الأنابيب الملتفة بجانب كل خصية المسماه بالبربخ. يمكن أن ينتج عن ذلك الإصابة بالحمى وألم الخصية وتورمها.
• التهاب البروستاتا. نادرا ما تسبب الكلاميديا التهاب البروستاتا. وينتج عنها في حال حدوثها الشعور بالألم بعد الاتصال الجنسي وعند التبول والحمى والرعشة وألم أسفل الظهر
• إصابة حديثي الولادة بالعدوى: يمكن أن تمر عدوى الكلاميديا من القناة المهبلية إلى الطفل أثناء الولادة متسببة في إصابته بالالتهاب الرئوي, وعدوى خطيرة بالعين, وتتضمن أعراضها احمرار العين وتورمها والحكة, وخروج إفرازات منها وحساسية تجاه الضوء . وفي حال عدم علاجها يمكن أن يصاب المريض بالعمى.
• الحمل خارج الرحم: يحدث ذلك عند اسقرار البويضة المخصبة خارج الرحم, وعادة ما تكون بقناة فالوب. يجب حينها التخلص من الحمل لمنع أي مضاعفات قد تهدد الحياة. تزيد الكلاميديا من خطر الحمل خارج الرحم
• العقم:يمكن أن تسبب الكلاميديا تندب وانسداد قناتي فالوب, حتى عند اللاتي لا تظهر عليهن أعراض, ما قد يؤدي إلى العقم.
• التهاب المفاصل التفاعلي: يزيد خطر الإصابة بالتهاب المفاصل التفاعلي عند المصابين بالكلاميديا, والذي يعرف بمتلازمة رايتر. تؤثر تلك الحالة على المفاصل والعين والإحليل (الأنبوبة التي تنقل البول من المثانة إلى خارج الجسم).

كيف يتم تشخيص الكلاميديا؟

يوصي مركز مكافحة الأمراض الفئات التالية للقيام بفحص الكلاميديا:

• النساء النشطات جنسيا في سن 25 أو أصغر: تعتبر تلك أكثر الفئات ارتفاعا في معدل الإصابات بالكلاميديا, ويوصى بعمل الفحوصات سنويا.
• النساء الحوامل: يجب القيام بفحص الكلاميديا أثناء أول فحص خلال الحمل. يمكن أن يرتفع خطر الإصابة في حالة تغيير الشريك الجنسي أو إصابة الشريك المعتاد, لذا يجب حينها القيام بالفحص مجددا  في وقت لاحق من الحمل.
• الرجال والنساء المعرضون للإصابة بالعدوى: يجب على الأشخاص المنخطرين في علاقات جنسية متعددة القيام بالفحوصات اللازمة لمرض الكلاميديا.

تتضمن الاختبارات:

• اختبار البول: يتم أخذ عينة من البول لفحصها بالمعمل للتأكد من وجود العدوى به
• المسحة: بالنسبة للنساء فإن الطبيب يقوم بعمل مسحة للإفرازات في عنق الرحم لعمل فحص مزرعة البكتيريا أو فحص مستضد الكلاميديا. يمكن أن يتم الفحص أيضا أثناء الفحص الروتيني لسرطان عنق الرحم PAP test. من الممكن أيضا أن تفضل بعض النساء القيام بالمسحة بأنفسهن.

بالنسبة للرجال فإن الطبيب يقوم بإدخال ماسحة رفيعة حتى نهاية القضيب للحصول على عينة من الإحليل. في بعض الحالات يمكن أن يقوم الطبيب بعمل المسحة في الشرج، أما إذا كنت قد تلقيت علاج الكلاميديا, يجب أن تقوم بإعادة الفحص خلال ثلاثة أشهر.

ما هو علاج الكلاميديا؟

    لحسن الحظ فإنه من السهل علاج الكلاميديا؛ نظرا لأنها بكتيريا, لذلك فإن العلاج يكمن في المضادات الحيوية. عادة ما يتم وصف الأزيثرومايسين في جرعة واحدة كبيرة. يمكن وصف الدوكسيسايكلين الذي يؤخذ مرتين يوميًا لمدة أسبوع، يمكن وصف أنواع أخرى من المضادات الحيوية. ومهما كان نوع المضاد الحيوي فإنه يجب الالتزام بالتعليمات الخاصة بالجرعات للتخلص من العدوى تماما. يمكن أن تستمر الجرعات حتى أسبوعين، من المهم أيضا أثناء العلاج عدم ممارسة الجنس؛ نظرا لإمكانية انتقال العدوى إلى الشريك.

تعتبر الكلاميديا عدوى بكتيرية لذلك فإن العلاج الوحيد لها هي المضادات الحيوية. يمكن أن تتوافر بعض البدائل التي تساعد على الراحة من الأعراض. من المهم أن تتذكر أن عدم علاج الكلاميديا يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل العقم والالتهابات المزمنة.

توجد بعض العلاجات المنزلية للراحة من الأعراض ليست لعلاج العدوى نفسها_ ومنها:

• نبات خاتم الذهب Goldenseal: يمكن أن تقلل تلك النبتة من الأعراض عن طريق تخفيف الالتهاب
• نبات القنفذية Echinacea: تستخدم تلك النبتة بشكل واسع لتعزيز المناعة من أجل مساعدة الناس على التغلب على العديد من الأمراض والعدوى بداية من البرد وحتى الجروح الجلدية. يمكنها أيضا أن تخفف أعراض الكلاميديا.

بالرغم من أن تلك النباتات تساعد على تخفيف الالتهاب بشكل عام, إلا أنه لا توجد دراسات تثبت فاعليتها على أعراض الكلاميديا بشكل خاص.

ما هي طرق الوقاية من الكلاميديا؟

تعتبر أفضل طريقة لمنع الإصابة بالكلاميديا هي تجنب أي نشاط جنسي. اتبع النصائح التالية للوقاية:

• استخدم الواقي: يقلل استخدامه أثناء النشاط الجنسي من فرص الإصابة لكن لا يمنعها.
• تجنب تعدد العلاقات الجنسية: يزيد خطر إصابتك بالأمراض الجنسية بزيادة عدد الشركاء.
• الخضوع للفحوصات المنتظمة
• تجنب استخدام الدش المهبلي؛ لأنه يقلل من عدد البكتيريا النافعة في المهبل, ما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.

اقرأ أيضا: 

• مرض السيلان
• مرض الإيدز

المصدر: Chlamydia | Healthline