fbpx

الصرع أثناء الحمل… هل يزيد الحمل من نوبات الصرع؟

أشارت إحدى الدراسات إلى أن النساء اللاتي يعانين من الصرع لا تزداد عندهن معدلات حدوث نوبات الصرع أثناء الحمل, طالما يتم الإشراف بحرص على مستويات الأدوية الخاصة بهن. وأوضحت الدراسة وجود تذبدبات متماثلة في معدل حدوث نوبات الصرع عند النساء المصابات بالصرع أثناء الحمل وما بعد الولادة مقارنة بالمجموعة الأخرى من النساء غير الحوامل. 

قالت دكتور بايج بانيل, أستاذة علم الأعصاب بجامعة هارفارد القائمة على الدراسة: ” تُظهر نتائجنا أن الصرع بحد ذاته لا يزيد من النوبات عند النساء المصابات بالصرع , وذلك عن طريق تعويض معدل خروج الدواء من الجسم بزيادة جرعاته عند الحاجة . وهذه نتائج مطمئنة؛ لأن النساء المصابات بالصرع بشكل عام يخفن من الحمل, ولا يردن أن يزداد الصرع سوءا. وتبين نتائجنا أنه لا داعي للقلق من ذلك فالخطورة لا تتغير بالحمل أو بدونه, طالما تحافظ  المصابات على تناول الدواء بانتظام. ” 

ونُشرت الدراسة في مجلة The New England Journal of Medicine بتاريح 23 ديسمبر 2020 . وأوضحت دكتور بانيل أنها أجرت تلك الدراسة من أجل استخراج بيانات موثوقة لمعدلات الصرع أثناء الحمل. و نَوهت قائلة: كثير من النساء المصابة بالصرع لا يتم تشجيعهن على الإنجاب نظرا لاعتقادهن أن الصرع يزداد أثناء الحمل وسيكون من الصعب السيطرة عليه, لكن كان هناك عدد قليل جدا من الأبحاث المتعلقة بهذا. وبينما لدينا الآن أدوية أكثر أمانا للصرع لتُستخدم أثناء الحمل, فما زالت هناك بعض المخاوف من أنها قد لا تكون فعالة في السيطرة على نوبات الصرع أثناء الحمل. و مجددا أقول أنه لم تكن هناك أدلة تجيب هذه التساؤلات وتثبتها. 

قام المعهد الوطني للصحة بتمويل دراسة قارنت  معدل حدوث نوبات الصرع أثناء الحمل و فترة ما بعد الولادة (أول ستة أسابيع بعد الولادة) بمعدل حدوثها أثناء فترة ما بعد الولادة بسبعة أشهر و نصف, و ذلك في 351 إمرأة مصابة بالصرع من 20 مركز طبي عبر الولايات المتحدة. وكان هناك مجموعة أخرى للمقارنة تتكون من 109 امرأة غير حامل مصابة بالصرع و تطابقن من حيث السن , والعِرق , ونوع نوبات الصرع , ومعدل حدوثها , والأدوية المستخدمة كذلك. 

كان لاموتريجين Lamotrigine و ليفيتيراسيتام Levetiracetam العلاجان الأكثر استخداما. 

image_transcoder.php?o=bx_froala_image&h=2300&dpx=1&t=1609815114اقرأ المزيد : تعرف على دور بكتيريا الأمعاء و تأثيرها على جودة النوم 

أشارت النتائج إلى أنه من بين  299 امراة حامل و 93 امرأة غير حامل ولديهن تاريخ من الصرع الذي يُفقد الوعي, ومن يملكن بيانات متاحة بخصوص الفترتين ( الولادة و مابعدها ) أن نسبة حدوث الصرع كانت أعلى في الفترة الأولى (الحمل و مابعد الولادة بأسابيع) مقارنة بالفترة الثانية, وذلك عند 70 امرأة حامل ( 23 % ) وفي 23 إمرأة غير حامل (25 % ). وكانت المجموعتان متماثلتين بشكل كبير في زيادة معدل نوبات الصرع في الفترة الأولى. 

وفي نفس الوقت كان هناك تحسن عند 14 % من النساء الحوامل أثناء الحمل وما بعد الولادة, وأيضا 11 % من النساء غير الحوامل شعرن بتحسن أثناء هذه الفترة أيضا مقارنة بالفترة الثانية. 

وأوضحت دكتور بانيل أنه كان هناك عدد قليل جدا من الدراسات السابقة التي ركزت على النساء المصابة بالصرع أثناء الحمل بشيء من التفصيل. وهذه تعتبر أول دراسة تتضمن مجموعة أخرى من النساء غير الحوامل للمقارنة, فبدون تلك المجموعة، كنا سنعتقد أن الحمل سيكون هو السبب في زيادة حدوث النوبات عند بعض النساء, لكننا رأينا تقريبا نتائج متماثلة في المجموعة الأخرى. 

وجد الباحثون أيضا أن 74 % من مجموعة النساء الحوامل خضعن لبعض التغييرات في الدواء أثناء الحمل مقابل 31 % من المجموعة الأخرى , حيث كان هناك 70 % من النساء الحوامل خضعوا لزيادة في الجرعات أو الأدوية مقابل 24 % من المجموعة الأخرى من غير الحوامل. 

و أوضحت دكتور بانيل أنه على مر السنوات الأخيرة كان هناك زيادة في الوعي بين أطباء المخ والأعصاب فيما يتعلق بتعديل الأدوية أو الجرعات عند الحوامل؛ نتيجة لزيادة معدل خروج الدواء من الجسم أثناء الحمل حيث يزداد مستوى إنزيمات الكبد, ويزداد تدفق الدم الكلوي, مما يعمل على زيادة تكسير وخروج كثير من الأدوية من الجسم. 

المصدر : ميد سكيب

Responses