fbpx

اضطراب الشخصية الحدية | الأعراض والعلاج

Smoking, Tobacco

اضطراب الشخصية الحدية (BPD) هو اضطراب في الصحة النفسية يؤثر على مزاج الشخص بصورة مستمرة وعلى طريقة تفكيره وشعوره تجاه نفسه وعلى كيفية تفاعله مع الآخرين  مما يسبب مشاكل في ممارسة الحياة اليومية ، ويعد اضطراب الشخصية الحدية من أكثر اضطرابات الشخصية شيوعًا . ويشمل اضطراب الشخصية الحدية حدوث بعض الخلل في الصورة الذاتية ، وصعوبة إدارة العواطف والسلوك  ونمط من العلاقات غير المستقرة . ومع اضطراب الشخصية الحدية يصبح لدى المريض خوف شديد من الهجر أو عدم الاستقرار وقد يجد صعوبة في تحمل الوحدة . ومع ذلك فإن الغضب غير المناسب والاندفاع والتقلبات المزاجية المتكررة قد تدفع بالآخرين بعيدًا على الرغم من أنه دائم التطلع لعلاقات محبة ودائمة . يبدأ اضطراب الشخصية الحدية عادةً في بداية البلوغ ومن ثم تزداد الحالة سوءًا في مرحلة الشباب وقد تتحسن تدريجياً مع تقدم العمر. إذا كنت تعاني من اضطراب الشخصية الحدية فلا تثبط عزيمتك . يتحسن العديد من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية بمرور الوقت مع العلاج ويمكنهم تعلم عيش حياة مُرضية .

اضطراب الشخصية الحدية

ما هي أعراض اضطراب الشخصية الحدية (BPD) ؟

يمكن أن يسبب اضطراب الشخصية الحدية (BPD) مجموعة واسعة من الأعراض والتي عادة ما يمكن تصنيفها الى 4 مجالات  رئيسية. وهذة المجالات الأربعة هي :

  1. عدم الاستقرار العاطفي : المصطلح النفسي لهذا هو الإضطراب العاطفي
  2. أنماط التفكير أو الإدراك المضطربة : التشوهات المعرفية أو التشوهات الإدراكية
  3. السلوك المندفع أو العدائي : سواء مع التفس أو مع الآخرين 
  4. العلاقات المكثفة : لكنها تظل علاقات غير مستقرة مع الآخرين

أولا- عدم الاستقرار العاطفي :

إذا كنت مصابًا باضطراب الشخصية الحدية فقد تواجه مجموعة من المشاعر السلبية الشديدة غالبًا مثل :

  1. الشعور بالغضب
  2. الشعور بالحزن والألم
  3. الشعور بالخزي والعار
  4. الشعور بالذعر والرعب
  5. شعور طويل الأمد بالفراغ والوحدة
  6. التقلبات المزاجية الحادة خلال فترة زمنية قصيرة 

من الشائع أن يشعر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية بالرغبة في الانتحار باليأس ثم لايلبثون أن يشعروا ببعض المشاعر الإيجابية بشكل معقول بعد بضع ساعات . وقد يشعر بعض الناس بتحسن في الصباح والبعض الآخر في المساء ، ومهما اختلف النمط تظل العلامة الأساسية هي أن الحالة المزاجية للمريض تتأرجح دائما بطرق غير متوقعة .

ثانيا- أنماط التفكير المضطربة :

يمكن أن تؤثر أنواع مختلفة من الأفكار على الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية بما في ذلك :

  1. الأفكار المزعجة : مثل التفكير في أنك شخص فظيع أو الشعور بأنك غير ذي أهمية ، قد لا تكون متأكدًا من هذة الأفكار وقد تطمئن إلى أنها غير صحيحة
  2. المرور بحلقات من التجارب الغريبة : مثل سماع الأصوات التي تبدو بمثابة تعليمات لإيذاء نفسك أو الآخرين وقد تكون متأكدًا أو لا تكون متأكدًا مما إذا كانت هذه حقيقية
  3. نوبات طويلة من التجارب غير الطبيعية : حيث قد يواجه المريض صورا من الهلاوس (الهلاوس السمعية والبصرية) والمعتقدات المؤلمة التي لا يمكن لأحد التحدث عنها ( مثل الاعتقاد بأن عائلتك تحاول سرًا قتلك ) قد تكون هذة الأنواع من المعتقدات ذهانية . لذا من المهم أن تحصل على المساعدة إذا كنت تعاني من الأوهام .
اضطراب الشخصية الحدية

ثالثا- السلوك المندفع :

إذا كنت مصابًا باضطراب الشخصية الحدية فهناك نوعان رئيسيان من النبضات التي قد تجد صعوبة بالغة في السيطرة عليها :

  1. الدافع لإيذاء النفس : مثل قطع ذراعيك بشفرات الحلاقة أو حرق جلدك بالسجائر ؛ وفي الحالات الشديدة وخاصة إذا كنت تشعر أيضًا بالحزن الشديد والاكتئاب فيمكن أن يؤدي هذا الدافع إلى الشعور بالرغبة في الانتحار وقد تحاول الانتحار بالفعل وهذة أشد مراحل الإصابة باضطراب الشخصية الحدية خطورة 
  2. الدافع القوي للانخراط في أنشطة متهورة وغير مسؤولة : مثل الإفراط في تناول الكحول أو تعاطي المخدرات أو الانفاق على القمار والرهانات وما الى ذلك 

رابعا- العلاقات غير المستقرة :

إذا كنت مصابًا باضطراب الشخصية الحدية فقد تشعر بأن الآخرين يتخلون عنك عندما تكون في أمس الحاجة إليهم أو أنهم يقتربون منك كثيرًا ويخنقونك . عندما يخشى الناس الهجر يمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالقلق الشديد والغضب مما قد يدفعهم أحيانا لبذل جهود محمومة لمنع تركهم بمفردهم ، مثل :

  1. الرسائل النصية أو الاتصال الهاتفي بشخص ما باستمرار
  2. الإتصال بهذا الشخص في اوقات غير ملائمة مثل منتصف الليل
  3. التشبث الجسدي بذلك الشخص ورفض تركه
  4. توجيه تهديدات بإيذاء نفسك أو قتلها إذا تركك هذا الشخص

وبدلاً من ذلك قد تشعر أن الآخرين يخنقونك أو يتحكمون بك أو يزاحمون عليك مما يثير أيضًا مشاعر الخوف والغضب الشديد لديك . يمكنك بعد ذلك الرد من خلال التصرف بطرق تجعل الناس يذهبون بعيدًا مثل الانسحاب العاطفي أو رفضهم أو استخدام الإساءة اللفظية . قد يؤدي هذان النمطان إلى علاقة غير مستقرة من ” الحب والكراهية ” مع بعض الأشخاص . وقد وجد بأن معظم الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية يظلون عالقين في نظرة جامدة جدًا للعلاقات ” السوداء والبيضاء ” . إما أن تكون العلاقة مثالية وهذا الشخص رائع أو أن العلاقة محكوم عليها بالفشل وهذا الشخص مروع . يبدو أن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية غير قادرين أو غير راغبين في قبول أي نوع من ” المنطقة الرمادية ” في حياتهم الشخصية وعلاقاتهم . وبالنسبة للعديد من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية فإن العلاقات العاطفية بما في ذلك العلاقات مع مقدمي الرعاية المحترفين قد تتضمن بعض الحالات الذهانية ” مثل الرغبة في الرحيل والبقاء في آن معا ” وهو أمر محير لهم ولشركائهم . وللأسف يمكن أن يؤدي هذا غالبًا إلى الانفصال . وقد تتراوح أعراض اضطراب الشخصية الحدية من خفيفة إلى حادة وعادة ما تظهر في مرحلة المراهقة وتستمر حتى مرحلة البلوغ .

اعراض الشخصية الحدية

ما هي أسباب اضطراب الشخصية الحدية ؟

أسباب اضطراب الشخصية الحدية غير واضحة ولكن كما هو الحال مع معظم الحالات يعتقد بأن اضطراب الشخصية الحدية ناتج عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية ، وعادة ما ترتبط الأحداث الصادمة التي تحدث أثناء الطفولة بتطور اضطراب الشخصية الحدية . كما يعاني العديد من الأطفال المصابين باضطراب الشخصية الحدية من إهمال الوالدين أو الاعتداء الجسدي أو الجنسي أو العاطفي أثناء حياتهم . ولكن لا يوجد سبب واحد لاضطراب الشخصية الحدية (BPD) ومن المحتمل أن يكون ناتجًا عن مجموعة من العوامل التي تشمل ما يلي :

  1. الأسباب الوراثية : قد تجعلك الجينات التي ترثها من والديك أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية الحدية . فقد وجدت دراسة أنه إذا كان هناك توأم واحد متطابق مصابًا باضطراب الشخصية الحدية ، فهناك احتمال بنسبة 2 الى 3 أن يكون التوأم الآخر المتطابق مصابًا أيضًا باضطراب الشخصية الحدية . ومع ذلك فيجب معالجة هذه النتائج بحذر حيث لا يوجد دليل واحد حتى الان على وجود جين لـ  BPD .
  2. خلل في المواد الكيميائية في الدماغ : يُعتقد أن العديد من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية لديهم شيء خاطئ في الناقلات العصبية في دماغهم وخاصة مادة السيروتونين . الناقلات العصبية هي مواد كيميائية مراسلة يستخدمها دماغك لنقل الإشارات بين خلايا الدماغ . تم ربط المستويات المتغيرة من السيروتونين بالاكتئاب والعدوانية وصعوبة التحكم في الدوافع المدمرة .
  3. خلل في نمو الدماغ : استخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي لدراسة أدمغة الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية . تستخدم فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي مجالات مغناطيسية قوية وموجات راديو لإنتاج صورة مفصلة لداخل الجسم . كشفت عمليات المسح أنه في العديد من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية كانت 3 أجزاء من الدماغ إما أصغر من المتوقع أو لديها مستويات غير عادية من النشاط . هذة الأجزاء كانت :
    • Amygdala هي مجموعة من الخلايا الموجودة بالقرب من قاعدة الدماغ . ويوجد اثنان منها واحد في كل نصف كرة أو جانب من الدماغ . وتعد هي المكان الذي تُعطى فيه المشاعر معنى ، ويتم عادة ربطها بالارتباطات والاستجابات لها ( الذكريات العاطفية ) . تعتبر Amygdala جزءًا من الجهاز الطرفي للدماغ ( brain’s limbic system ) . وهو مفتاح لكيفية معالجة المشاعر القوية مثل الخوف والسرور ، تلعب Amygdala  دورًا مهمًا في تنظيم العواطف وخاصة المشاعر الأكثر سلبية مثل الخوف والعدوان والقلق 
    • التكوين الحصيني ( The Hippocampus ) : التكوين الحصيني هو الجزء المسؤول عن تنظيم السلوك وضبط النفس لدى الإنسان
    • القشرة الأمامية المدارية ( The Orbitofrontal Cortex ) : القشرة الأمامية المدارية هي أحد جزيئات الدماغ التي تشارك في التخطيط واتخاذ القرارات
  4. العوامل البيئية : وجد بأن عددًا من العوامل البيئية الشائعة والمنتشرة بين الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية ، وتشمل هذة العوامل ما يلي :
    • أن يكون المريض ضحية للاعتداء العاطفي أو الجسدي أو الجنسي
    • تعرض المريض للخوف أو الضيق على المدى الطويل عندما كان طفلاً
    • إهمال الوالدين أو كليهما ، حيث تؤثر علاقة الشخص بوالديه وعائلته تأثيرًا قويًا على كيفية رؤيته للعالم وما يؤمن به تجاه الآخرين 
    • نشأة المريض مع فرد آخر من العائلة يعاني من حالة صحية عقلية خطيرة مثل الاضطراب ثنائي القطب أو مشكلة تعاطي المشروبات أو المخدرات
    • تمجيد الآخرين والنظر إليهم أغلب الوقت بنظرة مثالية
    • توقع أن يكون الآخرون آباء أو مراعين لهم طوال الوقت
    • توقع المريض أن يتنمر عليه الآخرون ويعاملوه بازدراء
    • تصرف المريض كما لو أن الأشخاص الآخرين بالغون وهو ليس كذلك
اعراض الشخصية الحدية

متى يتوجب عليك الحصول على المشورة الطبية ؟

راجع طبيبك إذا كنت قلقًا من إصابتك باضطراب الشخصية الحدية (BPD) . قد يسألك الطبيب عن أعراضك وكيف تؤثر هذة الأعراض على طبيعة حياتك . وقد يرغب طبيبك أيضًا في استبعاد حالات الصحة العقلية الأخرى الأكثر شيوعًا مثل الاكتئاب والتأكد من عدم وجود خطر مباشر على صحتك وعافيتك . وإذا اشتبه طبيبك في الإصابة باضطراب الشخصية الحدية فمن المحتمل أن تتم إحالتك إلى فريق الصحة العقلية لإجراء تقييم أكثر تعمقًا . اسأل ما إذا كانت الخدمة التي تتم إحالتك إليها لديها خبرة في التعامل مع اضطرابات الشخصية . عادة ما سيسألك الطبيب مجموعة من الأسئلة تتضمن ما يلي :

  1. كيف تشعر ؟
  2. ما هو سلوكك الأخير ؟
  3. ما هو نوع تأثير الأعراض التي تعاني منها على نوعية حياتك ؟ 

ما هي معايير تقييم الشخصية الحدية ؟

عادة ما تُستخدم المعايير المعترف بها دوليًا لتشخيص اضطراب الشخصية الحدية . ويمكن إجراء التشخيص إذا أجبت بـ نعم على 5 أو أكثر من الأسئلة التالية :

  1. هل لديك خوف شديد من أن تُترك بمفردك مما يجعلك تتصرف بطرق تبدو عند التفكير خارجة عن المألوف أو يمكن تسميتها بالمتطرفة مثل الاتصال المستمر بشخص ما ( ولكن لا يشمل إيذاء النفس أو السلوك الانتحاري ) ؟
  2. هل لديك نمط من العلاقات القوية وغير المستقرة مع أشخاص آخرين يتحولون بين التفكير في أنك تحب هذا الشخص ومن الرائع أن تكره هذا الشخص وتفكر في أنه فظيع ؟
  3. هل شعرت يومًا أنك لا تملك إحساسًا قويًا بنفسك وأنك غير واضح بشأن صورتك الذاتية ؟
  4. هل تنخرط في أنشطة اندفاعية في مجالين من المحتمل أن تكون ضارة مثل تناول المخدرات أو الإنفاق المتهور ( لكن لا يشمل إيذاء النفس أو السلوك الانتحاري ) ؟
  5. هل قمت بتهديدات أو محاولات انتحار متكررة في الماضي وشاركت في إيذاء نفسك ؟
  6. هل تعاني من تقلبات مزاجية حادة مثل الشعور بالاكتئاب الشديد أو القلق أو الانفعال والتي تستمر من بضع ساعات إلى بضعة أيام ؟
  7. هل لديك شعور طويل الأمد بالفراغ والوحدة ؟
  8. هل تشعر بمشاعر مفاجئة وحادة من الغضب والعدوان وغالبًا ما تجد صعوبة في التحكم في غضبك ؟
  9. هل لديك مشاعر جنون العظمة ، أو هل تشعر أنك منفصل عن العالم أو عن جسمك وأفكارك وسلوكك ؟
اضطراب الشخصية الحدية

ما هو علاج اضطراب الشخصية الحدية ؟

يمكن للعديد من المصابين باضطراب الشخصية الحدية (BPD) الاستفادة من العلاج النفسي أو الطبي بواسطة متخصصين ضمن فريق الصحة العقلية المجتمعي (CMHT) . قد يشمل العلاج مجموعة من العلاجات النفسية الفردية والمركبة والتي عادة ما يتم إجراؤها من خلال العمل المدرّب مع فريق الصحة العقلية المجتمعي ، وقد يستمر العلاج الفعال لأكثر من عام كامل . وبمرور الوقت يتغلب العديد من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية على أعراضهم ويتعافون . كما يوصى بعلاج إضافي للأشخاص الذين تعود أعراضهم للظهور مجددا بعد انتهاء فترة العلاج والوصول الى الشفاء التام . والهدف من CMHT هو توفير الدعم والعلاج يوميًا مع ضمان حصولك على أكبر قدر ممكن من الاستقلالية . ويمكن أن يتكون CMHT من : 

  1. مجموعة من الأخصائيين الاجتماعيين
  2. ممرضات الصحة النفسية المجتمعية ( الذين تلقوا تدريبًا متخصصًا في حالات الصحة العقلية )
  3. مجموعة من الصيادلة
  4. المستشارين والمعالجين النفسيين
  5. علماء النفس والأطباء النفسيين ( عادة ما يكون الطبيب النفسي هو كبير الأطباء في الفريق )

أولا- العلاج النفسي :

عادةً ما يتضمن علاج اضطراب الشخصية الحدية نوعًا من العلاج النفسي المعروف أيضًا باسم العلاج بالكلام . هناك العديد من الأنواع المختلفة من العلاج النفسي لكنها تتطلب جميعها تخصيص بعض الوقت لمساعدتك على فهم أفضل لكيفية تفكيرك وشعورك . وبالإضافة إلى الاستماع ومناقشة القضايا المهمة معك فيمكن للمعالج النفسي اقتراح طرق لحل المشكلات وإذا لزم الأمر سيساعدك على تغيير مواقفك وسلوكك . يهدف علاج اضطراب الشخصية الحدية إلى مساعدة الناس في الحصول على شعور أفضل بالتحكم في أفكارهم ومشاعرهم . لكن من الضروري تقديم العلاج النفسي لاضطراب الشخصية الحدية فقط من قبل متخصص مدرب وهو عادة ما سيكون طبيبًا نفسيًا أو أخصائيًا نفسيًا أو غيره من أخصائيي الصحة العقلية المدربين . وقد يعتمد نوع العلاج النفسي الذي تختاره على مجموعة من التفضيلات الشخصية وتوافر العلاجات المحددة في منطقتك المحلية . قد يستمر علاج اضطراب الشخصية الحدية لمدة عام أو أكثر اعتمادًا على احتياجاتك وكيف تعيش حياتك .

ثانيا- العلاج السلوكي الكلامي ( DBT ) :

العلاج السلوكي الكلامي ( DBT ) هو نوع من العلاج مصمم خصيصًا لعلاج الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية . يعتمد DBT على فكرة أن هناك عاملين مهمين يساهمان في اضطراب الشخصية الحدية وهما :

  1. الحساسية المفرطة تجاه الأحداث : الأشخاص أصحاب الحساسية المفرطة هم الأكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية الحدية  
  2. التجاهل من قبل الآخرين : على سبيل المثال ربما أخبرك أحد الوالدين أنه ليس لديك الحق في الشعور بالحزن أو أنك كنت سخيفا فقط إذا اشتكيت من مشاعر القلق أو التوترقد يتسبب هذان العاملان في الوقوع في حلقة مفرغة ، فأنت تشعر بمشاعر شديدة ومزعجة ومع ذلك تشعر بالذنب وعدم القيمة لامتلاك هذه المشاعر . بسبب تربيتك قد تعتقد أن وجود هذه المشاعر يجعلك شخصًا سيئًا ، لذا قد تؤدي هذه الأفكار بعد ذلك إلى مزيد من المشاعر المزعجة والاضطرابات النفسية ، وعادة ما يكمن الهدف من العلاج السلوكي هو كسر هذه الحلقة من خلال تقديم مفهومين مهمين : 
  • تقبل الذات : بمعنى قبول مشاعرك واعتقاد وجودها وصحتها وقبولها دائما على عكس ما قد كان يصوره لك البعض
  • الديالكتيك : هي مدرسة فلسفية تدعي بأن معظم الأشياء في الحياة نادرًا ما تكون ” سوداء أو بيضاء ” وأنه من المهم أن تكون منفتحًا على الأفكار والآراء التي تتعارض مع آرائك

وسيستخدم معالج DBT كلا المفهومين لمحاولة إحداث تغييرات إيجابية في سلوكك .على سبيل المثال : يمكن للمعالج أن يقبل ( يؤكد ) أن مشاعر الحزن الشديد تسبب لك إيذاء نفسك وأن التصرف بهذه الطريقة لا يجعلك شخصًا فظيعًا وعديم القيمة . ومع ذلك سيحاول المعالج بعد ذلك تحدي الافتراض القائل بأن إيذاء النفس هو الطريقة الوحيدة للتعامل مع مشاعر الحزن . ويكمن الهدف النهائي لـ DBT في مساعدتك على التحرر من رؤية العالم وعلاقاتك وحياتك بطريقة ضيقة جدًا وصارمة تقودك إلى الانخراط في سلوك ضار ومدمر للذات . عادةً ما يتضمن DBT جلسات فردية وجماعية أسبوعية وسيتم إعطاؤك رقم اتصال خارج ساعات العمل للاتصال إذا ساءت الأعراض . يعتمد DBT على العمل الجماعي . لذا فيُتوقع منك أن تعمل مع معالجك والأشخاص الآخرين في جلسات مجموعتك ، وفي المقابل يعمل المعالجون معًا كفريق واحد . وقد أثبت DBT فعاليته بشكل خاص في علاج النساء المصابات باضطراب الشخصية الحدية اللائي لديهن تاريخ من إيذاء النفس والسلوك الانتحاري . وقد أوصى به المعهد البريطاني الوطني للتميز في الرعاية الصحية ( NICE ) كأول علاج تجربه هؤلاء السيدات .

ثالثا- العلاج القائم على العقلية (MBT) :

هو نوع آخر من العلاج النفسي طويل الأمد الذي يمكن استخدامه لعلاج اضطراب الشخصية الحدية هو العلاج الذهني (MBT). يعتمد العلاج الذهاني على مفهوم أن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية لديهم قدرة ضعيفة على التفكير الذهني . العقلية هي القدرة على التفكير مسارات . هذا ميعني مراقبة أفكارك ومعتقداتك وتقييم ما إذا كانت مفيدة وواقعية وقائمة على الواقع أم لا .على سبيل المثال : سيكون لدى العديد من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية رغبة مفاجئة في إيذاء أنفسهم ثم تلبية هذه الرغبة دون التشكيك فيها . كما إنهم يفتقرون إلى القدرة على التراجع عن هذا الدافع والقول لأنفسهم : ” هذة ليست طريقة صحية في التفكير وأنا أفكر بهذه الطريقة فقط لأنني منزعج ” . 

جزء مهم آخر من العقلية العقلية هو إدراك أن الآخرين لديهم أفكارهم وعواطفهم ومعتقداتهم ورغباتهم واحتياجاتهم ، وقد لا يكون تفسيرك للحالات العقلية للآخرين صحيحًا بالضرورة ، بالإضافة إلى ذلك يجب أن تكون على دراية بالتأثير المحتمل لأفعالك على الحالات العقلية للآخرين . الهدف من MBT هو تحسين قدرتك على التعرف على حالتك العقلية وحالات الآخرين ، وتعلم التراجع عن أفكارك حول نفسك والآخرين وفحصها لمعرفة ما إذا كانت صحيحة . في البداية قد يتم القيام بالعلاج الذهني في المستشفى حيث ستقيم كمريض داخلي . يتكون العلاج عادة من جلسات فردية يومية مع معالج وجلسات جماعية مع أشخاص آخرين مصابين باضطراب الشخصية الحدية وعادةً ما تستمر دورة العلاج الذهني حوالي 18 شهرًا . قد تشجعك بعض المستشفيات والمراكز المتخصصة على البقاء كمريض داخلي خلال هذا الوقت . وقد توصيك المستشفيات والمراكز الأخرى بمغادرة المستشفى بعد فترة زمنية معينة ولكن تظل تعالج كمريض خارجي حيث تزور المستشفى بانتظام .

bpd

رابعا- المجتمعات العلاجية (TCs) :

المجتمعات العلاجية (TCs) هي بيئات منظمة حيث يجتمع الأشخاص الذين يعانون من مجموعة من الحالات والاحتياجات النفسية المعقدة للتفاعل والمشاركة في العلاج . تم تصميم أبرز المساهمين لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل عاطفية طويلة الأمد ولديهم تاريخ من إيذاء الذات من خلال تعليمهم المهارات اللازمة للتفاعل الاجتماعي مع الآخرين . معظم أبرز المساهمين عبارة عن أماكن سكنية كما هو الحال في المنازل الكبيرة حيث تقيم لمدة تتراوح من يوم إلى 4 أيام في الأسبوع . وبالإضافة إلى المشاركة في العلاج الفردي والجماعي يُتوقع منك القيام بأنشطة أخرى مصممة لتحسين مهاراتك الاجتماعية وثقتك بنفسك ، مثل :

  1. آداء الواجبات المنزلية
  2. إعداد الوجبات الغذائية
  3. ممارسة الرياضة والأنشطة الترفيهية 
  4. عقد اجتماعات مجتمعية منتظمة حيث يناقش الناس قضايا تخص المجتمع

خامسا- العلاجات الإبداعية :

يمكن تقديم العلاجات الفنية أو الإبداعية بشكل فردي أو مع مجموعة كجزء من برنامج علاج للأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية . وقد تشمل هذة العلاجات ما يلي :

  1. العلاج بحركات الرقص
  2. العلاج الدرامي
  3. العلاج بالموسيقى

تهدف العلاجات بالفنون إلى مساعدة الأشخاص الذين يجدون صعوبة في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم شفهيًا وحركيا . يركز العلاج على خلق شيء ما كوسيلة للتعبيرعن مشاعرك . يدير الدورات معالجون مدربون يمكنهم مساعدتك على التفكير فيما صنعته وما إذا كان مرتبطًا بأفكارك وتجاربك ، وعادةً ما تتضمن دورة العلاج بالفنون جلسات أسبوعية تستمر حتى ساعتين .

سادسا- تدريب التعامل مع الأزمات :

من المحتمل أن يتم إعطاؤك العديد من أرقام الهواتف لاستخدامها إذا كنت تعتقد أنك قد تمر بأزمة ( عندما تكون الأعراض شديدة بشكل خاص ويكون لديك خطر متزايد لإيذاء نفسك ) . وغالبا ما سيكون أحد هذة الأرقام هو ممرضة الصحة النفسية المجتمعية . قد تتضمن الأرقام الأخرى رقمًا خارج ساعات العمل للأخصائيين الاجتماعيين وفريق حل الأزمات المحلي (CRT) . تدعم فرق حل الأزمات الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية عقلية خطيرة والذين يعانون حاليًا من أزمة نفسية حادة وشديدة والتي عادة ما تتطلب دخول المستشفى دون مشاركة الفريق ، وقد تكون محاولة الانتحار مثالاً على المرور بأزمة نفسية حادة . غالبًا ما يجد الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية أن مجرد التحدث إلى شخص يفهم حالتهم يمكن أن يساعدهم في الخروج من الأزمة . في عدد قليل من الحالات قد يتم إعطاؤك دورة علاجية قصيرة مثل المهدئات لتهدئة مزاجك ويوصف هذا الدواء عادة لمدة 7 أيام . أما إذا كانت أعراضك شديدة بشكل خاص ويعتقد أنك تمثل خطرًا كبيرًا على صحتك ، فقد يتم قبولك في المستشفى من حين لآخر عن طريق الاحتجاز بموجب قانون الصحة العقلية ، إذا كنت غير قادر على اتخاذ القرارات المناسبة بشأن سلامتك فسيكون هذا لأقصر وقت ممكن ويجب أن تكون قادرًا على العودة إلى المنزل بمجرد تحسن الأعراض . يبذل الأطباء قصارى جهدهم لتجنب احتجاز أي شخص ما لم يكن ذلك ضروريًا للغاية .

سابعا- العلاج الدوائي :

ينقسم الخبراء حول ما إذا كان الدواء مفيدًا . لا يوجد دواء مرخص حاليًا لعلاج اضطراب الشخصية الحدية . على الرغم من عدم التوصية بالطب من قبل إرشادات المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية (NICE) إلا أن هناك أدلة على أنه قد يكون مفيدًا لمشاكل معينة لدى بعض الأشخاص . غالبًا ما يتم استخدام الأدوية إذا كنت تعاني من حالة صحية عقلية أخرى مرتبطة باضطراب الشخصية الحدية مثل :

  1. الحزن والإكتئاب
  2. اضطرابات القلق
  3. اضطراب ثنائي القطبين

وأحيانًا قد يتم وصف مثبتات الحالة المزاجية أو مضادات الذهان للمساعدة في تقلب المزاج أو تخفيف الأعراض الذهانية أو تقليل السلوك الاندفاعي .

image_transcoder.php?o=bx_froala_image&h=784&dpx=1&t=1602916843

ما هو الدور المجتمعي للتعامل مع اضطراب الشخصية الحدية ؟

أولا- الإشراف العائلي :

بمجرد تأكيد تشخيص اضطراب الشخصية الحدية يوصى بإخبار العائلة والأصدقاء المقربين والأشخاص الذين تثق بهم بشأن التشخيص .وهناك عدة أسباب لذلك ومن أهمها : 

  1. تؤثر العديد من أعراض اضطراب الشخصية الحدية على علاقاتك مع الأشخاص المقربين منك لذا فإن إشراكهم في علاجك قد يجعلهم على دراية بحالتك ويجعل علاجك أكثر فعالية 
  2. يمكن لعائلتك وأصدقائك أن يظلوا متيقظين لأي سلوك قد يشير إلى أنك تواجه أزمة حادة مثل علامات الرغبة في الانتحار أو ايذاء النفس 
  3. قد تحصل على الفائدة أيضًا من مجموعات الدعم المحلية والخدمات الأخرى للأشخاص المرتبطين بشخص مصاب باضطراب الشخصية الحدية ، ومع ذلك يظل قرار التحدث عن حالتك قرارا يخصك تمامًا وسيتم احترام سريتك في جميع الأوقات 

ثانيا- فريق الصحة النفسية المجتمعية :

قد تساعد فرق الصحة النفسية المجتمعية الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية عقلية معقدة مثل اضطراب الشخصية الحدية . ومع ذلك فقد تركز بعض الفرق فقط على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات ذهانية ، وفي مناطق أخرى هناك مقدموا خدمات صحية أكثر تعقيدا قد يكونون ذو امكانيات أفضل لمساعدتك . من المحتمل أن يتم إجراء تقييمك بواسطة أخصائي في اضطرابات الشخصية وعادة ما يكون الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي .

للمزيد من المعلومات حول اضطراب الشخصية الحدية يمكنكم الاطلاع على :

BPD | NHS

BPD | WebMd

BPD | HealthLine

BPD | MayoClinic

Responses