الرهاب الإجتماعي | التشخيص والعلاج
اضطراب القلق الاجتماعي Social Anxiety Disorder هو نوع شائع من أنواع اضطرابات القلق التي قد تصيب الإنسان في مراحل عمرية مختلفة . ويشعر الشخص المصاب باضطراب الرهاب الاجتماعي بأعراض القلق أو الخوف في بعض المواقف الاجتماعية أو جميعها ، مثل مقابلة أشخاص جدد أو إجراء مقابلة عمل أو الإجابة على سؤال في الفصل أو الاضطرار إلى التحدث إلى الأشخاص الغرباء عموما . كما أن القيام بأشياء يومية أمام الناس مثل الأكل أو الشرب أمام الآخرين أو استخدام دورة مياه عامة من شأنه أن يصبح عبئا كبيرا عليه أو يسبب له القلق أو الخوف ، وعادة ما يخشى الشخص الذي يعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي أن يتعرض للإذلال أوالحكم عليه ورفضه من قبل الآخرين . وعادة ما يكون الخوف الذي يعاني منه الأشخاص المصابون باضطراب الرهاب الاجتماعي في المواقف الاجتماعية قويا لدرجة أنهم يشعرون أنه خارج عن قدرتهم على السيطرة مما قد يعيقهم عن القيام بالأنشطة اليومية المعتادة مثل الذهاب إلى العمل أو الحضور المدرسي أو القيام بالأشياء اليومية . قد يقلق الأشخاص المصابون باضطراب القلق الاجتماعي بشأن هذة الأمورالإعتيادية وغيرها لأسابيع قبل حدوثها ، وفي بعض الأحيان ينتهي بهم الأمر بالابتعاد عن الأماكن أو الأحداث التي يعتقدون أنهم قد يضطرون إلى فعل شيء يحرجهم فيها . ولا تقتصر الأعراض التي يشعر بها الأشخاص المصابون باضطراب الرهاب الإجتماعي على الأعراض النفسسة فحسب ، وإنما قد تظهر بعض الأعراض الجسدية المصاحبة للقلق في بعض المواقف الإجتماعية مثل إلقاء خطاب أمام جمهور من الناس أو ممارسة لعبة رياضية أو الرقص أو العزف على آلة موسيقية وما إلى ذلك ، وقد لوحظ بأن اضطراب القلق الإجتماعي عادة ما يبدأ خلال فترة الشباب بالنسبة للأشخاص الخجولين للغاية . واضطراب الرهاب الاجتماعي ليس مرضا نادر الحدوث بل على العكس من هذا ، فأغلب الدراسات الحديثة تشير إلى أن حوالي 7% من الأشخاص حول العالم مصابون بالرهاب الإجتماعي . وبدون علاج يمكن أن يستمر اضطراب القلق الاجتماعي لسنوات عديدة أو مدى الحياة ويمنع الشخص من الوصول إلى إمكاناته الكاملة .
محتويات المقال
- ما هي أعراض اضطراب الرهاب الاجتماعي ؟
- ما هي أسباب الإصابة بالرهاب الاجتماعي ؟
- ما هي عوامل الخطر المسببة للإصابة بالرهاب الإجتماعي ؟
- ما هي مضاعفات اضطراب الرهاب الاجتماعي ؟
- كيف يتم علاج اضطراب القلق الاجتماعي ؟
- العلاجات المنزلية ونمط التعايش مع الرهاب الاجتماعي :
- كيف يمكنك التأقلم مع اضطراب الرهاب الاجتماعي ؟
ما هي أعراض اضطراب الرهاب الاجتماعي ؟
الشعور بالخجل أو عدم الراحة في مواقف معينة ليس بالضرورة أن يكون من علامات الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي خاصة عند الأطفال ، فعادة ما تختلف مستويات الراحة في المواقف الاجتماعية اعتمادًا على سمات الشخصية نفسها وتجاربها الحياتية والكثير من العوامل الأخرى ، ويشمل اضطراب القلق الاجتماعي الخوف والقلق والإنطواء الذي يتعارض مع الروتين اليومي أو العمل أو المدرسة أو الأنشطة الأخرى . يبدأ اضطراب القلق الاجتماعي عادةً في بداية المراهقة حتى منتصفها وكذلك فمن الممكن أن يبدأ الرهاب الإجنماعي أحيانًا بشكل مبكرعند الأطفال الأصغر سنًا وخلال سنوات الطفولة الأولى . كما من المحتمل أن تتغير أعراض اضطراب القلق الاجتماعي بمرور الوقت . قد تزداد هذة الأعراض إذا كنت تواجه الكثير من الضغط أو المطالب . وعلى الرغم من أن تجنب المواقف التي تسبب القلق قد يشعر الشخص بتحسن على المدى القصير إلا أنه من المرجح أن يستمر القلق ويتزايد على المدى الطويل إذا لم يحصل المريض على العلاج المناسب . وتوجد الكثير من الأعراض التي تحمل دلالة على اصابة الشخص بالرهاب الإجتماعي ، هذة الأعراض كما أسلفنا غير مقتصرة على الأعراض النفسية والعاطفية فحسب وإنما تتعداها لتشمل الأعراض النفسية والجسدية كذلك .
أولا- الأعراض العاطفية والسلوكية لاضطراب الرهاب الإجتماعي :
- الخوف من المواقف التي قد يتم الحكم عليه فيها فيها من قبل المجتمع والأشخاص المحيطين به
- القلق الدائم بشأن إحراج النفس أو إذلالها والتفكير المتواصل في مثل هذة المواقف قبل حدوثها
- الخوف الشديد من التفاعل أو التحدث مع الغرباء واقتصار التعاملات على الأشخاص القريبين فقط
- مواصلة التفكير والخوف من ملاحظة الآخرين علامات قلقك والشعور بالإحراج طوال الوقت
- تجنب فعل الأشياء التي تتطلب المشاركة الإجتماعية أو التحدث إلى الناس خوفًا من الإحراج
- تجنب المواقف التي قد يكون فيها الشخص مركز إهتمام من قبل الآخرين وتفضيل البقاء بعيدا
- الشعور بالقلق المفرط تحسبا لحدث ما مخيف وإدمان التفكير في أمور لم تحدث وتوقع حدوثها
- قضاء الوقت بعد موقف اجتماعي في تحليل آداء الشخص وتحديد العيوب في تفاعلاته الإجتماعية
- التوقع الدائم لأسوأ العواقب المحتملة من تجربة سلبية معينة خلال موقف اجتماعي ينوي القيام به
- بالنسبة للأطفال فقد يظهر القلق بشأن التفاعل مع البالغين من خلال البكاء أو نوبات الغضب
ثانيا – الأعراض الجسدية لاضطراب القلق الاجتماعي :
- إحمرار الوجه خجلا في أغلب المواقف الإجتماعية
- الشد عضلي وخاصة في عضلات الأطراف
- تسارع ضربات القلب بصورة غير معهودة
- إرتجاف الأطراف وتعرق الجسم
- اضطرابات المعدة والشعور بالغثيان
- الصعوبة في التقاط الأنفاس والدوار
وقد تشمل التجارب اليومية الشائعة التي يصعب تحملها في حالة الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي ما يلي :
- التعامل مع أشخاص غير مألوفين أو غرباء
- حضور الحفلات أو التجمعات الاجتماعية
- الذهاب إلى العمل أو الدوام الدراسي
- بدء المحادثات مع الآخرين
- التواصل البصري مع المحيطين
- التعارف واكتساب صداقات أشخاص جدد
ما هي أسباب الإصابة بالرهاب الاجتماعي ؟
ينتشر اضطراب القلق الاجتماعي أحيانًا في العائلات ولكن لا أحد يعرف على وجه اليقين سبب إصابة بعض أفراد الأسرة به بينما لا يعاني الآخرون من نفس المشكلة ، ويعتقد بعض الباحثين أن سوء قراءة سلوك الآخرين قد يلعب دورًا في التسبب في القلق الاجتماعي أو تفاقمه وعلى سبيل المثال : قد تعتقد أن الناس يحدقون فيك أو يستهجنونك بينما لا يفعلون ذلك حقًا . كما أن المهارات الاجتماعية المتخلفة هي عامل آخر محتمل يساهم في القلق الاجتماعي وعلى سبيل المثال : إذا كانت لديك مهارات اجتماعية ضعيفة فقد تشعر بالإحباط بعد التحدث مع الناس وقد تقلق بشأن القيام بذلك في المستقبل . ومن خلال معرفة المزيد عن الخوف والقلق في الدماغ قد يتمكن العلماء من ابتكار علاجات أفضل لهذا المرض أفضل ، كما أثبت الباحثون أيضًا بأن الإجهاد والعوامل البيئية قد تلعب كذلك دورًا في الاصابة بالرهاب الاجتماعي . وكحال العديد من حالات الصحة العقلية الأخرى ينشأ اضطراب القلق الاجتماعي من تفاعل معقد بين العوامل البيولوجية والبيئية الى جانب بعض الإضطراب الأخرى المعقدة في كيمياء الدماغ . ويمكن أن تتلخص الأسباب المحتملة للإصابة بالرهاب الإجتماعي في ما يلي :
- الصفات الموروثة : تميل اضطرابات القلق إلى التوارث جينيا عبر العائلات ومع ذلك ليس من الواضح تمامًا حجم الأثر المحتمل نتيجة التوارث عبر الجينات ومقدار السلوك المكتسب من خلالها .
- هيكل الدماغ : قد تلعب بنية تركيبية في الدماغ يطلق عليها amygdala دورًا في التحكم في استجابة الخوف . وقد يعاني الأشخاص المصابون بفرط نشاط اللوزة الدماغية من استجابة خوف متزايدة مما يؤدي إلى زيادة القلق والتوتر لديهم في المواقف الاجتماعية .
- البيئة المحيطة : قد يكون اضطراب القلق الاجتماعي سلوكًا مكتسبًا ، حيث أن بعض الأشخاص قد يصابون بهذة الحالة بعد التعرض لموقف اجتماعي مؤلم أو محرج . وكذلك أيضًا قد يكون هناك ارتباط بين اضطراب القلق الاجتماعي والآباء الذين إما أن يكونوا نموذجًا لسلوك القلق في المواقف الاجتماعية أو يكونون أكثر تحكمًا أو مفرطًا في حماية أطفالهم مما يتسبب في حدوث الرهاب الاجتماعي عند الاطفال .
ما هي عوامل الخطر المسببة للإصابة بالرهاب الإجتماعي ؟
هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من خطر واحتمالية الإصابة بالرهاب الاجتماعي وتشمل ما يلي :
- تاريخ العائلة : عادة ما يصبح الشخص أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق الاجتماعي في حال كان لديه تاريخ عائلي أي أن أحد والديه أو الأشقاء مصابين بهذة الحالة الصحية
- التجارب السلبية : قد يصبح الأطفال الذين يتعرضون للمضايقة أو التنمر أو الرفض أو السخرية أو الإذلال من قبل أقرانهم أو والديهم أكثر عرضة لاضطراب القلق الاجتماعي . بالإضافة إلى ذلك فقد ترتبط الأحداث السلبية الأخرى في الحياة مثل الصراع الأسري أو الصدمة أو سوء المعاملة باضطراب القلق الاجتماعي
- الطباع : قد يصبح كذلك الأطفال الخجولين أو المنعزلين أو المقيدين عند مواجهة أشخاص جدد أو مواقف جديدة أكثر عرضة لخطر الاصابة بالرهاب الاجتماعي
- المتطلبات الاجتماعية أو العملية الجديدة : تبدأ أعراض اضطراب القلق الاجتماعي عادةً في سنوات المراهقة ولكن مقابلة أشخاص جدد أو إلقاء الخطاب في الأماكن العامة أو تقديم على عروض العمل المهمة قد يؤدي إلى ظهور الأعراض لأول مرة
- وجود مظهر أو حالة تلفت الانتباه : على سبيل المثال يمكن أن يؤدي تشوه الوجه أو التلعثم أو الرعشة بسبب مرض باركنسون إلى زيادة الشعور بالوعي الذاتي وقد يؤدي إلى اضطراب القلق الاجتماعي لدى بعض الأشخاص .
ما هي مضاعفات اضطراب الرهاب الاجتماعي ؟
إذا تُرك اضطراب القلق الاجتماعي دون علاج فإنه يمكن أن يترك أثرا بالغ الخطورة على الأشخاص المصابين به في المستقبل فالقلق ، وقد يحجم من قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية مثل الذهاب الى العمل أو الحضور المدرسي أو العلاقات الإنسانية أو الاستمتاع بالحياة . وغالبا فيمكن أن يتسبب اضطراب القلق الاجتماعي في حدوث المضاعفات التالية :
- ضعف الثقة بالنفس : تعتبر مشكلة فقدان الثقة بالنفس وازدرائها من أخطر المضاعفات الناجمة عن اضطراب الرهاب الإجتماعي
- فقدان القدرة على اتخاذ القرارات : عادة ما يتصف الأشخاص المصابون بالرهاب الإجتماعي بضعف قدرتهم على اتخاذ القرارات الحازمة
- الحديث الذاتي السلبي : في بعض الأحيان قد تنشأ في ذهن الشخص صور ومفاهيم سلبية وربما سوداوية عن الأحداث والأشياء
- فرط الحساسية للنقد : عادة ما يصبح الأشخاص المصابين باضطراب القلق الإجتماعي أقل تقبلا وأكثر حساسية للنقد مقارنة بالآخرين
- ضعف المهارات الإجتماعية : يقود القلق الإجتماعي صاحبة في كثير من الأحوال للعزلة عن المجتمع مما يتسبب في ضعف مهاراته الإجتماعية
- العزلة وفشل العلاقات الإنسانية : يميل مرضى الرهاب للعزلة وعادة ما تبوء علاقاتهم الإجتماعية بالفشل نتيجة خوفهم الدائم وقلقهم المستمر
- انخفاض التحصيل الدراسي والتوظيفي : غالبا ما يؤدي الى ضعف الإنتاج العملي والتحصيل الدراسي لدى الأفراد المصابين به
- تعاطي المخدرات أو الإفراط في تناول الكحول : قد يلجأ الأشخاص المصابين بالرهاب الغجتماعي الى تناول المخدرات والكحول
- محاولات الإنتحار : مع تزايد حالات الإنتحار حول العالم يوما بعد يوم ، فإن مرضى الرهاب الإجتماعي يصبحون أكثر عرضة للإنتحار
- الإصابة بالإكتئاب المصاحب للقلق : عادة ما يتسبب القلق الإجتماعي في الإصابة بالإكتئاب وربما قد يدفع صاحبة لإيذاء نفسه جسديا في بعض الحالات
كيف يتم علاج اضطراب القلق الاجتماعي ؟
من الهام أن تتجدث في بداية الأمر إلى طبيبك أو أخصائي الرعاية الصحية حول كافة الأعراض التي تلحظ وجودها . بعدها سبدأ طبيبك بعمل الفحص اللازم لك وسؤالك عن تاريخك الصحي للتأكد من عدم وجود مشكلة جسدية غير ذات صلة تسبب في حدوث أعراضك . بعدها قد يحيلك طبيبك إلى أخصائي الصحة العقلية مثل الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي أو الأخصائي الاجتماعي الإكلينيكي ، وتتمثل هذة الخطوة الأولى للعلاج الفعال في إجراء التشخيص وهي عادةً ما تتم بواسطة أخصائي الصحة النفسية . يُعالج اضطراب القلق الاجتماعي عمومًا بالعلاج النفسي ( يُسمى أحيانًا العلاج بالكلام ) أو بالأدوية أو بكليهما . كما أنه من الضروري أن تتحدث مع طبيبك أو مقدم الرعاية الصحية حول أفضل الخيارات المتاحة لعلاجك ، وتشمل الخيارات المتاحة لعلاج اضطراب الرهاب الإجتماعي ما يلي :
أولا- العلاج النفسي :
في علاج حالات الرهاب الإجتماعي عادة ما يتم اللجوء الى نوع من العلاج النفسي يسمى العلاج السلوكي المعرفي (CBT) وهذا العلاج مفيد بشكل خاص في علاج اضطراب القلق والرهاب الإجتماعي . يساعد العلاج السلوكي المعرفي في تعلم طرقً مختلفة للتفكير والتصرف والتفاعل مع المواقف مما قد يساعد المريض في التقليل من حدة قلقه وخوفه خيال المواقف المختلفة . يمكن أن يعين العلاج السلوكي المعرفي أيضًا المرضى على تعلم وممارسة المهارات الاجتماعية كما يمكن أن يكون العلاج المعرفي السلوكي الذي يتم القيام بتنسيق جماعي مفيدًا بشكل خاص وأكثر فعالية كما هو الحال في مجموعات الدعم النفسي للمرضى .
ثانيا- مجموعات الدعم :
يجد العديد من الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي مجموعات الدعم مفيدة في مواجهة الأعراض والتخلص منها . حيث ستتمكن وأنت وسط مجموعة من الأشخاص الذين يعانون جميعًا من اضطراب القلق الاجتماعي من تلقي التعليقات غير متحيزة والصادقة حول كيف يراك الآخرون في المجموعة . وبهذة الطريقة يمكنك أن تتعلم أن أفكارك حول الحكم والرفض ليست صحيحة أو مشوهة ، كما يمكنك أيضًا معرفة كيفية تعامل الآخرين الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي مع مجتمعاتهم واكتساب مهارات التغلب على الخوف من المواقف الاجتماعية .
ثالثا- العلاج الدوائي :
هناك ثلاثة أنواع من الأدوية المستخدمة للمساعدة في علاج اضطراب القلق الاجتماعي :
- الأدوية المضادة للقلق : واحدة من الأدوية القوية المضادة للقلق وتبدأ في العمل على الفور لتقليل مشاعر القلق ؛ ومع ذلك فإن هذه الأدوية لا تؤخذ عادة لفترات طويلة من الزمن . يمكن للناس بناء قدرة تحمل إذا تم تناولهم على مدى فترة طويلة من الزمن وقد يحتاجون إلى جرعات أعلى وأعلى للحصول على نفس التأثير . ومع طول الاستعمال قد يصبح بعض الناس معتمدين عليها . ولتجنب هذه المشاكل يصف الأطباء عادة الأدوية المضادة للقلق لفترات قصيرة وهي ممارسة مفيدة بشكل خاص لكبار السن .
- مضادات الاكتئاب : تستخدم مضادات الاكتئاب بشكل أساسي في علاج الاكتئاب ولكنها تساعد أيضًا في علاج أعراض اضطراب القلق الاجتماعي . على عكس الأدوية المضادة للقلق قد تستغرق عدة أسابيع لبدء مفعولها. قد تسبب مضادات الاكتئاب أيضًا آثارًا جانبية مثل الصداع أو الغثيان أو صعوبة النوم . وعادة لا تكون هذه الآثار الجانبية شديدة بالنسبة لمعظم الناس خاصة إذا بدأت الجرعة منخفضة وتزداد ببطء مع مرور الوقت . من الضروري أن تتحدث إلى طبيبك عن أي آثار جانبية لديك .
- حاصرات بيتا : حاصرات بيتا أو Beta blockers هي الأدوية التي يمكن أن تساعد في منع بعض الأعراض الجسدية للقلق على الجسم مثل زيادة معدل ضربات القلب أو التعرق أو الرعشة . عادة ما تكون حاصرات بيتا هي الأدوية المختارة لنوع ” قلق الأداء ” من القلق الاجتماعي .
سيعمل طبيبك معك من أجل الوصول الى أفضل دواء يناسبك وتحديد جرعته والمدة المطلوبة للعلاج . يحصل العديد من الأشخاص المصابين باضطراب القلق الاجتماعي على أفضل النتائج بمزيج من الأدوية والعلاج المعرفي السلوكي أو غيره من العلاجات النفسية . لا تتخلى عن العلاج بسرعة كبيرة. يمكن أن يستغرق كل من العلاج النفسي والأدوية بعض الوقت للعمل . يمكن أن يساعد أسلوب الحياة الصحي أيضًا في مكافحة القلق . تأكد من الحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي ، والتوجه إلى العائلة والأصدقاء الذين تثق بهم للحصول على الدعم .
العلاجات المنزلية ونمط التعايش مع الرهاب الاجتماعي :
على الرغم من أن اضطراب القلق الاجتماعي يتطلب عمومًا المساعدة من خبير طبي أو معالج نفسي مؤهل ، الا أنه يمكنك تجربة بعض هذه الأساليب للتعامل مع المواقف التي يحتمل أن تثير أعراضك :
- تعلم مهارات الحد من التوتر : درب نفسك عليها بشكل عملي فهذة المهارات ستفيدك في التخلص من قلقك وستعيد تدريجيا للإندماج وسط نسيج مجتمعك
- ممارسة الرياضة : احرص على ممارسة التمارين الرياضة البدنية أو كن نشيطًا بدنيًا بشكل منتظم فهذا سيجعلك تصرف ذهنك عن التفكير في الأشياء التي تسبب لك التوتر
- الحصول على قسط كاف من النوم : دائما ما يساعد النوم الجيد في مواجهة أعراض التوتر وسيعزز من صفاء ذهنك وقدرتك على التعامل مع المواقف الإجتماعية المختلفة
- تناول نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا : يساهم النظام الغذائي المتوازن في تجسين حالتك الجسمانية والذهنية مما قد يعزز من مشاركاتك الإجتماعية
- تجنب المنبهات : احرص على تجنب المشروبات الكحولية والمنبهات مثل الكافيين ، ان كنت قد اعتدت على تناول كميات كبيرة منها فسيفيدك التقليل منها تدريجيا
- المشاركة الإجتماعية الفعالة : شارك في المواقف الاجتماعية من خلال التواصل مع الأشخاص الذين تشعر بالراحة معهم
- تدرب بخطوات صغيرة : من المهم أن تضع في اعتبارك مخاوفك لتحديد المواقف التي تسبب أكبر قدر من القلق . ومن ثم مارس هذة الأنشطة تدريجيًا حتى تتسبب في تقليل القلق . ابدأ بخطوات صغيرة عن طريق تحديد أهداف يومية أو أسبوعية في المواقف غير المربكة . وكلما مارست أكثر كلما ساعدك هذا في تقليل شعورك بالقلق
- استعد للمواقف الاجتماعية : ففكرة أن تكون اجتماعيًا مع شعورك الدائم بالقلق أمر صعب . ولكن بقدر ما قد يبدو الأمر صعبًا أو مؤلمًا في البداية الا أن هذا ينبغي أن يدفعك لتجنب المواقف التي تثير قلقك من خلال مواجهة هذه الأنواع من المواقف بانتظام ، ستستمر في بناء وتعزيز مهارات التأقلم ، يمكن أن تساعدك هذه الاستراتيجيات على البدء في مواجهة المواقف التي تجعلك متوترًا
- حضَر للمحادثة : حاول تخيل مجرى الحديث وقم بإعداد ما سوف تتحدث به ، سيساعدك اطلاعك على آخر الأخبار في إيجاد قصص مسلية للحديث عنها
- ركز على الصفات الشخصية التي تحبها في نفسك : من الضروري أن تكون على ثقة بصفاتك المميزة فهذا سوف يساعدك في التركيز عليها وصرف انتباهك عن ما يقلقك
- مارس تمارين الاسترخاء : وجد أن تمارين الإسترخاء تساهم بشكل ملحوظ في السيطرة على التوتر ، لذا سيكون من الجيد الحصول على بعض الاسترخاء قبل الاقدام على موقف يثير توترك
- تعلم تقنيات إدارة الإجهاد : تساهد إدارة الاجهاد في مساعدة الشخص على التقليل من التوتر الناجم عن الضغط المستمر أو الإجهاد
- ضع أهدافًا واقعية : توقعاتك المعقولة تجاه الأمور من شأنها أن تلعب دورا كبيرا في تجنب الإصابة بالإحباط والقلق تجاه المواقف الإجتماعية المختلفة
- ما تخاف منه لن يحدث : انتبه إلى عدد المرات التي تحدث فيها المواقف المحرجة التي تخاف منها بالفعل قد تلاحظ أن السيناريوهات التي تخافها عادة لا تحدث
- عندما تحدث مواقف محرجة : ذكّر نفسك أن مشاعرك ستزول وأنه يمكنك التعامل معها وتذكر أن معظم الناس من حولك إما لا يلاحظون أو لا يهتمون بقدر ما تعتقد أو أنهم أكثر تسامحًا مما تعتقد
- تجنب تناول المهدئات دون وصفة طبية : قد تبدو الأدوية المهدئة أنها تساعد بشكل مؤقت لكن على المدى الطويل يمكن أن تجعلك تشعر بالمزيد من القلق
كيف يمكنك التأقلم مع اضطراب الرهاب الاجتماعي ؟
قد تساعد طرق التأقلم هذة في تخفيف قلقك وجعلك أكثر قدرة وتأقلما مع بيئتك المحيطة :
- حاول التواصل بشكل فعال مع الأصدقاء وأفراد الأسرة وزملاء العمل
- انضم إلى مجموعات الدعم المحلية أو ذات سمعة طيبة موجودة على الإنترنت
- انضم إلى مجموعة تقدم فرصًا لتحسين مهارات الاتصال والخطابة لديك
- قم بأنشطة ممتعة أو تساعد على الاسترخاء مثل ممارسة بعض الهوايات وخاصة عندما تشعر بالقلق
- بمرور الوقت ستلاحظ الفرق الذي أحدثته طرق التأقلم هذة في السيطرة على الأعراض ومنع الانتكاس
- ذكّر نفسك أنه يمكنك تجاوز لحظات القلق وأن قلقك لم يدم طويلاً وأن العواقب السلبية التي تقلق بشأنها كثيرًا نادرًا ما تحدث
للمزيد من المعلومات حول اضطراب الرهاب الإجتماعي يمكنك الاطلاع على :
Responses