fbpx

التسمم الغذائي | الأسباب وطرق الوقاية منه

   تنتج الإصابة الأمراض المنقولة عن طريق الطعام, والتي تسمى غالبا بالتسمم الغذائي, عن تناول الطعام الملوث السام. تتضمن الأعراض الأكثر شيوعا للتسمم الغذائي الشعور بالغثيان, والتقيؤ, والإسهال، يعتبر التسمم الغذائي مصطلحًا يشمل العديد من أنواع العدوى, حيث يمكن أن تتنوع الأعراض, التي تعتمد على نوع البكتيريا أو الطفيل الذي يصيبك وكميته في الجسم, ومدى كفاءة جهاز المناعة.

سنتعرف في المقال التالي على الموضوعات الآتية:

  • ما أعراض التسمم الغذائي؟
  • ما أسباب التسمم الغذائي؟
  • كيف يصبح الطعام ملوثا؟
  • من المعرضون لخطر التسمم الغذائي؟
  • ما مضاعفات التسمم الغذائي؟
  • كيف يتم تشخيص التسمم الغذائي؟
  • ما علاج التسمم الغذائي؟
  • ما سبل الوقاية من التسمم الغذائي؟

 التسمم الغذائي

ما أعراض التسمم الغذائي؟

   يمكن للأعراض أن تتنوع بناءً على نوع العدوى. يعتمد وقت ظهور الأعراض كذلك على مصدر العدوى, لكنه يتراوح بين الساعة و 28 يومًا. تظهر على المريض على الأقل ثلاثة أعراض من الأعراض الآتية:

يمكن أن تظهر أعراض أشد قد تهدد حياة المصاب مثل:

  • استمرار الإسهال لأكثر من ثلاثة أيام
  • ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38.6 درجة
  • صعوبة التحدث أو الرؤية
  • ظهور أعراض الجفاف الشديد, مثل جفاف الفم, ونزول كمية قليلة من البول, وصعوبة الاحتفاظ بالسوائل
  • نزول دم في البول أو مع البراز
  • شعور بالتنميل في الذراعين
  • اليرقان (الصفراء), ما قد يشير إلى التهاب الكبد A

إذا مررت بأي من تلك الأعراض, فيجب التواصل مع الطبيب فورًا.



 أعراض التسمم الغذائي


ما أسباب الإصابة بالتسمم الغذائي؟

يمكن للتسمم الغذائي أن ينتج عن واحدة من ثلاثة أسباب رئيسية:

أولاً – البكتيريا:

    تعتبر البكتيريا من أكثر أسباب التسمم الغذائي انتشارًا. وإذا ذكرنا البكتيريا فإن أول ما يتبادر في ذهننا هي بكتيريا الإشيريشيا كولاي, والليستريا, والسالمونيلا. تعتبر السالمونيلا وحدها أخطر أنواع البكتيريا المسببة للتسمم الغذائي في بعض الدول مثل الولايات المتحدة. فبطقا لمركز السيطرة على الأمراض CDC فإن هناك مليون حالة من التسمم الغذائي سنويا منهم 20 ألفًا يضطرون لدخول المستشفى، هناك نوعان أقل شيوعا للتسمم الغذائي لكنهما قد يوديان بحياة المصاب وهما بكتيريا العطيفة  Campylobacter, والمطثية الوشيقية C. botulinum.

ثانياً – الطفيليات:

    لا يعتبر التسمم الغذائي الناتج عن الطفيليات شائعًا مثل الآخر الناتج عن البكتيريا, لكن تعتبر الطفيليات المنتشرة في الطعام خطيرة للغاية. يعتبر داء المقوسات Toxoplasmosis من إحدى أمثلة الطفيليات الملوثة للطعام, ويوجد بشكل أساسي في فضلات القطط. يمكن للطقيليات أن تعيش في جهازك الهضمي بدون أن تلاحظ لسنوات, لكن يمكن لأصحاب المناعة الضعيفة والحوامل أن يمروا بآثار جانبية خطيرة إذا أقامت بشكل دائم في الأمعاء.

ثالثاً – الفيروسات:

    يمكن للتسمم الغذائي أن ينتج عن الفيروسات أيضا. على سبيل المثال تتسبب عدوى نوروفيروس في إصابة 1 مليون حالة سنويًا بالتسمم الغذائي, وقد يكون قاتلًا في حالات نادرة. تتسبب يعض الفيروسات أيضا في ظهور أعراض مماثلة للتسمم الغذائي مثل فيروس سابو وفيروس الروتا, وفيروس الأسترو, لكنهم أقل شيوعًا. يعتبر فيروس التهاب الكبد A من إحدى الحالات الخطيرة أيضا والناتجة عن تلوث الطعام.



أسباب الإصابة بالتسمم الغذائي

كيف يصبح الطعام ملوثا؟

    توجد مسببات المرض تقريبا على كل أنواع الطعام التي نتناولها. لكن عادة ما تقتل الحرارة أثناء الطهي مسببات المرض الموجودة على الطعام قبل أن تصل إلينا. يعتبر الطعام غير المطبوخ المصدر الأساسي للتسمم الغذائي؛ نظرًا لعدم مروره بعملية الطهي، يمكن أن يصادف وجود الطعام مع الكائنات الموجودة بالبراز, ويحدث ذلك إذا كان الشخص المسئول عن تحضير الطعام لا يغسل يده قبل الطهي، بعض المنتجات تكون ملوثة في أغلب الأحيان مثل اللحم, والبيض, منتجات الألبان. يمكن للماء أيضا أن يكون ملوثًا بالكائنات المسببة للمرض.

من المعرضون لخطر الإصابة بالتسمم الغذائي؟

   يمكن لأي شخص أن يُصاب بالتسمم الغذائي. فالإحصائيات تشير إلى أنه تقريبا سيتعرض الجميع للتسمم الغذائي مرة في حياتهم على الأقل. لكن هناك بعض الفئات المعرضة للتسمم الغذائي أكثر من غيرها, مثل أصحاب المناعة الضعيفة, أو المصابون بأمراض المناعة الذاتية الذين ربما يكونون معرضون لخطر أكبر في حدوث مضاعفات ناتجة عن التسمم الغذائي.

طبقا لمايو كلينيك فإن المرأة الحامل تكون معرضة لخطر الإصابة نظرًا لأن الأجسام المضادة بهن تتكيف مع التغيرات الحادثة للتمثيل الغذائي والجهاز الدوري أثناء الحمل. يمكن لكبار السن أيضًا أن يكونوا عرضةً للتسمم الغذائي؛ نظرًا لأن جهازهم المناعة ربما لا يستجيب سريعا للكائنات المعدية. يعتبر الأطفال أيضا معرضين للإصابة؛ نظرًا لعدم تطور جهازهم المناعي مثل البالغين. يتأثر صغار السن أيضًا بسهولة أكثر بالجفاف في حال حدوث قيء أو إسهال.


من المعرضون لخطر الإصابة بالتسمم الغذائي؟

ما مضاعفات التسمم الغذائي؟

    يعتبر الجفاف أكثر المضاعفات شيوعًا وخطورة للتسمم الغذائي, ويُعرف الجفاف على أنه فقدان شديد للماء والأملاح الأساسية والمعادن. لن يكون الجفاف مشكلة خطيرة إذا كنت تشرب كمية وفيرة من المياه وتعوض الكمية المفقودة نتيجة للقيء أو الغثيان، ربما يصبح يتعرض الأطفال الرضع, وكبار السن, وأصحاب المناعة الضعيفة, والمصابون بالأمراض المزمنة بالجفاف الشديد عند فقدانهم المزيد من السوائل بكميات أكثر من الكمية المطلوب تعويضها. في تلك الحالة ربما يحتاجون الدخول للمستشفى واستقبال المحاليل الوريدية. يمكن للجفاف في الحالات الحرجة أن يودي بحياة المريض.

توجد بعض الأنواع من التسمم الغذائي التي تسبب مضاعفات خطيرة عند بعض الناس مثل:

  • عدوى الليستريا:  يمكن للتسمم الغذائي الناتج عن عدوى الليتسريا أن يكون أكثر شدة عند الأطفال غير المولودين. يمكن لعدوى الليستريا أن تتسبب في فقدان الجنين في بدايات الحمل. يمكن أيضا في فترات الحمل الأخيرة أن تسبب في وفاة المولود أو الولادة المبكرة أو إصابة الطفل بعدوى خطيرة بعد الولادة, حتى وإن كانت الأعراض خفيفة عند الأم. قد يمر الأطفال الرضع الذين نجوا من عدوى الليستريا بضرر عصبي طويل الأمد, وتأخر النمو
  • عدوى الإيشرشيا كولاي:  يمكن لبعض سلالات الإيشريشيا أن تسبب مضاعفات خطيرة, والتي تعرف بمتلازمة انحلال الدم اليوريمية HUS. تسبب تلك المتلازمة ضررًا في بطانة الأوعية الدموية الرفيعية في الكليتين, وقد تسبب الفشل الكلوي. تزداد فرص حدوث تلك المضاعفات أيضا عند كبار السن, والأطفال تحت سن 5 سنوات, وأصحاب المناعة الضعيفة. إذا كنت من تلك الفئات المعرضة للخطر فيجب رؤية الطبيب في حال ظهور الأعراض الأولية مثل نزول الدم مع البراز.


مضاعفات التسمم الغذائي

كيف يتم تشخيص التسمم الغذائي؟

   يقوم الطبيب بتشخيص نوع التسمم الغذائي بناءً على أعراضك. في الحالات الحرجة يتم القيام باختبارات الدم, والبراز, ويمكن القيام أيضا باختبارات على الطعام الذي تناولته لتحديد ما هي البكتيريا المسئولة عن التسمم الغذائي. يمكن للطبيب طلب اختبارات البول لمعرفة ما إذا كان الجفاف ناتجاً عن التسمم الغذائي أم لا.


ما علاج التسمم الغذائي؟

   يمكن علاج التسمم الغذائي منزليًا, ومعظم الحالات تتماثل الشفاء خلال ثلاثة إلى خمسة أيام، قد يصف الطبيب المضادات الحيوية إذا كنت تعاني من نوع محدد من التسمم الغذائي البكتيري, وكانت أعراضك شديدة. يحتاج المريض المصاب بالتسمم الغذائي الناتج عن بكتيريا الليستريا إلى العلاج بالمضادات الحيوية الوريدية بالمستشفى. لا تساعد المضادات الحيوية في حالة الإصابة بالتسمم الغذائي الفيروسي, بل ربما تزيد الأعراض سوءًا في بعض أنواع التسمم الغذائي البكتيري أو الفيروسي، لذا تحدث مع طبيبك بشأن ذلك.

إذا كنت مصابًا بالتسمم الغذائي, فمن المهم أن تحافظ على شرب المياه. يمكن أيضا لعصائر الفواكه ومياه جوز الهند على أن تساعد في استعادة النشويات والراحة من الإجهاد، تجنب الكافايين الذي يؤدي إلى تهيج الجهاز الهضمي، كما قد تساعد المشرويات الخالية من الكافيين مثل شاي البابونج, والنعناع على الراحة من آلام المعدة. وللمزيد من المعرفة من تلك العلاجات يمكن القراءة من هنا

قد تساعد بعض الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية مثل الإيموديام, وبيبتوبيسمول على التحكم بالإسهال وتقليل الشعور بالغثيان, لكن تأكد من مشاورة الطبيب قبل استخدامها, نظرًا لأن الجسم يلجأ إلى الإسهال والقيء للتخلص من المواد السامة. يمكن لتلك الأدوية أن تخفي شدة أعراضك, ما قد يجعلك تؤخر قرار تلقي العلاج الصحيح من خبراء الصحة، من المهم أيضا للأشخاص المصابين بالتسمم الغذائي الحصول على الراحة المناسبة.

في الحالات الحرجة من التسمم الغذائي, ربما يحتاج المرضى للإمداد بالسوائل الوريدية في المستشفى. وفي أسوأ الحالات سيحتاج المريض للمكوث لفترة أطول بالمستشفى حتى تحسن الأعراض وتماثل الشفاء.


علاج التسمم الغذائي

 ما هو النظام الغذائي في هذه الحالة؟

    من الأفضل أن تتوقف مؤقتًا عن الأطعمة الصلبة حتى اختفاء الإسهال والقيء, ثم ابدأ تدريجيا إلى نظامك الاعتيادي عن طريق تناول الأطعمة سهلة الهضم, وقليل الدهون مثل:

  • الموز
  • الأرز
  • الشوفان
  • حساء الدجاج
  • حساء الخضروات
  • خبز التوست
  • المشروبات الرياضية
  • مشروبات العصائر المخففة


ما الأطعمة التي يجب تجنبها إذا كنت تعاني من التسمم الغذائي؟

   لكي لا تسبب ألما لمعدتك حاول أن تتجنب الأطعمة التي يصعب هضمها, حتى وإن كنت تعتقد أنك تحسنت, مثل:

  • منتجات الألبان, خاصة الحليب والجبن
  • الأطعمة الدهنية
  • الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من السكريات
  • الأطعمة الحارة
  • الأطعمة المقلية

يجب عليك أيضا تجنب:

  • الكافايين (الموجود بالصودا, ومشروبات الطاقة, والقهوة)
  • الكحول
  • النيكوتين

يتعافي معظم الناس من التسمم الغذائي تمامًا خلال 48 ساعة. قد يكون مميتًا في حالات نادرة جدا, وذلك حسب مركز السيطرة على الأمراض.



ما سبل الوقاية من التسمم الغذائي؟

   من أفضل الطرق لتجنب التسمم الغذائي هي التعامل مع الطعام بأمان, وتجنب الأطعمة التي ربما تكون غير آمنة، توجد بعض الأطعمة التي يمكن أن تسبب الإصابة بالتسمم الغذائي؛ بسبب طريقة إنتاجها وتحضيرها. ربما يحتوي اللحم, أو السمك, أو البيض, أو القواقع البحرية على كائنات معدية التي تموت بمجرد الطهي. إذا تم أكل هذه الأطعمة بدون طهي, أو إذا لم تٌطهى جيدا, أو إذا كانت الأيدي أو الأسطح غير نظيفة, فإنها قد تؤدي إلى التسمم الغذائي.

تتضمن الأطعمة الأخرى التي يمكن أن تسبب التسمم الغذائي:

  • السوشي, ومنتجات الأسماك الأخرى التي تُقدم بدون أن تُطبخ
  • النقانق التي لم يتم تسخينها أو طبخها
  • اللحوم الحمراء
  • اللبن غير المبستر, والجبن, والعصائر
  • الفواكه والخضروات النيئة التي لم تُغسل

اتبع تلك النصائح للوقاية من التسمم الغذائي:

  • اغسل يديك, ومعدات الطعام وأسطح الطعام من حين لآخر. يجب غسل يديك بالمياه الدافئة والصابون قبل وبعد تحضير الطعام. استخدم المياه الساخنة والصابون المنظف لغسل أدوات تناول الطعام, وألواح الطعام, وأي سطح تستخدم عليه الطعام
  • افصل الطعام الجاهز تناوله عن الطعام الني: أثناء التسوق, وتحضير الطعام, وتخزينه, افصل اللحوم النيئة, والدجاج, وقواقع البحر بعيدا عن الأطعمة الأخرى؛ وذلك لمنع التلوث
  • استخدم درجة حرارة آمنة لطبخ الطعام: ويفضل استخدام الترمومتر لمعرفة ذلك. يمكنك قتل الكائنات الضارة في معظم الأطعمة عن طريق طهيها تحت درجة الحرارة المناسبة لها، يتم طبخ اللحوم في درجة حرارة لا تتجاوز 71.1 درجة سيليزية, ويتم طهي الدجاج في درجة حرارة لا تزيد عن 73.9 درجة سيليزية.
  • يجب تجميد الأطعمة التي تتلف سريعا خلال ساعتين من شرائها.
  • تخلص من الطعام إذا لم تكن متأكدًا ما إذا تم تخضيره بأمان. ربما يؤدي ترك الطعام لوقت طويل في درجة حرارة الغرفة إلى تعرضه إلى السموم والبكتيريا التي لا يمكن التخلص منها عن طريق الطهي. لا تتذوق الطعام الذي تشك به, وتخلص منه. حتى وإن كانت رائحة الطعام جيدة فربما لا يكون آمنا لتناوله.
سبل الوقاية من التسمم الغذائي

يمكنكم الاطلاع أيضا على: 

المصدر: Healthline

Responses